مرسلة من صديقة الموقع koky.adel

وسط عشرات المسيحيين الذين تجمعوا داخل وخارج كنيسة الوراق لمشاهدة ظهور العذراء مريم، بعد أن شاعت قصة تجليها فوق إحدى

قباب الكنيسة، أمضت ليلة كاملة وسط الزحام الذى عم المنطقة، واضطر قوات الشرطة إلى إغلاق شارع الكورنيش تماماً، وتحويل مسارات

المرور إلى شوارع جانبية.

وعلى مدار ساعات الليل راح المتجمعون يقلبون وجوههم فى السماء بحثاً عن طيف العذراء الذى قالوا إنه يظهر أحياناً فى صورة حمامة

تقطع السماء طيراناً وتختفى بشكل مفاجئ، وأحياناً أخرى يتجلى فى صورة نور يتركز أعلى الكنيسة، ليستقبلوه بالزغاريد والهتافات.

بدأ توافد المسيحيين على كنيسة الوراق لليوم الرابع على التوالى بعد غروب الشمس، ومع اقتراب عقارب الساعة من منتصف الليل كان

الزحام يزداد تدريجياً، ولم تفلح حشود الأمن المركزى، التى هبطت من ٨ سيارات ضخمة تواجدت قريباً من الموقع، فى منعه من اختراق عرض

الشارع،
السيدة العذراء
كما لم تفلح الحواجز الحديدية التى استعانت بها قوات الشرطة فى حصره داخل قطعة أرض خالية تواجه مبنى الكنيسة، جلس فيها

المنتظرون وراحوا يرتلون بعض الترانيم والصلوات على أنغام النواقيس، والدفوف، فى حين استعان بعضهم بالأغانى المسجلة على

إسطوانات وأخذوا يذيعونها عبر جهاز كمبيوتر كان بحوزتهم.

ووسط التجمعات الكبيرة التى ملأت قطعة الأرض الفضاء انتشر بائعو اللب والسودانى والكشرى والعصير والسجائر والترمس، وانتهزت بعض

المقاهى القريبة الفرصة فقامت بتأجير كراسى للموجودين بسعر ٥ جنيهات للكرسى الواحد، وراح المتجمعون يتهافتون عليها مع ازدياد

الزحام بصورة كبيرة.

ولمواجهة برودة الطقس أثناء الليل، قام البعض بإشعال النيران فى أعواد الخشب الجافة ليستدفئوا بها، فى نفس الوقت الذى نشطت فيه

الكاميرات الشخصية لتسجيل لحظات اختار أصحابها أن يسجلوها. كأن يحتضن أحد الشباب صورة للعذراء جاعلاً من الكنيسة خلفيته، فى

حين يقوم آخر بالتقاط صورة لذويه وهم يرددون الترانيم بصوت جماعى، ويركز ثالث الكاميرا على وجه طفل صغير يلوح بكف يده الصغيرة.

ورغم الضوضاء البادية على المشهد إلا أنه كانت هناك لحظات يحبس فيها الجميع أنفاسهم عقب صرخة من أحدهم متبوعة بأصبع مرفوع فى

اتجاه السماء، يرصد به حمامة تطير على مستوى مرتفع.. تتعلق بها الأبصار قبل أن يشتد الهياج وتفرقع الزغاريد.

المرة الأولى التى رصد فيها المتجمعون ظهور حمام فى السماء جاءت حوالى الثانية صباحاً عندما عبرت حمامة سماء المنطقة فتدافع

الجميع بتليفوناتهم المحمولة، وكاميراتهم لتصوير الحمامة وسط ظلام الليل، أما المرة الثانية فجاءت فى حوالى الثالثة وعشر دقائق، هذه

المرة عبرت السماء ٨ حمامات هاجت لمرآها الجموع، ولم تمض دقائق قليلة حتى ارتفعت حمامة فى الساعة ٣ و٢٥ دقيقة، فلم يختلف التعامل

معها عن سابقاتها.

يقول إسحق فؤاد «٣١ سنة ــ عامل»: إن الكنائس المصرية تحتفل عادة بمريم العذراء فى شهر كيهك القبطى، الذى يمر فى هذا التوقيت

من كل عام، والذى يعد طبقاً للعقيدة المسيحية شهر تطويب أى «تكريم» للعذراء مريم، على اعتبار أنها وضعت المسيح فى نهايته، وهو

نفس الشهر الذى يحتفل فيه مسيحيو مصر بعيد الميلاد المجيد.

ولذلك فإن إسحق لا يرى أى غضاضة فى ظهور العذراء على قبة كنيسة الوراق هذا الشهر تحديداً، مفسراً أكثر بقوله: «جايز عايزة تقول

حاجة»، خاصة أنها اعتادت ــ كما يقول إسحق ــ التجلى فى الاحتفال بمولدها، الذى يقام كل عام فى محافظة أسيوط.

أما مجدى متى «٤٠ سنة» فيتذكر قصة ظهور آخر للعذراء قائلاً إنه وقع عام ١٩٨٦ بكنيسة سانت دميانة، وقتها «طلعت العدرا وقعدت

ساعة وتلت فى شكل ٣٦ نجمة جنب بعضها»، وهو نفسه ما يرمى إليه وائل بشرى «٢٩ سنة» عندما قال: «إن هناك أكثر من قصة لظهور

العذراء فى مختلف أنحاء العالم، إن هناك رسالة تقصد العذراء توصيلها من خلال ظهورها، يمكن عايزة تقول للناس إنها معاهم، ويمكن

ربنا عايز يقول لنا إن صلواتنا اللى بنصليها له واصلة لعنده».

ويرى وائل أن مجرد رؤية العذراء أثناء تجليها كاف لحلول البركة على من يراها، وربما يفسر ذلك سبب التجمع الكبير الذى يرابط حول

الكنيسة منتظراً ظهورها كل ليلة ــ كما يقول وائل.

ورغم أن أم بيتر تقيم وتسكن فى الوراق إلا أنها حرصت ــ كما تقول ــ على التردد يومياً على الكنيسة منذ أن استمعت لقصة ظهور العذراء

فوق إحدى قبابها، مصطحبة معها ابنتها الصغيرة «عشان تشوف العدرا معايا»، وهو نفس ما فعلته عبلة سمعان عندما اصطحبت صغيرها

كيرلس معها، مشيرة إلى فرحته وسعادته الغامرة بالجو المحيط، والترانيم والإنشاد الذى يدوى فى المكان.

ومن فوق أكتاف الشباب يهبط مرزوق ميخائيل «٥٣ سنة» موظف بعد أن ظل يهتف وينادى العذراء مطالباً إياها بالظهور «يا عدرا يا أم

النور اظهرى لنا على طول.. عايزين نشوفك يا عدرا.. يا عدرا يا أم الحبيب اظهرى فوق الصليب».. يقول مرزوق إن ظهور العذراء فى هذا

التوقيت تحديداً يرمز إلى حبها للسلام، ورغبتها أن يسود العالم بعد أن هجره لفترة طويلة، مشيراً إلى آيات كثيرة فى الإنجيل تعلى من

شأن السلام، ولهذا السبب فإن العذراء تتجلى فى صورة حمامة كما يقول مرزوق، إذ إن الحمام فى كل الديانات يعد رمزاً للسلام.

وراحت تجمعات المسيحيين المحيطين بكنيسة الوراق تنفض شيئاً فشيئاً مع بزوغ أول خيوط النهار، فمع انقضاء الليل تقل فرص الظهور، كما

يرددون، ولا يظل أمامهم سوى العودة فى يوم آخر لقضاء ليلة أخرى يقلبون فيها وجوههم فى السماء بحثاً عن أى طيف للعذراء قد

يتراءى لهم فى الفضاء الواسع.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫54 تعليق

  1. Yaser? don’t worry about what they say ( You are Muslim ) keep going because god with you alway’s . one god no more ..good job Koko

  2. ظهور أشياء كهذه ليس لها علاقة بالسيدة العذراء وأنما هى تمثيل الشياطين و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *