يرى باحثان ألمانيان أن موجة من العداء للإسلام تشمل مفكرين ورؤساء تحرير صحف في البلاد، وأن هذا التوجه أدى إلى أن أكثر من نصف الشعب الألماني يعتبرون الإسلام وأغلب المسلمين خطرا يهدد أمنهم. وعلل الباحثان ذلك بالقول إن الإعلام الألماني يدفع المشاهدين إلى ربط الإسلام بالقضايا السلبية.

ويقول الباحث في العلوم السياسية وأستاذ الإعلام المقارن بجامعة إيرفورت بشرق ألمانيا كاي حافظ إن الخطاب الإعلامي الراهن في ألمانيا عن الإسلام يدفع المشاهدين لربط الإسلام بقضايا سلبية وإن “صورة الإسلام بوصفه عدوا ترتبط أكثر بالمراحل التي تشهد انتشارا للإسلام السياسي”.

ويضيف في دراسة عنوانها “صورة الإسلام في الإعلام الألماني.. مجتمع الإعلام مجتمع المعرفة” أن أزمة الرسوم الكاريكاتيرية وما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 جعلت رؤساء تحرير الصحف الكبرى يتبنون خطابا ينتقد الإسلام وينطلق من صيغة تعميمية تهدف إلى تثبيت الصورة الذهنية السلبية عن الإسلام وأغلب المسلمين.

ونشرت الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة في صحيفة دانماركية عام 2005 ثم أعيد نشرها في صحف في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، رغم احتجاجات من المسلمين في معظم أنحاء العالم، وزاد عدد الصحف والمجلات التي نشرتها على الخمسين.

ويقول حافظ في الدراسة التي ترجمها الكاتب المغربي رشيد بوطيب إن كثيرا من الصحفيين والكتاب الذين عرفوا في السابق بدفاعهم عن قيم التسامح والتحرر يميلون حاليا “إلى تبني مواقف يمينية محافظة” حتى إن استطلاعات الرأي “تؤكد أن الخوف من الإسلام ورفضه منتشر عند ما يقرب من ثلثي المجتمع الألماني”.

جدل جديد

ونشرت ترجمة دراسة حافظ في العدد الجديد من مجلة “فكر وفن”، وهي مجلة ثقافية تقع في 80 صفحة وتصدر ثلاث مرات في السنة عن معهد جوته ويشارك في تحريرها وترجمة موادها ألمان وعرب مقيمون في ألمانيا، وتضم هيئة التحرير الكاتبين السوري أحمد حسو والألماني شتيفان فايدنر.

ويقول فايدنر في مقال عنوانه “جدل جديد حول الإسلام.. لماذا يتملق الإعلام الألماني الحركة المعادية للإسلام؟” إن ألمانيا مثل هولندا تكونت فيها “حركة جيدة التنظيم تقاوم الإسلام وتكنّ له العداء، حققت (الحركة) نجاحا معتبرا في حشد وسائل الإعلام لمراميها وأهدافها” حتى إن 50% من أفراد الشعب الألماني يعتبرون الإسلام وأغلب المسلمين خطرا يهدد أمنهم.

ويضيف أن الحركة المعادية للإسلام رغم ما تتسم به من ضعف سياسي، واصلت التنفيس عن سخطها من خلال وسائل الإعلام الجماهيرية في ظل “تعريض المناخ الاجتماعي لسموم تنتشر وتتزايد في أحشائه شيئا فشيئا”.

ويضيف “ومع أن قيام متطرف يميني باغتيال المواطنة المصرية مروة الشربيني في قاعة محكمة في مدينة دريسدن كان صرخة مدوية تحذرنا من خطر هذه السموم، فإن هذا الحادث سرعان ما جرى تجاهله في النقاشات الدائرة بزعم أنه لا يوجد رابط بين هذه الجريمة الشنعاء والحركة المعادية للإسلام، إلا أن واقع الحال يشهد فعلا على وجود هذا الترابط”.

وكان الألماني من أصل روسي أليكس فاينز قتل مروة الشربيني (31 عاما) حيث طعنها 16 طعنة بسكين داخل قاعة المحكمة أمام زوجها وابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات في يوليو/تموز 2009 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

مناخ إجرامي

ويعترف فايدنر في المقال الذي ترجمه العراقي عدنان عباس علي بأن “الحركة المعادية للإسلام في ألمانيا خلقت مناخا يعطي لكل مجرم غاشم الانطباع بأنه محق فيما يقترف من عمليات إجرامية وأنه يتصرف باسم أغلبية المواطنين”.

ويركز أحمد حسو على أحد مظاهر التسامح مسجلا أن رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى كريستيان فولف عيّن إيغول أوزكان -وهي من أصل تركي- وزيرة للأسرة والشؤون الاجتماعية والصحة والاندماج في حكومة الولاية.

وقال إنها “أول مسلمة تتقلد منصبا وزاريا في ألمانيا من قبل حزب محافظ هو الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل”، مفسرا ذلك بأنه حصيلة مشاركة سياسية طويلة.

ويبدي في مقال عنوانه “النقاب يسرق الأضواء.. ماذا يحدث في أوروبا؟” استغرابه من ربط بعض الساسة الأوروبيين بين “الإسلام والنقاب وكأن هذا من ذاك”.

ويوضح أن عدد المنتقبات في أوروبا لا يزيد على أربعة آلاف وأن النقاب موضع جدل في العالم الإسلامي حتى إن “شيخ الأزهر السابق (محمد سيد طنطاوي) منع ارتداءه في المدارس التابعة لمؤسسته، والمسلمون أنفسهم يضيقون ذرعا بالنقاب ويعتبرونه رمزا لعادات محافظة في مجتمعات محددة كمجتمعات الخليج”.
المصدر: رويترز

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫112 تعليق

  1. ادعوا جميع الاصدقاء الى التوقف عن الكتابة في نورت
    حتى تزيل نورت قذارة ياسر في مقالاتها .

  2. لبنى سلمت عليك في الصفحة هذي ومنبعد رجعت لقيتها مكتضة بزاااف والسيركيلاسيون قاوية
    هههههههه وانا سمينة بزاف ماقدرتش ندخل بين هذا الشعب باش نزيد نرد عليك

  3. والله كل مايفعله الغرب بقصد تشويه صورة الاسلام والمسلمين بينقلب ضدهم فى نهاية الامر.
    يعنى طول ما الاعلام الغربى المت ص هين بيحاول يشوه الصورة، كل ما بعض الغربيين وخاصة المثقفين بيحاول يقروا عن الاسلام كدين وكتاريخ وثقافة، وبالتالى بنجد الكثير منهم بيدخل فى الدين الاسلامى عن قناعة وبييكون اول من يتصدى لمثل هذه الهجمات الشرسة. وحتى اللى ما بيخلش فى الاسلام منهم، بيعرف الحقيقة وبيحترم الاسلام اكتر وبيرفض مثل هذه الافعال التافهة من المديا الغربية.
    ارجوكم زيدونا حقد وضغينة، لان حقدكم سينقلب ضدكم فى النهاية.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *