“لن تنتهي عاصفة الحزم إلا بتحقيق أهدافها”، هكذا أعلن مسؤولون سعوديون في أولى أيام الحرب، وفي تفسير معنى “أهدافها” يختلف المتابعون والخبراء، أتنتهي الأهداف عند إجبار الحوثيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات كما أشار مراقبون لـ”مصر العربية”؟ أم تقصد الإدارة السعودية المضي أبعد من ذلك كي لا تجد حدودها في أيدي مخالفين سياسيًا ومذهبيًا؟
تقدم الحوثيون صوب عدن ثم قصفوا القصر الرئاسي بالطائرات، ما أشاع تخوفًا خاصة لدى المملكة العربية السعودية والتي كانت ترعى حوارًا بين الفرقاء اليمنيين في الرياض من سيطرة الحوثيين على باب المندب، فأعلنت خوضها حربًا، وإلى جانبها  10 دول بين مشاركين وداعمين، العملية التي أطلق عليها عاصفة الحزم تدخل في شكل مباشر ضد النفوذ الإيراني في اليمن، ويشكل القصف الجوي محورًا أساسيًا فيها.

رد الحوثيين
دعا زعيم الحوثيين الشيعة عبد الملك الحوثي إلى “التعبئة العامة” لمحاربة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، ووصف  المتحدث باسم الحوثيين محمد البخيتي، المملكة العربية السعودية والدول المشاركة بأنهم يوالون اليهود والنصارى.
وأضاف البخيتي في تصريحات صحفية أن أي تدخل في اليمن سيخلف مئات القتلى، مشيرا إلى أن الوضع في اليمن مختلف عن البحرين التي دخلتها قوات درع الجزيرة، ومؤكدًا تسليح أغلب أهل اليمن، وهو ما يعني أن هذه الحرب ستكون طويلة المدى.

الحشد الشعبي
فيما أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي العراقية توقفها عن العمليات العسكرية في تكريت بالعراق، وتعتبر ميليشيات الحشد الشعبي هي القوات الرئيسية إلى جانب الجيش العراقي في العمليات ضد تنظيم داعش في العراق، وهو ما اعتبره مراقبون رد فعل إيراني أوليًا.

مراقبون وإيران
وبحسب المراقبين، فإيران تسعى من خلال تشديد قبضتها على اليمن والعراق وسوريا ولبنان إلى تحقيق امتيازات قبل التوصل إلى أي اتفاق نووي مرتقب مع الولايات المتحدة عسكري.

سيناريوهات متوقعة
يقول المحلل السياسي والباحث في الشؤون الإيرانية محمد محسن أبو النور في تصريح خاص لـ”مصر العربية”، إن الدول المشاركة تخوض عاصفة الحزم من باب فرض وجهة نظرها السياسية باليمن.
ما يعني أن السيناريوهات المحتملة سوف تتبلور في هذا الإطار ويبدو الاحتمال الوحيد هو محاولة إيران إعادة الحوثيين إلى الحوار والتفاوض مع السلطة اليمنية.
مع تواصل العمليات العسكرية ضد معاقل الحوثيين في مناطق تمركزهم الاستراتيجية في صعدة وصنعاء.
وأضاف أبو النور: السيناريو المرجح والأكثر قابلية للتنفيذ على الأرض هو مواصلة قوات التحالف شن غارات عن طريق المقاتلات الحربية وفرض حصار بحري وحظر جوي على الأراضي اليمنية لمنع دخول الإمدادات الإيرانية للحوثيين.
وفي النهاية سيجد أنصار الله أنفسهم في مواجهة لا قبل لهم بها بعد نفاذ الذخيرة والعتاد، ويقبلون بشروط التحالف ومن ثم يعود المشهد إلى المربع رقم صفر.
غير أن المهمة الحقيقية ستكون في الحصول على ضمانات بتنفيذ الحوثيين مخرجات التسوية السياسية بعد أن نقضوا كل المواثيق السابقة والتي تعلقت بالانتقال السلس للسلطة في صنعاء.
وعن ردود الفعل الإيرانية المتوقعة، قال أبو النور إن الوضع الحالي، يشير إلى أن إيران لا تملك رفاهية في الخيارات ليس أمامها إلا إعادة الحوثيين إلى الطاولة والإذعان لمطالب التحالف وإلا سيكون الثمن دراميًا.

4 سيناريوهات
فيما رأى رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد، في تصريحات صحفية، أن اليمن أمام 4 سيناريوهات، معتبرا أن القوى الفاعلة هي من تحدد فعليًا اختيار أحد تلك السيناريوهات.
وقال إن السيناريو الأول يتمثل في استعادة خارطة الانتقال السلمي وهذا يحتاج إلى تنازلات عن انتصارات وهمية للحوثيين والعودة للخلف قليلا وبالتحديد منذ اقتحامهم العاصمة صنعاء وإسقاط نظام الحكم الانتقالي، فيما السيناريو الثاني يتكرس بالقبول بمحاصصة طائفية ومناطقية وهذا الخيار يبدو الأكثر رغبة إيرانيا كونه يحقق هدف الابتلاع التدريجي للمنطقة دون كلفة كبيرة ويشبه سيناريوهات العراق ولبنان التي أدت إلى سيطرة كاملة للأقليات، وإذا قبلت المنطقة بفتح هذا الخيار فمعناه القبول بخنجر إيران في خاصرتها للأبد.
وأشار عبد السلام إلى أن السيناريو الثالث يتمثل في حالة عسكرية محدودة تشبه (الصفعة) تؤدي ولو إلى هزيمة تكتيكية تخفف من غرور الحوثيين وترغمهم على العودة إلى مسارات العملية السلمية والسياسية، فيما السيناريو الرابع ينطوي على حرب مفتوحة تؤدي إلى انتصار الحوثيين أو هزيمتهم، فالحرب الواسعة والمفتوحة ليست حلاً الآن، لأنها ستؤدي إلى فوضى واحتراب مناطقي ومذهبي، وقد يؤدي ذلك وبعض التداخلات الإقليمية إلى حرب أهلية.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. انها محرقة الحوثيين. وارجوا ان لا يكفوا عنهم حتى يبيدوهم . جرذان صفر قدموا من كهوف صعدة ، لينصبوا من قبل ايران على اعناق المسلمين في اليمن. فالدم الدم، والهدم الهدم. ولا تدعوا لهم موضع شبر تحت اقدامهم الا واشعلتموه. ولتأتي ايرن الى نجدتهم فتحرق معهم، ولا اضنها ستفعل ، لانها ادركت ان جرذان الحوثي كرت محروق ، ولا يستحقون المجازفة لأجلهم . ًوبنفس الأسلوب يجب ضرب ايران في سوريا و لبنان والعراق ، وارجوا ان يعي ولات أمور المسلمين هذا الامر ويعجلوا به.

  2. اثلجتوا صدورنا ولو ان الرد جاء متأخر بعدما اصبح للفرس قدم بكل بلد عربي /
    الله ينتقم من الفرس وأعوانهم

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *