بقلم صديق نورت الفارس المصري العربي

السلام عليكم ،،

كنت أهوي دائماً بصغري كتابة القصص البوليسية ، وقصص المغامرات ، والقصص القصيرة

وأحسب أني كنت ذا خيال واسع بهذا المضمار ، وبالرغم من أن الكتابات الأدبية لا تتوافق

مطلقاً مع مجال تخصصي ودراستي العلمية ، إلا أنها ظلت هواية خاصة ، اشاركها الاصدقاء

لقد فكرت بتأليف هذه القصة ، التى تستمد قوامها ومعانيها من أرض الواقع ممزوجة بالخيال

ليصبغ عليها الحبكة والصيغة الأدبية المطلوبة .

أرجو أن تروق لكم ، وفى حالة دعمكم لإستكمالها ، فيسعدني ذلك بكل تأكيد ..

واترككم مع القصة ..

……………………………………………………………

” الصياد “

من داخل أحراش الأمازون ، طفل صغير لا يتعدى عمره العشرة سنوات ، يجلس مرتعداً ، خائفاً خلف

أحد الشجيرات ، يترقب ويكتم أنفاسه حتى لا يسمعوه ….

صوت أجش يأتي من بعيد : هل وجدتوه ؟؟ …. ويجيب أحدهم : ليس بعد ، ولكن أين سيذهب ؟

ويرد الصوت الأجش : لا نريد شهوداً على الجريمة ، إعثروا على هذا الصغير اللعين وإذبحوه

وحاولوا أن تسرعوا ، فدقائق وسيدخل الليل …

القصة تعود الى ماقبل عام ، حيث كان يعيش نادر مع اسرته المكونة من زوجته وطفله الصغير ،

وذات يوم بينما كان نادر عائداً لبيته ، الواقع على أطراف المدينة لمح أحد السيارات المتوقفة على

جانب الطريق وابوابها مفتوحة ، ومرمي بجانبها شخص تحيطه بركة من الدماء ، وتوقف نادر ونزل

مسرعاً لنجدته ، ووجد الرجل يحتضر ، ومذبوح من رقبته ، ونافورة من الدماء تنبثق منها ،،

وإنحنى نادر يرفعه من على الأرض ، فقال الرجل وصوته المتحشرج يخرج بصعوبة :

لا فائدة ، فأنا أموت ، لقد قتلوني …

وسأله نادر : من هم ؟؟ من فعل بك ذلك ؟؟

ورفع الرجل يده المرتعشة ، ورأسه يترنح ، ويشير إليه حتى يقترب منه ، فاقترب نادر ،

فقال له بكلمات متقطعة ، يقطعها أنفاسه التى يستنشقها بصعوبة :

ساوباولو .. البريد المركزي .. خزانة 125 .. كلمة السر .. دان 4225

ثم أطلق شهقة كبيرة ، وسقطت يده المرتعشة بجانبه على الأرض ، ليتمدد بلا حراك ..

ولم يفهم نادر شيئاً مما قاله الرجل سوى أنه يوجد شىء ما دله عليه يحتفظ به بالبريد المركزي

بمدينة ساوباولو بالخزانة 125 …

وركب نادر سيارته ، وانطلق بها على الطريق ، ثم توقف بالقرب من أحد التليفونات العمومية على

الطريق والتى تعمل بالعملات المعدنية ، وإتصل بالشرطة ، وأعطاهم موقع السيارة والرجل القتيل

ولم يترك أى معلومات عنه ،ولم يتصل من هاتفه النقال ، حتى لا يتورط فى تحقيقات ومساءلات

أو شكوك ربما تحوم حوله ..

ثم ركب سيارته وانطلق الى منزله ، وكلمات الرجل لاتزال ترن برأسه ..

خلف نادر كان هناك سيارة سوداء تتبعه ، يجلس بها شخص أصلع ضخم الجثة ، اسود البشرة ،

يضع بين أسنانه لفافة تبغ ، ويمسك بهاتفه .. ويقول : أنا أتبع الطعم ، لقد توقف على جانب

الطريق واتصل من هاتف بالطريق ، قبل أن يكمل سيره … وجاءه الرد بجملة واحدة :

اتبع الهدف ولا تجعله يغيب عن عينيك ..

………………………………………….

زوجة نادر تخاطب ولدها : أبوك على وصول ، هيا إستعد حتى نستقبله …

اقتربت سيارة نادر من منزله ، وفجأة أطفئت أنوار المنزل .. ونزل نادر من سيارته متعجباً ، وسار

خطوات حتى وصل لباب المنزل ، وأخذ يدفع بالمفتاح فى الباب وهو يتحسس طريقه للقفل وسط الظلام

ودلف نادر للمنزل وهو يقول : مرحبا ، لقد حضرت ، هل أنتم هنا ؟؟

وفجأة أضاءت الأنوار ، وانطلق ناحيته صغيره يعانقه ، وزوجته من خلفه وهما يبتسمان بسعادة

كل عام وأنت بخير ، فاليوم عيد ميلادك ،، هل نسيت ؟؟

وإبتسم نادر : أووه ، صحيح ، بالفعل لقد نسيت ..

وقبلته زوجته وقالت له : هيا بنا ، لحفلة عيد ميلادك ، إننا نعدها لك منذ الصباح ..

وإلتفت الأسرة حول المائدة المليئة بكل الأصناف المحببة لنادر ، وتتوسطها تورتة كبيرة بمنتصفها

……………………….

خارج المنزل ، وقفت السيارة السوداء ، وبداخلها الاصلع الضخم وهو يردد بصوت غليظ هادىء :

حسناً يا عزيزي الطعم .. إحتفل بسرعة .. لأننا نريد أيضاً الإحتفال ..

وأخذ يصفر ويدندن وهو يلتقط لفافة أخرى يحشرها بين أسنانه الصفراء ، ويتحسس مسدسه

تحت سترته …

……………………….

مرت ساعتين ، وأطبق الليل على المنطقة ، وساد الهدوء والسكون لا يتخلله سوي نقيق بعض الضفادع

وصفير بعض الصراصير الليلية من مستنقع قريب للمنزل ..

وتوجه الأصلع الضخم بسيارته السوداء ليخفيها خلف بعض الشجيرات القريبة من المنزل وهو يتمتم

اللعنة ، يبدو أن السهرة ستطول ، ولكني يجب أن أظل متيقظاً خلف هذا الطعم ، فكارلوس وعدني

بمكافأة ضخمة …

مرت ساعة أخرى ثم إنطفأت أنوار المنزل ..

وتململ الضخم بسيارته ، ورفع هاتفه ، وقال بعبارة مقتضبة :

الطعم ببيته ، ولم يدخل الجحر بعد ….

…………………

إلى اللقاء فى الجزء الثاني

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. انا في انتظار الجزء الثاني ..
    هذه القصه بيدك اخي فارس ؟؟ فعلا جميله .
    انا ادعم استكمالها وشكرا لك .

  2. كبداية جميلة بل رائعة يا فارس
    انتظر الجزء الثاني لا طول شوقتني اعرف النهاية
    مرسي ابو الفوارس

  3. ما نقدر نحكم على قصه فى بدايتها ؟
    إلى الامام … وخلينا نشوف وين راح توصل ؟

  4. كده يا فارس؟؟
    قطعت علينا القصة؟
    كنا نفسنا نعرف بقية القصة..دلوقتِ مش هعرف أنام عشان بفكر في اللي هيحصل 🙂

  5. شكرا يا ابو الفوارس
    ارجوك كمل القصة و في اقرب وقت لو سمحت(غدا مثلا ههههههههه)
    ربي يحفظك يا فارس

  6. ممممممممم وبعدين شو صار ؟؟… عم نستنى التكملة فارس ..
    شكرا فارس
    فارس شكرا

  7. انا احب القصص البوليسية وقصص الجريمة وقصص المخابرات.
    بداية جميلة يا فارس، ومتظرين الجزء التانى، لكــــــــن ملاحظتين:
    1- ليه البطل اسمه نادر؟
    يعنى ساوبولو وكارلوس والامازون بتدل ان القصة تقع خارج النطاق العربى…. هل تقصد ان البطل وطفله من عرب المهجر مثلاً؟
    2- الرجل الاصلع عرف من فين ان الطعم بيحتفل؟ يعنى مظاهر الاحتفال كانت واضحة مثلاً؟

  8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مرحبببببببببببببببا جمعة مبببببببببببببببببببببباركة للجمييييييييييييييييييييييييع
    شوقتنا اخي العزيز قصة جميلة ارجو اكمالها ومعرفة باقي احداثها المشوقة
    شكرا لك وبارك الله فيك
    لااله الا الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
    صلوا على الرسول واكثروا من الصلاة والدعاء بارك الله فيك
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  9. ..فعلا قصة بقلم مبدع,بوركت اناملك,ونحن متشوقون تكملة الجزء الثاني من القصة لنتعرف على النهاية…تحياتي

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *