حنان أمين

سلمى من أسرة عريقة فى الأصول . وهى الأبنة الوحيدة لأسرتها والدها رجل أعمال ثرى ووالدتها من سيدات المجتمع ولها أنشطة متعددة فى الجمعيات الخيرية.وسلمى تمتلك سيارة أخر موديل وترتدى أغلى وأفخم الثياب .كلها حيوية ونشاط . دائمة الذهاب إلى جميع الرحلات التى تقيمها الجامعة .ودائما ما تقيم حفلات للتبرع لصالح الجمعيات الخيرية ولها نشاط واضح بين الجميع
سلمى دائما محاطة بأصدقاء كثيرة . أغلبهم أبناء لأغنياء المجتمع . كان لأحد أصدقاء سلمى صديق أسمه يوسف وكان يوسف من أسرة فقيرة لدية الكثير من الأخوات ولم يكمل أحد منهم تعليمة إلا يوسف لذلك كات يرتدى أفخم الثياب وكان يوهم الجميع بأن والده رجل أعمال لدية شركات فى الخارج وأن من يريد السفر والعمل للخارج يعطية بمبلغ بسيط من المال ووالده يرسلة له تأشيرة للسفر وكان هذا النصب مصدر ليوسف لجلب النقود.
وكان يوسف دائم مراقبة سلمى منذ السنة الأولى لدخولة الجامعة . حاول التقرب لها ولفت نظرها كثيرا لكن دون جدوى . يوسف حاول مرات ومرات التقرب لسلمى والتعرف عليها . وبعد فترة نجح فى لفت نظرها له وقام بمصارحتها بحبة لها وأنه يريد الأرتباط بها بعد تخرجهم . وعرف الجميع قصة الحب بينهم .
سحرها بكلامة المعسول .رسم لها حياة كلها سعادة وحب وهناء. كانت تحلم بهذه السعادة معه لأنها تحبه ويحبها . كان يؤكد لها أنه فضلها على جميع البنات التى تحاول التقرب منه . وكان شكله وسيم جدا لذلك صدقت سلمى كل كلامة. لأنها كثيرا كانت ترى البنات حولة . و يطلبون منه الخروج والتنزة معهم.
بعد التخرج ذهب يوسف لخطبة سلمى وعندما قام والد سلمى بالتحرى عن يوسف وقد علم أنه يقوم بالإحتيال على الأصدقاء وأخذ نقودهم على سبيل مشاركتهم فى تجارتة الوهمية الذى وهم بها الجميع منذ أيام الجامعة.وعلم والد سلمى أن يوسف من أسرة متوسطة الحال ولا يملك شئ من الدنيا غير شهادتة وأنه تقدم للعمل فى بعض الشركات لكنه لو يوفق . رفض والد سلمى الزواج وحذرها والدها منه وأنها يريدها لمالها وليس لحبه لها . لكنها لم تصدق كلام والدها وأصرت على أن يوسف يريدها لشخصها .
ظل أهل سلمى فى رفض هذا الزواج. بشدة نظرا للفارق الأجتماعى بين العائلتين . لكن سلمى وقفت أمامهم وأصرت على الزواج من يوسف . وأنها لا تكون سعيدة مع أحد غيرة
مع إصرار سلمى وخوف الأهل على خسارة أبنتهم وافق الأب على الزواج . وطلبت سلمى من والدها تعيين يوسف فى شركة والدها, وافق الوالد على طلبها ووعدها سوف يتم تعينة بعد شهور من زواجها.
.
أراد الوالد أن يحمى أبنتة من أسغلال يوسف لها وحمايتها منه طلب من سلمى طلب غريب قبل الزواج .وهو أن سلمى لاتأخد من حسابها فى البنك نقود إلا بعد عشر سنوات وهذا شرطة للموافقة على هذا الزواج وأن زوجها لا يعلم بهذا الأتفاق . وافقت سلمى بدون تفكير أو تردد لأنها متأكدة أن يوسف يريدها لشخصها وليس لمالها كما يعتقد والدها . وقام المحامى بجميع الإجراءات اللازمة لهذا التفاق .
تم زواج سلمى ويوسف و سافروا لقضاء شهر العسل عاشت سلمى أجمل أيام عمرها الأبتسامة لا تفارق وجهها . السعادة تغمر حياتهم . يذهبون للسهرات والأحتفالات . كل طلباتها مجابة . مر شهر العسل سريعا . وذهب يوسف للعمل فى شركة والد سلمى لكنه لم يكن راضيا عن الراتب وظل يحلم بأن يكون صاحب هذه الشركة بعد وفاة والد سلمى . لكنه لا يعلم متى يكون ذالك فقرر يوسف أن يأخد ما يريد لكن بطريقتة.
وبعد عدة شهور طلب يوسف من سلمى بطاقة الصراف الأ لى لحسابها فى البنك لأنه يحتاج إلى نقود .
أندهشت سلمى عندما سألها على حسابها وقالت له ليس لدى حساب فى البنك . فنظر إليها يوسف فى أندهاش ما هذا الهراء الذى تقولية .الم يكن لديكى بطاقة الصراف الألى وقد شاهدتها معكِ مرات عديدة قبل زواجنا . ردت سلمى قائلة نعم كان لدى بطاقة للصراف الألى لكن والدى أخذ كل شئ منى مقابل الموافقة على زواجى منك.لأنه كان يعتقد أنك تريدنى لمالى وليس حبا لى .
ضحك يوسف بصوت مرتفع جداا وظل يضحك ويضحك . ثم أقترب منها وأمسكها بعنف وقال لها قلت لكى أحضرى بطاقة الصراف الألى .
ثم رددت سلمى ما قالتة مرة أخرى ليس لدى حساب والدى أخذ كل شئ منى مقابل الموافقة على زواجى منك.
لقد تركت كل شئ من أجلك ومن أجل البقاء معك . نظر لها يوسف وقال لها من قال لكى أنى أريد البقاء معكى وأنتى لا تملكين نقود . لقد تركت فتيات كثيرة لانهم أقل منكى فى ثروتهم. كنت دائما أبحث عن الفتاة الاكثر ثراء. انصدمت سلمى من كلام يوسف وأمسكت به وظلت تضرب على صدره بقوة يا لغبائى لم أصدق ما قاله أبى عند وأتهمتة بأنه لا يريد سعادتى ووقفت ضد رغية أسرتى وتحديتهم لكى أكون معك . أمسك يويف يديها بقوة وقال لها كلام والدك كان صحيح وهو محقا فى كل كلامة .وقام بدفعها على الارض وخرج من البيت.
لم تعلم سلمى ما ينتظرها بعد هذا اليوم . ظهر يوسف على حقيقتة بدأ يسهر ويخرج مع فتيات ويشرب ويلعب القمار. ويأتى إلى البيت بعد أذان الفجر يوميا . وعندما تسأله سلمى عن سبب التأخير وكان يرد عليها أذهب لمت تجلب لى المال ويقوم بضربها وكاد مرة أن يخنقها والله أنقذها منه بعد أن دفعتة بقوة وجرب إلى غرفتها وأغلقت الباب عليها. ولم تكن تريد أن تقول شئ مما يحدت لأسرتها وفضلت أن تتحمل سوء أختيارها وعدم سماع كلام أهلها منذ البداية.
وذات يوم أحست سلمى بتعب وإرهاق شديد وقامت بالذهاب إلى الطيب . وبعد الكشف عليها أخبرها الطبيب إنها حامل فى ثلاثة شهور. رجعت إلى منزلها وهى تبكى بشدة ولا تدرى ماذا تفعل هل تفرح بأنها سوف تصبح أما . أم تحزن على منح هذا الطفل أب سيئ الأخلاق. هل تبقى على الطفل أم تقوم بإجهاضة . وعند عودتها للمنزل وجدت يوسف ينتظرها . كان جالس على الفوتية ويتحدث فى الموبايل مع صديقة له وسمعتة وهو يتواعد على لقائها الليلة . وأنه يتحدث عن سفر إلى إحدى البلاد .
تقدمت سلمى نحوه وسألتة هل أنت مسافر؟
رد عليها ببرود لا دخل لكى بحياتى ولا بماذا أفعل إلا بعد إحضار ما أريد من نقود . وهم خارجا فقالت له يوسف أنتظر فوقف أمام الباب وقالت له أنا حامل . التفت لها وقال لها بسخرية حامل . أنا لا اريد أولاد أذهبى وتخلصى منه . أنا مسافر مع سيدة أعمال لديها أموال ولا أريد رؤيتك مرة أخرى . وخرج ولم تعرف عنه شئ بعد ذلك.
بعدها بعدة شهور قامت سلمى بوضع طفلها وأختارت له إسم آياد فرحت به وكانت دائمة البكاء .لأنها لم تأخذ بنصيحة والدها بخصوص هذا الزواج. وعندما كان يسألها أهلها عن زوجها كانت ترد قائلة لقد ذهب للعمل بالخارج وأنقطعت أخبارة وهى فى أنتظاره حتى يعود.
سلمى أخذت عهد على نفسها وهى حاضنة طفلها إلى صدرها . سأعيش من أجلك أنت فقط . وأكون لك الأم والأب الذى لا نعلم عنه شئ .سيكون كل حبى لك . وأدعو الله أن تكون لى سند وعون وتعوضنى عن ما عانيتة مع والدك.
مرت الأيام وكبر أياد ودخل الجامعة وكان يمتلك سيارة وكل طلباتة مجابة . وكان دائما يطلب نقود كثيرة من والدتة . وكانت سلمى تعطية دون أن تحاسبة على شئ أعتقادا منها أنها تعوضة عن غياب والده الذى غاب عنهم وآياد لا يعرف عنه شئ إلا أنه سافر للعمل فى الخارج وتوفى هناك .
عرفت سلمى عن طريق الصدفة وهى ترتب غرفة إبنها أنه يتعاطى مخدرات بعد أن وجدت شريط مخدر فى وسط كتبة .
واجهت سلمى أبنها بما رأتة ولم ينكر آياد تعاطية للمخدرات. أنفعلت سلمى على أبنها وهى تعنفة بشدة . لماذا تأخذ هذة المخدرات أنها تقتلك دون أن تدرى . لقد حافظت عليك طول عمرى . لتكون شخصية ذو قيمة وتتخرج وتعمل وتكون قدوة لأولادك فيما بعد.
لم يلتفت آياد لوالدتة ولا يعيرها أهتماما. وتركها وغادر المنزل . وعند رجوع آياد . جلست سلمى لتتكلم معه بهدوء.
قالت له حبيبى أنسى ما حدث وأنفعالى عليك فى الصباح. نتكلم بهدوء سويا . هذا طريق يؤدى بك إلى الدمار . إلى تضيع مستقبلك . إلى حرق قلبى عليك لو حدث لك مكروة. يا أبنى ماذا أفعل بدونك .أنت لى أمل الغد نور حياتى بعد ظلامها أنى أعلق كل أمالى وأحلامى عليك. أرجوك لا تخذلى .
سمع آياد كلام سلمى وقال لها أتركينى أريد أن أنام فانا متعب . لم تتركة سلمى وظلت تتحدث لكنه لم يرد عليها. ثم تركتة سلمى وغادرت حجرتة وهى تتألم وخرجت وجلست تبكى بمفردها دون أن تجد ما ينجد أبنها . ليس لها أحد سوى الله . وسمعت إبنها يتكلم فى الموبايل وعندما دخلت عليه غرفتة مرة أخرى تعصب آياد من سلمى مرة أخرى وقام بتركها وخرج من المنزل.
ظلت تدعو من الله أن يهدى أبنها ويبعده عن الطريق الذى إتجهة إليه.
سمعت سلمى جرس الهاتف أسرعت للرد ووجدت صديق أبنها يطلب منها الحضور إلى المستشفى لحدوث حادث لآياد .
أسرعت سلمى إلى المستشفى ووجدت صديقة الذى تحدث معها على الهاتف .
وسألت صديق أبنها ماذا حدث ؟ وهى فى حالة إنهيار وبكاء شديد .قال لها صديقة أنه أفرط فى أخذ المخدرات وكان فى حالة غريبة وعصبى ولا يريد أن يتكلم مع أحد.
وأنه كان ضمن المجموعة التى كانت تسهر معه ورأى ما حدث لأنه كان يسير خلف سيارة آياد لتكملة السهرة فى مكان أخر.
وقعت سلمى مغشى عليها بعد أن رأت أبنها يرقد على السرير بعد خروجة من غرفة العمليات . وعندما أفاقت قال لها الطبيب إبنك فى حالة خطيرة ونسبة النجاة ضئيلة جدا
أحست سلمى بأن قلبها أنخلع منها . كيف لها أن تترك أبنها يفارق الحياة . جرت إلى حجرة الطبيب وهى تبكى . طلبت منه أن تأخد إبنها للعلاج بالخارج . وأنهارت وأكد لها الطبيب أن أى حركة فىها خطورة أكثر على إبنها . وانه فعل ما يمكن لإنقاذ إبنها وطلب منها أن تدعوا له .
جلست سلمى بجوار إبنها وهى تبكى وتقرأ القرأن وتدعو الله أن يشفى لها أبنها الذى ليس لديها غيرة والذى تعيش لأجلة.
وفى سكون الليل وسلمى تقرأ القرآن سمعت صوت آياد ينادى عليها ماما.
جرت سلمى إلى آياد وقالت له أمك هنا بجوارك . لا تتعب نفسك بالكلام حتى تتعافى .
انا لا أتركك أبدا . وأريدك لا تتركنى. يا أياد لا تتركنى أنت ستبقى وتعيش من أجل والدتك . وأمسكت يدية بشدة وهى تقبلها وتبكى .
تكلم بصوت خافت وأقتربت سلمى لتسمع ماذا يقول . قال لها ماما سا محينى لقد سببت لكى الألم ولم أهتم بكلامك وأبتعد عن المخدرات وكنت سبب لدموعك بينما أنتى كنتِ لى سبب سعادتى . وسكت آياد عن الكلام وترك يديها .
جرت سلمى مسرعة تنادى الطبيب . وحضر الطبيب وطاقم التمريض وأخرج سلمى خارج الغرفة .
ثم بعد وقت طويل مر على سلمى كأنة سنين وهى كلها قلق وبكاء وأنهيار قال لها البقاء لله لقد فارق إبنك الحياة . صرخت وهى تقول ضاع عمرى

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *