كتبت – بثينة كامل
ولدت الشاعرة فاتن متولى عام 1972 بالقاهرة فكانت هجرة الوطن أولى ملامح نشأتتها التي تشكلت وهى مازلت جنيناً لا يدري من أمره شيئاً لأسرة مكونة من خمس أخوةشاعرتنا هى الكبرى. رجعت إلى بورسعيد عام 1974 بعد انتصار أكتوبر عام 1973 حيث التقت الغربة والنصر معاً لإحداث تلك التغيرات فى التركيبة السكانية للمدينة وفى حالة أهاليها النفسية، نصر عظيم أذهل العالم مقرون باغتراب ومغادرة ثم عودة الاشتياق غير المخططة، فأزمة إسكان وعشش وعشوائيات، صاحبها انفتاح اقتصادي كان له أكبر الأثر في تغيير الشخصية المصرية على العموم، والشخصية البورسعيدية على الخصوص، فأصبحت شخصية استهلاكية، وأصبح أول أولويتها الحصول على المكسب الكبير السريع، بغض النظر عن المكاسب العلمية، فتهمشت العقول وامتلأت أغلب البيوت بالبضائع المستوردة، وأصبح الدولار أكثر مألوفية من العملة الوطنية. وكان أبى من ضحايا هذا التحول، فترك الوظيفة الحكومية أملاً في التجارة والربح الأكبر، ولم تدرك وقتها كطفلة مساوئ ذلك الانفتاح، إذ كنت لاهية عنه بالبحث عن عبق الماضي والشدو بأجمل ما استمع إليه من قصائد لأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم من مطربى الزمن الجميل. تشبعت روحها بالعادات التى اتسمت بالترابط الأسرى والجيرة وقيمة الصداقة وإعلاء القيم المجتمعية القديمة، تلك التى أضحت من تراث ماض نأسف عليه ونذكره فى حديثنا لمجرد الذكريات.
كانت البيوت ومعها الشارع تتمتع بصفات رائعة، كالشهامة والكرم والحفاظ على بعضها البعض، محاطة بحنو أهلها نهلت من معين الكتب، ومن فرط حبها للقراءة فرضت على نفسها وحده خاصةتغوص بها في عالم رحب بين طيات الكتب، منذ التحقت بالصف الأول الإعدادي حتى الصف الثالث الثانوي كانت تذهب لتقضي أجمل أوقاتهاها بالمكتبة المدرسية، ونشأت علاقات إنسانية رائعة بينها وبين مدرسى اللغة العربية، فكانوا دائماً ما يتوقعون أن تكون شاعرة واعدة. أولى تجاربها التى اقترفتها كما تقول على سيل الدعابة
وهى بعد في سن الـ10سنة، فى هذه السن كتبت إرهاصتها الاولي بعنوان (حياة بلا أمل). ما زالت ضحكات “مس منى” تردد بأذنها وهي تقول لها : “حياة بلا أمل مرة واحدة يا مفعوصة”.
احتشدت فى تلك الفترة لكتابة انفعالاتها الوجدانية. كانت مجرد محاولات فتاة تتلمس طريقها على استحياء، محاولات أخذت شكل قطع نثرية لو استبعدنا منها عيوب البدايات لكانت سجلا فعليا لمرحلة مرت من عمرها.
تذكر وهى في تلك المرحلة الباكرة أنها كانت دوماً ما تقوم بدور البطولة لأية لعبة بينها وبين أقرانها الصغار ، معترضة تمام الاعتراض ورافضة تمام الرفض لأية مزاحمة، فهى مخترعة اللعبة، وهى الأكبر سناً، فلا يكون منهم سوى الانصياع للدكتاتورة الصغيرة.
في تلك الفترة أيضاً كتبت الكثير لأمها.. ملاكها الجميل …..
.الشاعرة فاتن متولى ابنة الباسلة بورسعيد قبل الغوص فى اعماق تجربتها الادبية والانسانية ًًًهي: مدير المدرسة الرياضة ع. ث. بنات ببورسعيد ًًًمحاضر مركزى بقصر ثقافة بورسعيد ًًًعضو اتحاد كتاب مصر ًًًرئيس رابطة الزجالين وكتاب الاغانى ًًً
رئيس الصالون الثقافى للشاعرة فاتن متولى ًًًعضو المجلس القومى للمرأة ُُُعضو المجلس الاعلى للثقافة ببلدها ًًًانتاجها الادبى تلج الغربه، فارس ورق شعر عامية مصرية ًًًقائمة الحزن شعر فصحى نثر ًًًتحت الطبع شبه غيبوبه وقلب القمر ان شاء الله.
قلب البنت اللي ما هوش عادي
بيمد… يدق .. يعد
كما العداد
تبقى الضحكة البنت
تشف.. ترف..
تعيش حكايات
رجليها البنت:
تتك التكة عند السكة
بين الدكة والسبورة
بترسم صورة
لفرحة وضحكة
أحلام مقهورة.
أهات في أهات
كانت في المرحلة الثانوية كما ذكرت سلفاً تنهل من علوم وآداب مختلفة منها على سبيل المثال لا الحصر الأعمال الكاملة للرائع إبراهيم ناجي. تأثرت بلغتة وبالصور الجمالية المنتشرة بقصائده واهتمامه البالغ بالقالب الحديث للقصيدة، وقرأت للفذ طه حسين ولم يكن مبهرا لها فقط، لكنه أعانها على تحمل الكثير من مصاعب الحياة، وقرأت للأديب المتميز يوسف إدريس، وللسباعي، وعشقت بشكل خاص شعراء العصر القديم منهم: إمروئ القيس، وجميل بثينة، وعنترة، والبحتري، وجرير، وغيرهم من فطاحل شعراء العرب، ما كان لهم، وما كان عليهم. منهم تعلمت جمال الصورة، وصدق الكلمة، وجزالة التعبير، تعلمت من قراءاتها للمترجمات كأعمال شكسبير، ودستوفسكي، وجون بول سارتر، وألبير كامى، وغيرهم من الأدباء والشعراء، وكانت لأعمال هؤلاء أثر بالغ فى تكوين ذائقتها الأدبية.
تأثرت كثيراً في تلك الفترة،فترة التعليم الثانويى، ما بين عام 1988 وعام 1991بنزار قباني وسميح القاسم ومحمود درويش ومعهماشعراء العامية المصرية التى يبدعها شعراؤها المشهورون وما أكثرهم.
من هذا المعين ارتويت ونما تكوينها الوجداني والأدبي.
أتمنيت أكون عصفور
جناحه النور
رقيق لكن
ما هوش مكسور ..!
كانت البنت الرومانتيكية العائشة فى واقع عربى مرير. كم تأثرت لمشهد الجنود العراقيين وهم يجتاحون دولة الكويت، وتذكر وتقول : أننى دخلت في حالة من البكاء الهستيري استمر لأكثر من ثلث الساعة، لم أصدق أنا البنت التى لم تبلغ الثامنة عشر بعد ما حدث، لكنه بالفعل حدث. بعدها اشتركت مصر في تحرير الكويت، فكان التضارب النفسي. عربى يقاتل أخوه العربى!.. يا لغباء القادة، ما أعماهم.. عرب يقتلون عربا!.. أما من بصيص نور؟!.. أما من حكمة؟!.. أما من حكيم؟ّ!. كانت ترى ما يحدث ضرباً من الجنون والعبث، فباتت تميل إلى الحزن والآسى والإحساس بالضياع، كثفه التفريط في القضية الفلسطينية، وحالة الانقسام التي وصلت إليه حركتا فتح وحماس، حتى وصل الأمر إلى تصويب البنادق تجاه أجساد بعضهم البعض، كل ذلك جعل الحزن والجرح يكبر، فالوطن واحد لا يتجزأ، أو هكذا يجب أن يكون..
بسبب من كل هذا، عاشت حياتها فى مرحلة تعليمى الثانوى الثانوية مغمورة بإحساس الفقد لهويتها العربية، بعدما تمزقت أواصرها واختلطت مفاهيمها.
ليه يا وطن..
قاعد بتندب في الظروف؟
ليه الحروف جنب الحروف
متلخبطة ..
متشعبطة..
علي الايميل تتبعت كلها افضل
كده فى السطور؟
قلبك بينزف يا وطن
أحلامه خوف..!
بصيص الأمل بات بعيداً، لكنه مازال يراود أبناء الحاضر الذي خيم عليه شبح الجهل والمرض والفساد السياسي. الفساد الذى استفحل أمره حتى غدا عنوانا للبشاعة ومرهصاً بأن القادم أبشع.. زيادة معدلات البطالة وأمل يخفت في صدور الشباب وارتفاع معدل العنوسة والإحساس بالعجز والضعف في تحقيق مستقبل يليق بكفاح سنوات من التعليم . دام هذا الوضع من الثمانينيات إلى التسعينات.. فترة تعليمهاالجامعى.
كان عليها إما أن نرفض الواقع أو تضيع في غياهب السجون والاعتقالات، وإما أن تنكب على التحصيل الدراسي والبحث عن هوايات مختلفة لتضع فيها كل ثوراتها وانفعالاتهاا الداخلية للهروب من براثن واقع مضن مخيف، طبيعى مع هذا الوضع أن ينتقل الصراع إلى نفسها. كان صراعاً عنيفاً.. بين ما توده وما ترغب فى فعله. مع صراعها الداخلى والحيرة بين ما هو متاح وما هو ممكن، وجدت خلاصها فى المعارف والفنون، فراحت تنهل ما تتيحه لها المحافل الأدبيه بالجامعة من معارض للرسم وندوات وعروض مسرحية، حتى التقت بمجموعة من الشباب الموهوبين أسسوا جماعة أدبية تسمى “رابطة دهب الأدبية”. كان مقرها كلية الطب البشري فى هذه الرابطة كانوا يلتقون كل خميس بالحلم والحب والجمال. كم تشتاق إلى أيام تلك الرابطة التى تحمل لأعضائها أطيب الذكريات.
نيرون فلتمنحنى عود ثقاب
كى ما أشعل كل حرائق روما داخل جسدى!
وأفر..
وأقر..
برغم فرارى هذا
أنى مخطأ..
فالقدر المرسوم فوق جبينى
يقرؤنى..
أنا.. إنسان!
انتهت المرحلة الجامعية بحصولها على بكالوريوس التربية الرياضية جامعة الزقازيق عام 1995 . بكثير من الحزن والألم ودعت حياة رائعة حافلة بجنون الشباب ومرحهم وأحلامهم الجميلة الرقيقة الحالمة بعنفوان الكلمة وجرأة الإحساس بالحياة، ودعتها وانتقلت إلي عالم جديد مجهول محتشد بالجدية وإثبات الذات، وحياة حافلة بالعمل والتعب، فأصبحت مدرسة تربية رياضية بمدرسة بنات. مدرسة صارمة حازمة ترتدي قناع المدرِّسة الشديدة في بعض الأحيان، وتنسى ما ألفته نفسها من رومانسية وهدوء. أغلقت المدينة الفاضلة لحين في مخيلتها لتعيش على أرض الواقع.حتى تدرجت فى المناصب الى ان اصبحت مديرة المدرسة الرياضية بنات.
في تلك الفترة انغمست فى حياتها العملية وتجرعت الكثير من كؤوس الإحباط العاطفي والاجتماعي وقناعتها بإعمال العقل والحكمة، فكانت تلك المدرسة الحازمة صباحاً، ومدربة اللياقة البدنية النشيطة المجده في المساء. أحببت كونها مدربة لأن تلك المهنة تحتاج للكثير من الابتكار والتجديد الدائم في الإيقاع الحركي المتغير لشكل التدريب وكأننها تسجل أجمل قصائدها بجسدها النحيل وهى تتمايل مع أنغام الموسيقي لأداء أيروبكس مميز وممتع.
أعطانها هذا الوضع متنفسا لبعض الوقت لتشعر بأننهامازالت تحيا بشكل آخر وبصورة مختلفة.
إيد زماني فيا مسلسلاني
بين سطورها مسجلاني
في خانة المحظور عليها الأماني
وإن حاولت في يوم ألومها ( دي الحياة )
تديني صفارة،
وبإشارة،
وكانت حمرة
بانطرد خارج حدودها
وأبقي ما تش مالوش كما له..
نفسى يرضى زماني يوم
وتصالحني ( دي الحياة )!
~*~
تزوجت بعد تخرجها بعام وأنجبت ابنها الكبير أدهم، هو الآن بالصف الثالث االثانوى، فترة وجيزة ووقع العدوان الأمريكى على العراق، واخرست ألسنة العرب. لم تصدق ما يحدث، وكأننها كما تقول : كنت أشاهد فيلما أمريكيا من نوع الأكشن.
الخونة والعملاء يتحكمون قى أوصال الوطن. سقطت بغداد ودنس الأمريكان أرضها وكانت نكسة ما بعدها نكسة لكل العرب. الحبل الذي شنق به صدام حسين هو نفس الحبل الذي كان دوماً يتدلي أمام أعيننا ليخوفنا به العدو الخارجى تارة والداخلى أخرى. تعامل معنا الأمريكان بقانون الجزرة والعصا، فنالتنا لسعات العصا ولم ننل شيئا من الجزرة.
من الفواجع التى تصدع لها قلبا، وقلوب سائر المصريين، فاجعة قطار الصعيد وفاجعة العبارة “السلام” وغرق ألاف المعتمرين؛ ومن محبرة الألم والنزيف العربى والمصرى كان مدادها.
باعيش وحدى
فى وسط الزحمة والتوهه
غريب عطشان …
تمر جحنى سطور تايهه
ويملكنى شيطان الخوف
ترتب لى فى كلام
لكن
ملوش معنى
مالوهش حروف
وزى الشمس تلسعنى
على جبينى
دموع ملهوف…
وانا برضه بموت
لكن ..
بموت أكتر .. كتير.. م الخوف
كثيرا ما كانت تأخذها نوبة بكاء وحزن وخوف من المجهول، وكادت تقع فريسة للضياع واليأس والهروب لولا ولادة طفلها الثانى فارس الجميل، بالصف الاول الثانوى الآن ( 2001م.). بسمتة جعلتنها تتمسك بالأمل. إنه العام الذى تم فيه تدمير برج التجاره العالمى بالولايات المتحدة الأمريكية، شدتنها توابع الحادثة، وما حدث فى أفغانستان والعراق وبلاد العرب.
فى المقابل حققت الكثير من النجاحات على الصعيد الوظيفى وعملها كمدربة جيم ولياقه بدنية. كرست حياتها لبيتها وأولادها، والتزامها بواجبها كان أكبر من مداومتها لنشاطها الأدبى، حتى كانت الصدفة التى جمعتها بنادى أدب بورسعيد فالتحقت بعضويتة وصارت عضو مجلس اداره فيه، و شملوها بكل ودو جميل. ولم يمنعنها هذا من المواظبة على المشاركة فى الندوات والأمسيات الأدبيه المختلفة التى كانت بالمثابه لها متنفس رائع لعقول وشخصيات وثقافات مختلفة.
إثر ثورة 25 يناير طبعت دوانيها وكان الفضل الكبير للشاعر الكبير أستاذها وأبىها الروحى إبراهيم البانى هما: تلج الغربة، وفارس ورق 2011م.رحمه الله رحمة واسعة.
ومع هذا كثيرا ما كانت تحس بأنها كأديبة لم تحقق ما تتمناه وتحلم به، وما زالت ترى أن المرأة بداخلها لم تحقق أو تحصل إلا على قسط بسيط جدا من حقوقها وأن المشوار مازال طويلا، وتشعر كأديبة بمسؤليتها فى هذا الاتجاه؛ فالمرأة الأديبة مازالت تعامل كامرأة، ويقتطع من عملها كمبدعة الكثير من الوقت، على العكس من الرجل، فهو متفرغ بشكل كبير لكتاباته وإبداعة، ويتمتع بحريه أكثر، سواء على المستوى المجتمعى أو مستوى الكتابة، حيث لا غضاضة من استخدامة لألفاظ ومفردات غير متاحة للأديبة, فهو رجل وهى أمرأة.
موضوعات عديدة حجبتها وهربت منها حتى لا تظهر بمظهر المتبجحة التى تخلع عنها ثوب الحياء، حجبت وهربت لأن مجتمعها يفرض عليها هذا، مع يقينهامن أن هذا المسلك ينتقص من العمل الأدبى لأن الإبداع لا يعرف سقفا ولا حدودا. نحن مازلنا نعانى من شيزوفرينا مجتمعيه حادةحتى بيننا نحن المثقفين على وجه الخصوص.
عانت من ذلك وسط الأهل والأقارب، وحتى الأصدقاء، خاضت خلالها حروبا كثيرة للدفاع عن قضيتهاوعن حقها فى المجتمع كإنسانة وكأمرأة لتثبت لمن جادلها كثيرا ومن حاول أن يصرفنها عن قضيتها وهمها الأكبر. المرأة منذ الخليقة شريك فى الحياة العمليه للرجل. ساوى بيننا الله سبحانة وتعالى فى الحقوق وذكر ذلك فى أكثر من موضع من القرأن الكريم، وفى بيتها كان زوجى رجلا كجميع الرجال فى مجتمعنا الذكورى، وتجرع ككل العائشين فيه الكثير من الموروث الاجتماعى الشرقى.
حاولت كثيرا للتوفيق بين مايرضها وبين ماهو متاح، محاولات كانت شديدة الإرهاق، المحاولة تلو المحاولة، حتى كان النجاح بتفهمه وثقته بما تفعل، فحرصت على أن يكون أول من يسمع ما تكتب. وساعدنها كثيرا فى أختيار نصهاالأدبى.
التوفيق بين بيتها وعملها ورغباتها وجنونها بالكتابة مهمة شديدة العسر، لكنها ممكنة. اكتشفت أنها بالفعل ممكنة، لكنها مجهدة، بل شديدة الإنهاك، فاليوم بكامله تقضيه فى عمل متواصل ما بين بيتها وعملهافى الصباح كمديرة مدرسة مسؤلة للبنات وفى الظهيره أم وزوجه وبعد الظهر مدربة جيم ولياقه بدنيه، مع كل هذا مواظبتها على حضور الأمسيات الشعرية والتحضير الشهرى لصالونها الأدبى الثقافى. تحاول وتجاهد ألاتترك جانبا على حساب أخر. أولادها متفوقون فى مدارسهم، وزوجها رجل ناحج يعمل مديراً للأثار بشمال سيناء، واهى مازتلت تختلس الوقت وسط هذا الخضم لتكتب وتكتب، فالكتابة هى ماتمنحنها الحياة.
بجد بجد بحبك موت
ولو يعدى الزمان ويفوت
هقيد صوابعى ليك عشرة
وأصون الملح والعشرة
واعديلك بحور وبحور
عشان ترضى
وايه يعنى ..!
أجيب الشمس لعيونك
لبن عصفور
وأعدى السور
عشان ابقى فتاة حلمك
ياسبحة تسبح الرحمن
يا احلى هدية من عنده
واكبت ثوره 25 يناير ثوره النفس وحلمها بأن تحلق فى سماء الكلمات وأن تكون هنا لك أشياء أكبر من حضور الندوات والأمسيات وسط جدران خرسانية ونخبة معينه من الأدباء والمثقفين، ولم تهنأ روحها.
: كانت فكرة الصالون تؤرق نومها وتراود خيالها، حتى استحوذ على هوس الفكرة وتاقت روحها إلى تحقيقها فى حيز الواقع، حيث حلمها ومشروعها الحقيقى ودورها الرئيسى فى المجتمع كأديبة، فكان الصالون الثقافى الاول فى محافظتها بورسعيد ، تحقق بالعزيمة والإيمان،فكرة ومضمونا، بتشجيع عدد من الأصدقاء المقربين .
تقول الشاعرة عن تجربتها تلك:
المكان كان واحدا من أكبر المعوقات التى واجهتنى وأنا بصدد إنشاء الصالون الأدبى الثقافى النسائى الأول ببورسعيد. كم أجهدت نفسى ذهنياً وجسدياً فى البحث عن مكان انعقاده. ورأيت أن يكون المكان عاما لا خاصا، مفتوحا على الشارع ما أمكن، يلتقى فيه المبدعون ومتذوقوالإبداع الأدبى والفنى، وكانت رحلة من التعب والقلق حتى تمكنت من حل مشكلة المكان.. وكان انعقاد الصالون فى المكتبات وصالات المناسبات وأرصفة الكافتيريات وغيرها من الأماكن المفتوحة. الجميل هو تفاعل المبدعين والجمهور العادى مع الصالون، واكتسب الصالون صيتا طيبا فى المحافظات، وصار قبلة للكثيرين من المبدعين الأمر الذى عوض ما أعانيه من متاعب فى سبيل إعداده وتنظيمه.
شغل الصالون جل اهتمامها، وانهمكت فى إعداد كل كبيره وصغيرة فيه، بداية من دعوة ضيوف الصالون من كبار شعراء مصر وانتظار قدومهم إلى المدينة، وتهيئة أماكن الإقامه واختيار مكان انعقاد الصالون ومتابعة فعالياته وترتيباته حتى إتمام إجراءات السفر وعودة الضيوف إلى مدنهم وقراهم مصحوبين بسلام الله وأمنه.
راعت فى برامج الصالون عنصر التشويق وعدم الإملال جنباً إلى جنب الإفاده العقلية والإمتاع الوجدانى فلا بطء ولا تكرار . من هنا كان الاختلاف عن الصالونات الأخرى، وكانت الابتكارات، فأقمت ورشا للطفل، وورش عمل فى مجالات إبداعية مختلفة، وأجريت مسابقات لهم وللشباب؛ وغير مناقشة الموضوعات والقضايا العامة كان الاحتفاء بالأدباء والفنانين والمثقفين وتكريمهم؛ وكان اكتشاف الموهوبين من الأطفال والشباب وكلما أرهقتنها أعمال التنظيم والإعداد كان يظهر من الأصدقاء الطيبين المحبيبن للنجاح من يقومون بدعمى وتشجيعى على الاستمرار. وأفضل ما حققنه هو انتظام انعقاد الصالون مرة كل شهر بدون انقطاع.
لا أنكر.. أصبت خلال تجربتى بالكثير من الاحباطات وكدت أقرر التوقف عن المواصلة بسبب كارهى النجاح محبى الفشل، أولئك الذين تؤذيهم نجاحات الغير آلمنى هؤلاء بشدة، وسيطروا على تفكيرى بعض الوقت، لولا الناس العاديين وعدد من المخلصين لكل ما هو جميل، بإصرارهم وحثهم لى لتكمله المشوار. كان سلوك هؤلاء حيالى وحيال الصالون خير عون لى وخير برهان يؤكد أن الطيبيين دائما يساندونك وقفون إلى جوارك.. وهكذا أصبح الصالون الأدبى واقعا قائما، وفكرة وقيمة ونافذة محترمه يساهم، كما تساهم أية مؤسسة فى إرساء قيم الحق والخير والجمال، ويؤكد على أهمية الدور الذى يؤديه المثقفون الحقيقيون، لا الأدعياء، بتحريكهم المياه الراكدة.
أما عن فاتن الانثى فهى امرأة جميلة محيرة ابتسامتها تحمل الكثير من الدفئ والطيبة تشعر بانها أمك مع صغر سنها وهى ايضا انثى تتقد بحماس الشباب وانوثة المرأة الصاخبة دعنا نرى ما تقول المرأة فاتن عن المرأة بشكل عام.
فتقول : أجمل مافى المرأة احساسها بفضل الله عليها كونها انثى لذا وجب على كل فتاة وسيدة ان تظهر الجانب المضيئ فيها فابتسامة المرأة هى سرها،ومظهرها والاهتمام بالموضة والفاشون مهم جدا استخدام الوان الميك اب المناسب لها دون الاسهاب واختيار الملابس المناسبة للوقت والزمن.
تعشق السفر والترحال والتنقل من بلد لاخر وتقول ان الحياة قصيرة مهما طولت وان الانسان يعيش مرة واحدة لذا وجب الاستمتاع بكل تفصيلة بحياتنا
المرأه هى الحياة وهى جوهر السر والدهشة فكان لازما على الرجل ان يتفهم ذلك جيدا ليحظى بحياة سعيدة يملئها الدفئ والحب والاستمتاع كما تقول اخير :
أسعدتنى أن تجربتى تكبر أمام عينىّ كأطفالى، فأحمد الله كثيرا.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *