قبل 3 سنوات ترك السوري إبراهيم الحسين سوريا مجبراً جراء الحرب والدمار والموت اليومي، وهو قبل سنة واحدة من سفره أي عام 2012 خسر جزءاً من ساقه اليمنى بقنبلة انفجرت به حين كان يهم لمساعدة أحد أصدقائه الذين أصيبوا، لعله بعيد التفجير أحس بأنه خسر أحلامه بل حياته، لكنه لم يستسلم.

https://www.youtube.com/watch?v=ousSGny11aw

اليوم الثلاثاء، سيحمل إبراهيم الشعلة الأولمبية في أثينا كجزء من رحلة الشعلة في عام 2016 التي ستقام في ريو دي جانيرو. ويهدف هذا الحدث الرمزي إلى إظهار التضامن مع اللاجئين في العالم في وقت يفر فيه ملايين الأشخاص من الحرب والاضطهاد حول العالم، بحسب ما أفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

إبراهيم ابن الـ27 عاماً الرياضي الذي شعر عند إصابته بتبدد أحلامه، استأنف الحياة في اليونان، سكن أثينا وواظب على رياضة السباحة وكرة السلة. وعن حمل الشعلة الأولمبية اليوم يقول: إنه شرف لي. تخيل أنك تحقق أحد أكبر أحلامك. تخيل أن ما كنت تحلم به منذ أكثر من 20 عاماً يصبح حقيقة.

وصل إبراهيم إلى جزيرة ساموس اليونانية عام 2014 بعد عبور بحر إيجه على متن زورق مطاطي. أصبحت أثينا موطنه الجديد والمكان الذي بنى فيه حياته وهويته كرياضي، وهو يمشي برجل اصطناعية سعى أحد الأطباء إلى تأمينها له مجاناً.

ترعرع في دير الزور في سوريا، وتمحورت حياته حول الرياضة: السباحة وكرة السلة والجودو. والده، وهو مدرب سباحة، زرع فيه وفي إخوته الـ13 حب السباحة، وكان عدد منهم يتنافسون في السباحة منذ عمر الخمسة أعوام ويفوزون بالميداليات في المنافسات المحلية والوطنية. كانت العائلة تعيش على ضفاف نهر الفرات، وكان إبراهيم يسبح في مياه النهر ويستخدم جسر دير الزور كلوح الغطس. يقول إبراهيم: “كنت أصعد إلى الأعلى وأغطس في المياه وأسبح في النهر”.

بقي إبراهيم يتنافس في السباحة حتى أصبح بالغاً واستمر بذلك أيضاً حتى عندما كان يعمل كهربائيا بدوام كامل، ثم اندلعت الحرب في عام 2011، ودمر الجسر الذي كان يحبه. وفي يوم من الأيام، خرج إبراهيم مسرعاً لمساعدة صديقه الذي تعرض لإصابة خطيرة فأصابته قنبلة. تم بتر رجله اليمنى من بطة رجله إلى الأسفل، وسافر في العام التالي إلى تركيا حيث بدأ يتحسن ويعلّم نفسه المشي مجدداً.
الذكريات مؤلمة

بالتحدث عن الحرب، يؤكد الشاب الرياضي أن كلا من الحادث الذي تعرض له كان صعباً جداً كذلك وعملية شفائه. ولا يحتفظ إبراهيم بأي صور أو تذكارات من سوريا في شقته الصغيرة في وسط أثينا التي استأجرها بنفسه. الذكريات مؤلمة جداً، ولا يتكلم عن أفراد عائلته في بلده ولم يعد على اتصال مع أي منهم.

ويقول: “أنظر إلى الأمام فقط، لا يمكنني التفكير في الماضي، إن تذكرت هذه الأمور الماضية كلها سأشعر بالإحباط”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *