غادر المرشح الرئاسي المصري السابق، أيمن نور، العاصمة اللبنانية بيروت خلال الساعات القليلة الماضية، متوجهاً إلى اسطنبول في تركيا، وسط ظروف غامضة، أحاطت بها كثير من التكهنات حول الأسباب الحقيقية وراء مغادرته لبنان.

وعلى الفور تناقلت العديد من وسائل الإعلام المصرية، من التيار المؤيد لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، نبأ مغادرة نور، المعروف بمواقفه المؤيدة للرئيس الأسبق، محمد مرسي، على أنه جاء بناءً على طلب من السلطات اللبنانية، التي رفضت تجديد إقامته.

إلا أن نور أكد في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي، أن مغادرته بيروت لم تكن بناءً علي طلب من أي طرف سياسي في لبنان، مؤكداَ في الوقت نفسه على “علاقته الوطيدة والقديمة بكافة الأطراف السياسية اللبنانية.”

وعما أثير عن رفض السلطات اللبنانية تجديد إقامة نور، فقد تضمن البيان رابطاً لعدد من الصور تجمع المرشح الرئاسي السابق في انتخابات 2005، أمام الرئيس الأسبق، حسني مبارك، مع عدد من السياسيين اللبنانيين، وأكد أن إقامته في لبنان مازالت سارية ولم يحل موعد تجديدها بعد.

كما تطرق البيان إلى اللقاء الذي جمع بين السياسي المصري والمسؤول في مخابرات الجيش اللبناني، العقيد جوزيف غنطوس، عندما زاره الأخير وقت الإفطار قبل أيام، حيث أبلغه رسالة مفادها أن مخابرات الجيش لديها معلومات تؤكد “وجود مخطط يستهدف حياة نور، أو محاولة لاغتياله في لبنان.”

وبحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لنور، فقد طلب العقيد غنطوس من نور “اتباع قواعد الحذر والحيطة قدر المستطاع، في التحركات خارج المنزل”، مؤكداً أن “السلطات اللبنانية حريصة على سلامة نور.”

ولفت البيان إلى أنه عندما استفسر السياسي المصري المعارض من المسؤول الاستخباراتي اللبناني عن “مصدر التهديد” لحياته، بحسب المعلومات المتاحة لاستخبارات الجيش، أجاب العقيد غنطوس بأن “هذا الطرف معلوم لديك.. وغير مصرح له الإفصاح أكثر من ذلك.”

كما نقل البيان عن المسؤول اللبناني تأكيده أن سلطات بلاده “لا تسعى لمغادرة نور.. بل حمايته”، وشدد على أن “لبنان بلد للحريات، ولا تدخل في أي شأن داخلي غير لبناني”، ولفت البيان إلى أن “مختلف الاتجاهات اللبنانية.. أكدت حرصها على وجود نور في لبنان.”

ونقل البيان إشارة ما وصفها بـ”بعض هذه القوى” إلى أن “ضغوطاً من قبل السيسي شخصياً، بدأت منذ فترة للتضييق على تحركات نور في لبنان، ومحاولة الحصول على معلومات في هذا الاتجاه، في إشارة للقاء السيسي منذ أيام، بوفد لبناني رفيع المستوى”، وفق ما أورد البيان.

كما ذكر البيان أن نور كان “قد تعرض أثناء تواجده في سيارته منذ أيام، لشعاع ليزر وجه إليه من طرف غير معلوم، في محاولة لإقلاق السلطات، وزيادة الضغوط علي نور، الذي قرر مغادرة لبنان رفعاَ للحرج عن أصدقاء أعزاء يحترمهم، وتفادياَ للمخاطر المشار إليها سابقاَ.”

وأشار البيان إلى أن نور كان قد أجرى اتصالات بـ”شخصيات مصرية بارزة، بعضها علي صلة بالنظام القائم”، لإبلاغهم بالعودة للقاهرة، إلا أن “معظم الردود التي بلغته ألمحت بوضوح أن الوقت الحالي ليس هو الأنسب لعودته، رغم تأكيدهم أنه لا يوجد أي مشكلة قانونية أو رسمية.”

وبينما لفت البيان إلى أن نور غادر إلى اسطنبول مساء الثلاثاء، لحين إنهاء إجراءات تجديد جواز سفره، متوجهاً بعدها إلى أوروبا، حيث يتم إنهاء إجراءات الإقامة القانونية هناك، فقد نفى قيامه بأي إجراءات للجوء السياسي في أي دولة، مؤكداً أن “عودته لمصر قريبة.”

وكان نور، الذي عوقب بالسجن في عهد مبارك، بعد إدانته بتهمة “التزوير” في قضية “توكيلات حزب الغد”، قد غادر القاهرة قبل عامين متوجهاً إلى بيروت، عقب تلقيه “مكالمة هاتفية من دوائر قريبة من السلطة”، أبدت “عدم ارتياحها” لموقفه المعارض لـ”عزل” الرئيس محمد مرسي.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *