كشفت وثائق سرية سربت عن طريق موقع “ويكيليكس” الجمعة عن أن عدد القتلى المدنيين العراقيين أعلى بكثير عما أعلنته الإدارة الأمريكية. وتضمنت الفضيحة اكثر من 400 ألف وثيقة عن الحرب في العراق كشفها موقع “ويكيليكس”، ومن المتوقع ان يكون لنشر الوثائق تأثيرات مباشرة على الوضع الامني والسياسي في العراق، كما سيشكل ضربة جديدة لسمعة الولايات المتحدة حول العالم، وخاصة في الشرق الاوسط.
وقد اعلن موقع ويكيليكس الالكتروني المتخصص في المعلومات الاستخباراتية الجمعة انه سيصدر ‘اعلانا مهما’ السبت في اوروبا، في رسالة على تويتر، رغم تحذير حلف شمال الاطلسي من نشر معلومات تتعلق بالحرب في العراق.


كشفت الوثائق تورط المالكي في عملية القتل العمد مع سبق الإصرار حيث لقي 284 ألف ضحية منهم 190 ألف ضحية لقوا مصرعهم على يد ميليشيات مسلحة، وأن ثلثي هذا العدد قتل أغلبه عام 2005، وأن أكثر من أربعة ألاف ضحية قتلوا خلال شهر يناير من هذا العام. وأشارت الوثائق إلى أن العدد الحقيقي للقتلى في العراق ابتداء من الإحتلال الأمريكي عام 2003 وحتى الآن يتجاوز 150 ألف ضحية إلى جانب 15 ألف آخرين (مفقودين) غير مستدل عليهم ولا يوجد عنهم أي معلومات، وأوضحت الوثائق أن الولايات المتحدة تسترت على كل هذه الجرائم، من خلال تضليلها للرأي العام العالمي بأنّ أعداد للضحايا أقل بكثير عما هو في الحقيقة. وتقدر الملفات التي عرضتها الوثائق السرية بأن 160 ألف شخص تعرضوا إلى عمليات تعذيب في السجون من المدنيين. وكشفت الوثائق أن هناك الآلاف من المدنيين لقوا مصرعهم في عمليات القصف الجوي الأمريكي على الأراضي العراقية، ولفتت إلى أحد الانتهاكات الأمريكية في الحرب على العراق كان في الفلوجة بعدما ألقت القوات الأمريكية قنبلتين من طائرة اف 15، وروجت الإدارة الأمريكية إلى أن ضحايا هذه التفجيرات كانوا من اعضاء تنظيم “القاعدة” في العراق، وهو ما ثبت خلافه بعد أن ثبت أن الضحايا هم 8 مدنيين بينهم 4 أطفال وامرأتين واعترفت به الولايات المتحدة بعد ذلك على استحياء. وأثبتت الوثائق أن آلاف السكان المدنيين وبالأخص من المدن السنية لقوا مصرعهم بسبب القصف الأمريكي. كما كشفت إحدى الوثائق أن هناك 1400 حادثة إطلاق نار على مدنيين عراقيين أثناء مرورهم عبر الحواجز الأمريكية في المدن العراقية. وأشارت إلى أن أكثر من 600 شخص لقوا مصرعهم رميا بالرصاص خلال مرورهم على نقاط التفتيش الامريكية.

الأخطر ما في الوثائق هو تفاصيل تعلن لأول مرة تحدثت عن تورط رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في إدارة فرق للقتل والتعذيب، كما توضح الوثائق حقيقة الدور الإيراني ونشاط القاعدة، وتميط هذه التقارير اللثام عن مأساة عشرات آلاف الضحايا المدنيين الذين سقطوا بنيران الجيش الأميركي. كما تظهر حقائق جديدة عن تورط القوات العراقية في تعذيب السجناء وحتى اغتصابهم وقتلهم أحيانا. وترسم الوثائق صورة للمالكي بعيون الأميركيين، فيبدو رئيس الوزراء المنتهية ولايته شخصا طائفيا منحازا بالقوة إلى طائفته على حساب مواطنيه السنة، كما تصور هذه الوثائق وجها خفيا للمالكي وهو يقود فرقاً عسكرية تنفذ أوامره في الاغتيالات والاعتقالات.

أما إيران فكانت حاضرة في المشهد العراقي ولكن على نحو سري عبر تهريب السلاح التقليدي لإمداد الأحزاب والمنظمات الشيعية الموالية لها وخصوصا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، ومنظمة بدر التي كانت الجناح العسكري للمجلس الإسلامي العراقي الأعلى بقيادة عائلة الحكيم، قبل أن تتحول تلك المنظمة إلى تنظيم سياسي وفق ما هو معلن. واللافت أن التقارير السرية في حالة إيران تذكر أسماء عملاء تقول إنهم ضباط مخابرات إيرانيون كانوا يعملون بشكل يومي في العراق وإن بعضهم متورط في شن هجمات بالصواريخ علاوة على إقامة نقاط تفتيش مشتركة في المناطق الشيعية يشرف عليها عناصر أمن إيرانيون بوجود عناصر من جيش المهدي ومنظمة بدر.
وتفصح الملفات السرية -التي حصل عليها موقع ويكيليكس- عن أن معدلات القتلى كانت في ارتفاع مطرد، وأن شهر ديسمبر 2006 كان الأكثر دموية حيث قتل 5183 في ذلك الشهر وحده، وصنف 4000 منهم بأنهم مدنيون وكلهم من اهل السنة. كما تكشف الوثائق تورط القوات العراقية بعمليات التعذيب الممنهج للسجناء باستخدام وسائل تعذيب عديدة بينها الكهرباء والانتهاك الجنسي، كما ثبت أن عددا من أفراد الشرطة العراقية جرى قتلهم على أيدي تلك القوات، وأن اشتباكات كانت تجري بين أبناء الزي العسكري العراقي نفسه (تصفيات طائفية).
وفي الوقت الذي لم يتفاجأ العراقيون من هذه الوقائع والأرقام لأنهم يعرفونها مسبقا، وبخاصة أهل المحافظات السنية الذين أشتكوا مرارا من انحياز الحكومة الطائفية لفرق الموت المدعومة من ايران والتي حظيت بحماية الحكومة واجهزتها الأمنية، إلا أن المؤلم هو واقع الحال في أن الأرقام حين تأتي من مصدر عراقي مطلع فإنها لا تصدق ويتم التغطية عليها وانكارها، في حين إذا جاءت من مصدر أمريكي أو غربي فإنها تأخذ مداها في الإعلام.
ليس المهم بالنسبة إلى العراقيين فضح هذه الوقائع والحقائق والارقام والوثائق بل المهم ماسيتم بعدها.. وهل ستتحرك الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والقضاء الجنائي الدولي لملاحقة ومحاكمة ومعاقبة المجرمين الذين قتلوا آلاف العراقيين ودمروا مدنا عراقية بالكامل سواء كان المجرمون عراقيون ام ايرانيون ام امريكان؟.. الشئ المؤكد ان يد العدالة الآلهية لن تترك المجرمين يسرحون ويمرحون، وان دماء الابرياء ستظل تلاحق القتلة والمجرمين مهما كانت صفاتهم ومواقعهم.. ولن يضيع حق وراءه مطالب!!

د. أيمن الهاشمي – شبكة البصرة

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫58 تعليق

  1. شيرين المصريه في تشرين أول 23rd, 2010 |
    تحيــــــــــــه للمغرب وناسها الطيبين
    وتحيه لسوريــــــــــا الغاليه لعيون مأمون باشا
    ******
    وانا والجزاير جيناك على العين الي متسوفس!!!!!!!!

  2. لما نلعن ايران وننسى أنفسنا. ألم يجتاح الأمريكان العراق انطلاقاً من قواعدهم على اراضينا العربية. حتى “قيادات” العراق لم يرحموا بلدهم، تعاونوا مع الأحتلال في تدمير بلدهم .كلن يريد اقصاء الآخر من أجل الكرسي.

  3. يا أخت إيمان أنا مسلم شيعي والحمدلله ،الظاهر إن معظم المعلقين الكرام يفضلون الشيطان أمريكا على إيران المسلمة وذلك لمرض وحقد مذهبي لا أكثر ولا أقل ،أنا في تعليقي لم أدافع عن إيران أو الشيعة أو المالكي ولم أُسيء الى الطائفة السُنية الكريمة وإنما لإوضح أهداف امريكا الإستعمارية في بلادنا وكيف تعيش على الفتنة من أجل سرقة موارد البلاد وسفك دماء العباد.

  4. ومن يُدافع عن صدام ادعو الله أن يحشره معه يوم القيامة لأنه اول من تعامل مع الأمريكان ضد شعبه ودول الجوار ،وإن من يرتكب المجازر وينفذ العمليات الإنتحارية في مناطق السُنّة والشيعة هو تنظيم القاعدة الإرهابي صناعة المخابرات الأمريكية التي زرعته في دولنا العربية والإسلامية لُتعطي لنفسها ذريعة لإحتلال بلادنا ونهب خيراتها ،والسلام على من إتّبع الهدى.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *