مرسلة من صديق الموقع Hassan

مقال بقلم أيمن محمد الجندي

نعم، سأشجع الجزائر من أجل مصر، لأن الهدف الحقيقى عندى ليس كرة تسكن الشباك، وإنما حب يسكن القلوب.. لأن الجزائر أهم عندى من مليون مباراة كرة قدم.. لأن الشعب من الشعب والدم من الدم والروح من الروح.. لن أسمح للصبية الصغار أن ينقضوا الغزل وينسفوا الحب ويركلوا التاريخ، ومصرُ تاريخها- وإن لم يعلموا- أطول بكثير من تسعين دقيقة.

سيرة حب

لا تغضبوا يا سادة حينما أقول إنكم لا تعرفون مصر. حينما تختزلون وطنا فى حجم مصر فى مباراة كرة قدم، حينما يحرككم (الأخوان حسن) بعد أن كنا نحرك العالم بأسره، حينما تنسون زخم الثورة الجزائرية، ووهج المشعل العربى الذى حملته مصر، وتنسون حرقة الجزائر على هزيمة سبعة وستين، وذهاب بومدين للسوفيت وقد طار عقله، وإهانته لهم فى عقر دارهم، وإلقاءه بمئات الملايين فى وجه بريجنيف الذى قال وهو يرتجف من الغضب: الاتحاد السوفيتى ليس بائعة هوى أو تاجر سلاح تلقى الدولارات فى وجهه، ورفع الاجتماع ثم عاد صاغرا أمام غضبة بومدين الصارمة ليلبى كل طلباته. حينما تنسون دماء جزائرية سالت على أرض القنال، أكثر من ثلاثة آلاف جندى وضابط، وألف دبابة وخمسين طائرة حديثة شاركت فى معركة الكرامة عام ثلاثة وسبعين، حينما تنسون المصير المشترك والعدو المشترك والحزن المشترك، ثم تجرون وراء كره قدم يتقاذفها لاعبون مترفون يركلون الكرة (ومعها قلوبكم)، ينتصرون أحيانا ويُهزمون غالبا، فأنتم يا سادة لا تعرفون مصر.

تعالو أحدثكم عن مصر

مصر!..

جميلتى، محبوبتى، سيدة القارات الخمس التى تملك مفاتيح العالم، البلد الذى تكرر ذكره فى القرآن. ثغرة التاريخ إلى الزمن الأول. رمز النيل الذى عذبه الشوق إلى الأرض السمراء، يطوى آلاف الأميال معربدا فى أرض الجان، يزحف كثعبان أسطورى حتى يدرك بلاد النوبة، حينئذ يدور رأسه من ترجيع ناي، من أنشودة نوبية حزينة، من شيخ ذابل العينين يعلم حفيده درس العشق الأول.

مصر بوابة الفراعنة تلوح مسلاتها على مسيرة سبعة آلاف عام، الطبيعة البكر والإنسان المصرى القديم الذى شيد المسلات وصنع المعجزات، معابد الأقصر وفيلة والكرنك، حيث يبلغ الرجل الطويل القامة ارتفاع إصبع التمثال، وتكاد دقة النحت تصور الهواء الذى تنفسه الفرعون الملك. الوجوه الحالمة المرسومة على الجدران تتطلع للسماء. الأجساد الفتية تتوثب عزما وحبا للحياة، حسن المصريات ودلالهن وعشقهن للزينة، وألوان طازجة كأنها مزجت لتوها، وفى قلب الجبل المهيب -تحت سطح الأرض بعشرات الأمتار- قبور ملوك سادوا الأرض وملكوا البحر وروضوا النيل.

مصر الحب، القانون الحاكم فى هذا البلد، والروح التى تسرى فيه، وجعلتنا نحتمل مرارة العيش وظلم الولاة. وبعد يوم حافل بالتعب تضحك العذارى على ضفاف النيل، ويصطاد العجائز السمك والقمر الساكن فى قاع الترعة.

مصر المآذن العالية والقباب الفضية الناظرة إلى النيل (الحليوه الأسمر). والنجوم الزاهرة فوق سطح الهرم ترنو للمعز بن عبدالسلام يستصرخ المصريين للحاق بقطز لحرب التتار. صلاح الدين يحشد جيوشه لحرب الصليبيين. القرون تتوالى فى سرعة، كلها تحمل نفس الرائحة، الأزقة القديمة والبخور المعتق فى كل الزوايا، ونظرة دلال سددتها المليحة من وراء اليشمك، والبيوت المسكونة بالحنين.

سفن نابليون تقترب، هواء البحر ينفخ عباءة محمد كريم، نلسون يدخن الغليون وقد لوحته الشمس. مراكب الأسطول تجوب البحر بحثا عن سفن نابليون المختبئة فى أبى قير. محمد على وطموحات لا سقف لها، رفاعة الطهطاوى يستخلص الذهب من تلخيص باريس، الخديو إسماعيل وأحلام أجهضت، عبدالله النديم وعبدالعزيز جاويش، عرابى يستنقذ الكرامة من غطرسة الولاة، محمد عبده يشعل القنديل، مصطفى كامل يتبتل فى عشق المحروسة، محمد فريد يبيع ألف فدان من أجلها، سعد زغلول يُلقن الاحتلال درس الكبرياء، ومختار يستخلص الحياة من قلب الحجر، ونهضة مصر تبعث من جديد.

فن وأدب، ثقافة وروح جديدة. العقاد يعكف على مشروعه العملاق، طه حسين المبصر وسط العميان، توفيق الحكيم رائد المسرح الذهنى، أحمد أمين يؤرخ للحياة العقلية، أحمد شوقى يسمع عبدالوهاب فيذهله الطرب، أم كلثوم تعتصر المنديل ومعه قلوبنا، بيرم التونسى يحول العامية إلى سبائك ذهب، نجيب محفوظ يرتاد المقاهى القديمة ويعيد تشكيل خارطة الأدب، عبدالناصر يحلق منفردا فى سماء الكرامة، صلاح جاهين يشدو برباعياته، وعبدالرحمن الأبنودى يتتبع الحكايات القديمة.

بذمتكم، بلد كهذا تختزلونه فى مباراة كرة قدم؟!

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫423 تعليق

  1. Algerien it’s dec 22nd too for me, I didn’t notice that it tomorrow there even if I knew that was too late for them as it’s bed time for me too. tomorrow I got a lot of stuff to do.

  2. هههههه ماشى
    انا لازم اروح اصلى الفجر، وهنام تصبحوا على خير جميعا
    اختى جزائرية، ايوب، عربى، روجر مع السلامة. اشوفكم غدا ان شاء الله.
    روجر يا ريت تشرفنا فى مصر قريب.
    بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااى عليكم جميعا
    ازون فى لازون للجميع

  3. Good night to who they going to bed now as I’ve to do, I’m so sleepy. and have a great day to whom they aalready started their day. plz pray for us of ever is praying el fajr now.sweet dreams and good day. what a paradox

  4. roger u dotn know how much i love algeria more than what u think my dad from yemen and my mom form dubai i went to algeria alot many many time and i lve tizi ouzou too much my best friend form there i took my mom to there for his weeding and she love it too the best thing we love ther beside what u said the customs and taditions same us thats why i said im sorry to masssr bcz i said alot azoul fi aloan and i may meet u one day there

  5. مصطفى إنت أصغر واحد هون بس فهمان كل واحد على حقيقته

    مبروك البيت الجديد واينشاء الله يكون عتبة خير عليك وعلى العيله

    سلام

  6. Arabi, you’r more than welcome, but I live in USA in Bayonne 07002 in north Jersey in New Jersey, about less than 30mn from Manhattan New York where I work and your more than welcome here too if you want to come I’ll give you my e-mail and phone nbr if u want. any time bro, to me it doesn’t matter where u’r from what matter is respect between human being that’s it.

  7. Roger my husband and I are planing to come to new york for the new year eve but untill now all hotels are booked is new Jersy close to empire state can we survive without a car?
    Thanks

  8. ALGERIAN The hudson river separates between the two states, they’r so close, I mean, Bayonne is close, Pavonia new port, assex street, exchange place, groove, jersey ave. or Hoboken bottom line, yes north jersey is close very close to mahattan where is the empire state building, the later located at 35 I believe street between fith and sixth avenue. you take the path, nbr 33 from journal square New jersey or Pavonia new port from exchange place you take path to down down manhattan, world trade center, and than subway to up twon 34th street. from hoboken the same thing take the path 33, by the way path and subway is equivalent in france, metro et R.E.R. for more details you can e-mail me if you want and I’ll give you my contact.

  9. ياأخت سامية هذا الشئ لا يحتاج ألى أن تقولي لي good or not good
    لأهذا واجبي ومن حقي مادمت عربي مسلم أن أشجع أخواني ولاأعمل بينهم أي تفرقة كاخواننا الجزارئريين .
    وأسمي ليس mustapha . أذا لاتعرفي أنكليزي أقول لك أسمي هو mustafa
    وشكرا على مرورك .

  10. i wrote it mustapha like in french
    in french we prounouns ph f so dont be that mad
    c’est un nom propre donc ce n’est pas méchant si on l’ecrit avec f ou avec ph

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *