قلب العجوز ينكسر
محمد عبد السيد
أيـا حًــسْـنـاءُ يـا سَــحَـرُ * أيـا حَـوْراءُ يـا قَــمَـــــــرُ
وَهَـبْـتُـكِ صَـفـْـوَ أحْـلامـي * وَ هـا أنــا بَـعْـدُ أنـْـتَـظِـــرُ
ضِـيـاؤكِ مُـدْبِـرٌ عَـنـِّـــي * وَ قَــلبي كـادَ يَـنـْـكَـسِِــرُ
قـَـرأتُ قـَصـائدي غـَـــزَلاً * وَ دَمْـعُ الـعَـيْـنِ يَـنْـهَـمِــــرُ
فـأحْـلامـي وَ آمــــالــي * عَـلىَ خَــدَّيْـــكِ تَـنْـحَـصِـرُ
خُـذي عُـمْـري وَ هـاتي لِـــي * سُـوَيْـعـاتٍ هِـيَ الـعُــمُــــرُ
وَ هـاتي لِي ابْـتِـسامـــــاتٍ * مِـنَ الـجَـنَّـاتِ تـَـنْـحَــــدِرُ
أُقَـدِّمُ خـافِـقـي رَهـْـنــــاً * لَـعَـلَّ الـحُـبَّ يَـنْـتَـصِــــرُ
فقالتْ : أنـــتَ؟! مَـنْ أنـْـتَ * ثِـيـابُـكَ خِـرْقَــة ٌ أثَــــرُ
وَ شَـعْـرٌ فـيـكَ مَـنْـفــوش ٌ * كَـعُـشْـبٍ لا ثَــهُ الـمَـطَــرُ
حِـذاؤكَ فـيـهِ تَـخْـريـــمٌ * وَ لَـيْـسَ تـَـسُـدُّهُ الابَــــرُ
وَ جَـيْـبُـكَ ضـامِـرٌ أبَـــداً * كَـأنَّ ضُـمــــــــورَهُ قَــدَرُ
حَـفَـرْتَ بِـرِجْـلِـــكَ الأرْضَ * شَـكـاكَ الـصَّـخْـرُ وَ الـحَـجَـرُ
وَ لَـيْـسَ لَـدَيْـكَ مَـرْكَـبَــة ٌ * مُـرَفـَّـهَـةٌ وَ تـَـفـْـتَـخِـرُ
وَ في يَـــــوْم ٍ بِـحـافـِلِـة ٍ * مَـعَ الـرُّكـَّـابِ تـَـنـْـحَـشِــرُ
مَـتىَ تـَخـْشىَ وَ تـَـسْـتَحيي * أيـا مَـكْـدودُ يا هَــــــــدَرُ
فـقـُلـْتُ: ألَـسْتُ انـسـانــاً * وَ لِـلـْـخـْـلاقِ انـْتَــــصِـرُ
ألَـسْـتُ رقـيـقَ احْـســـاس ٍ * وَ شِـعْـري نـَـفـْحُـهُ عَـطِــرُ
وُلِـدْنـا دونَ أثـْــــــوابٍ * و لا أصـْـبـاغَ !! يـا قـَـــــمَـرُ
و انْ مِـتـْـنـا فـَـسِـيَّـــان ِ * ثِـيـابٌ بـيـضُ أوْ غـُـبُــــــرُ
وَ لَوْ كُـنـَّـنـا تـَـنـاقـَضْـنا * غِـنـايَ وَ فـَـقـْـرُكِ الـعِـبَــــرُ
لَـكُـنـْـتُ بِـرُغـْـمِ أمْـوالي * يَـتِـيـهُ بِـحُـسْـنِـكِ الـبَـصَـــرُ
أغـَـنـِّي عَـيْـنـَكِ الـحَـوْرا * وَ مِـنْ خـَـدَّيْـكِ أعْـتـَـصِــــرُ
و أحْـسِـدُ ثـَـوْبَـكِ الـبـالي * بِـقـُـرْبٍ مِـنـْـكِ مُـنـْـتـَـصِــرُ
وَ أعْـذُرُ فيـهِ تـَـمْـزيـقــاً * كَـذا الـعْـشَّـاقُ تـَـنـْـتَـحِـــرُ
أجَـايَـتـْـني بِـقـَهْـقـَــةٍ * وَ حَـلـَّـقَ حَـوْلـَـنـا الـبَـشَـرُ
وَ قـالَـتْ : أنـْـتَ مِـغـرورٌ * عَـلىَ الأحْـلام ِ تـَـقـْتـَصِــــرُ
اذا انـْـعَـكَـسَـتْ مراكِـزُنـا * ( فقـابِـلْـني ) ! يَـكُـنْ خَـبَـــرُ

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *