في إسرائيل يوم سنوي يسمونه “عيد المساخر” المعروف باسم “فوريم” عبريا، وهو مخصص للاستهزاء بشخص تاريخي عاش قبل عشرات القرون في إيران القديمة، وفيه يرتدون ثياب سخرية وسخف ويقومون بحركات تناسب الاستهزاء إجمالا.

إلا أن إحدى المرشحات في الانتخابات المقررة بإسرائيل يوم 17 مارس الجاري، واسمها أنات روث، أرادت لفت الانتباه إلى حملتها الانتخابات بطريقة ساخرة تناسب “فوريم” الذي يعني “القرعة” بالعربية، فظهرت بما أصبحت معه شبيهة بمحمد اموازي، الشهير بلقب “ذباح داعش” أو “الجهادي جون” متحولة هي نفسها إلى أداة للسخرية كأسخف مرشحة في أي انتخابات عرفها الشرق الأوسط حتى الآن.
موقف لحظة: قصة “فوريم” والمرشحة أنات

المعروف عن Purim أنه ذكرى لخلاص اليهود في فارس القديمة من شر دموي تأبطه بهم وزير كان في عهد الإمبراطور الأخميني “أحشويرش الأول” قبل 2500 عام، وهو “هامان” الشبيه اسما بآخر ورد بشأنه 6 آيات في قصة الفرعون والنبي موسى بالقرآن، منها 3 في “سورة القصص” وواحدة في “سورة العنكبوت” واثنتان في “سورة غافر” وإحداهما رقمها 36 في السورة، وتشير ربما إلى أمر ببناء هرم مرتفع، ففيها نقرأ: “وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب”، ظنا أنه سيلم بالمحظور.

هامان الفارسي أراد التخلص من يهود كانوا في بلاده، فأجرى قرعة بين الأيام ليختار واحداً يبدأ به مجزرته، طبقا لما قرأت “العربية.نت” عن قصته التي تقول إن زوجة الإمبراطور، وكانت يهودية أفردوا لها فيما بعد إصحاحا كاملا باسمها “أستير” في التوراة، تمكنت من إنقاذهم والقضاء على الوزير ومن معه، لذلك خص اليهود “عيد المساخر” للاستهزاء بهامان، فتعلو قهقهاتهم فيه، ويضجون ضاحكين صاخبين حين يلفظ أحدهم اسمه، ثم يصومون يوما واحدا، هو دائما 13 مارس كل عام.

أما أنات روث، فعضو بحزب “هابايت يايهودي” أو “البيت اليهودي” في إشارة إلى إسرائيل، وكانت ناشطة سلام ومستشارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، ثم انقلبت بتقلب الأحوال وانضمت إلى “هابايات” الناشط دينيا بنشر عقيدة غريبة، ملخصها أن اليهود “مكلفون إلهيا” بالسيطرة على “الأرض المقدسة” وإدارة شؤونها.
وجعلوها هي المسخرة وأسخف مرشحة

ولروث حساب في “فيسبوك” لحملتها، مكتظ ببديهيات أي مرشح في أي انتخابات، من تصريحات رنانة ووعود بالعشرات للناخبين، مع صور موحية بالتفاؤل المعزز بالابتسامات، إلا أن صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، وجدت بينها واحدة جعلتها “أسخف مرشحة” طبقاً لما قاله بعض أنصارها أنفسهم بتعليقاتهم التي قرأتها “العربية.نت” مترجمة عن الصورة “الداعشية” الطراز.

نراها في الصورة متحجبة الشعر وبعض الرأس بكوفية، ومرتدية عباية مسترسلة، شبيهة اللون الأسود بما كان يرتديه “ذباح داعش” حين يظهر مع رهائنه، إلا أنها لم تتلثم مثله، لكي يتعرف إليها الناخبون. كما نرى أمامها فتاة جاثية على ركبتيها كرهينة تنتظر نحرها بسكين “داعشي” ظهر متدليا من عباية روث التي انقلبت عليها مساخر “الفوريم” فنسوا هامان وجعلوها هي المسخرة وأسخف مرشحة.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *