لم تلق الدعوة التي أطلقها رئيس النظام السوري بشار الأسد،الخميس، اهتمام السوريين، خصوصا الشق المتعلق بما وصفه الأسد في بيانه بـ”التسامح” و”تسليم السلاح”. بل على العكس كانت مصدرا للسخرية والتندر على من “قتل شعبه”، ثم يطلب من “القتيل أن يتراجع عن موته بعدما يطلب الصفح من قاتله”. كما ورد في تعليقات مختلفة منذ نهار أمس الخميس.

فقد حفلت الصفحات الموالية لرئيس النظام، بعبارات التهديد والوعيد، والتي تدعو بشكل علني إلى عمليات “قص لسان” والجهر بـ”دفع الثمن”.
ولفت في سياق التهديدات التي انطلقت مع احتلال جيش الأسد لبعض المناطق في حلب الشمالية، توجيه بعضها حتى إلى المحتفلين بدخول هذا الجيش، عبر التعامل معهم على أنهم “أصبحوا فجأة مؤيدين” للأسد، وبالتالي، حسب تهديداتهم، فإنهم سيدفعون “ثمن التحريض والسفالة”، كما ورد حرفياً، نظرا إلى أنه “كلّو مسجّل” بالعامية السورية التي تعني أن أجهزة أمن النظام تعرف بالأسماء خصومه، وأنها ستطالهم في وقت لاحق.

لغة التهديد بالانتقام، ظهرت بأكثر من شكل، بدءا من تعليقات طالبت بالتعامل مع أهالي المناطق التي احتلها جيش النظام السوري، على أنهم “أخطر من داعش”، كما ورد في تعليقات مؤيدة للتحريض السابق على الانتقام، وانتهاءً بإعلان أنصار الأسد بمطالبة رئيسهم أن يعاقب هؤلاء المقاتلين وعدم التسامح معهم.

دعوات أخرى رفضت حتى فكرة التسامح مع من سيلقي السلاح، مطالبة التعامل معه بمنطق الانتقام والمعاقبة.
التهديد بالانتقام ترك مخاوف عند أهل المناطق التي احتلها جيش الأسد، من أن يحصل فيها ما سبق وحصل في بعض مناطق الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، حيث قام جنود نظام الأسد بالتنكيل بسكّانها وبنهب البيوت والمزارع التي أصبحت تحت سيطرتهم لدى دخولهم مناطق كانت تعيش بهناء وأمن تحت سيطرة المعارضة السورية.

رد فعل السوريين على الرسالة التي وجهها الأسد إليهم، اتفقت في غالبيتها على انعدام إمكانية “تصديق القاتل” كما قالت تعليقات. وبعضها قال إن من يقتل شعبه “سهلٌ عليه أن يكذب في رسائله”.

ردود أفعال أخرى سخرت من حديث الأسد عن “التسامح وإلقاء السلاح” فاعتبر بعضها أن الأسد نفسه “يجب أن يلقي سلاحه” وهو الذي عليه “أن يطلب العفو” نظير ما “اقترفت يداه من قتل في السوريين” وأن السوريين “لن يصفحوا عنه إذ تنتظره عدالة السماء” كما ورد في بعض ردود الأفعال المسجلة في الساعات الأخيرة.

يشار إلى أن إعلامية موالية لنظام الأسد، وتدعى كنانة علوش، والتي سبق لها والتقطت السيلفي مع الجثث، وأثارت ردود أفعال عديدة شاجبة ومستاءة من “هذا السلوك اللا إنساني” والذي يكشف الوجه “الانتقامي الدموي لنظام الأسد”، كانت من السبّاقين الى دخول المناطق التي احتلها جيش الأسد أخيرا، في حلب والتقطت الصور هناك، رافعة شارة النصر إنما بدون جثث في الخلفية، هذه المرة. الأمر الذي عزّز المخاوف من أن تكون عمليات الانتقام بحق بيئة المعارضة السورية، سيتم تغطيتها إعلاميا والتحريض عليها جهاراً، لأن السبّاقة الى الاحتفال مع جيش الأسد باحتلال بعض مناطق حلب، كانت سبّاقة أيضا بالانتقام والتشفي، عبر التقاط السيلفي وخلفها تظهر جثث لقتلى سقطوا في معارك ضد جيش النظام السوري.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *