بسم الله الرحمن الرحيم ..

 

يُوصف هذا العصر الذي نعيش فيه بأنه عصر الثورة الصناعية والعلمية .. وعصر الاكتشافات والمخترعات والتقدم العلمي الكبير ..وهذا التقدم العلمي الذي هو نتاج النهضة الأوروبية والغربية أمر لا يمكن إنكاره ولا مُعاندته ..

 

وكثير من الناس قد أُخذوا بهذه الحضارة وانبهروا بها واعتبروها من أعظم الحضارات .. لما قدمته من وسائل متطورة .. فأصبح الإنسان ينتقل من أقصى الأرض إلى أقصاها في أيام معدودة .. وبات بامكانه الذهاب إلى الفضاء .. والتجول فيه .. وغير ذلك من الوسائل التي جلبت له الراحة والسرعة وأصبح مرتهناً لها ..!!

 

 

لكني سأناقش هذا الموضوع من ناحية أخرى .. هي ناحية العلاقة

بين هذا التقدم العلمي والصناعي وبين الأخلاق الإنسانية .. لنرى هل هذه الحضارة مصدر خير للإنسانية أم مصدر شقاء ؟

لا بد من التذكير .. أن الحضارة الغربية قد سارت على خُطى الحضارة اليونانية التي سبقتها فقد اعتمدت الماديّة كمنهج وكنظام .. وكانت الماديّة هي دينها ومذهبها ..وقد بدأت المادية بالظهور بشكل تدريجي وساعدها في ذلك الموقف العدائي الذي اتخذته الكنيسة من العلم والعلماء ..ثم ما لبثت أن استفحلت وأصبح المفكرين والمنظّرين ينادون بها ويدعون إليها ويؤلفون فيها الكتب ..ونتيجة لذلك فقد أُهمل الدين وأُهملت الأخلاق ولم يعد لهما مكان في الحضارة الناشئة ..

يقول الأستاذ الألماني المهتدي للإسلام ” محمد أسد ” في كتابه ” الإسلام على مفترق طرق ” : ( إن الحضارة الغربية لا تجحد الله في شدّة وصراحة ، ولكن ليس في نظامها الفكري موضع لله في الحقيقة ولا تعرف له فائدة ولا تشعر بحاجة إليه )

وقد عبّر أحد الصحفيين الأمريكيين المشهورين عن الحال الذي وصل إليه الغرب في عبادتهم للمال في كتابه ” داخل أوروبا ” .. عندما قال : ( إن الإنجليز يعبدون بنك إنكلترا ستة أيام في الأسبوع ، ويتوجهون في اليوم السابع إلى الكنيسة ) .

 

ومن نتيجة ذلك .. أن العلاقة بين هذا التقدم العلمي وبين الأخلاق الانسانية أصبحت علاقة عكسية .. فكلما أرتفع مستوى الأول انخفض مستوى الثاني ..ولا أدل على ذلك من الحال الذي وصل إليه العالم اليوم ..صحيح أن العالم أصبح قرية صغيرة .. وأن المسافات بين الدول والقارات طويت ولكنها لم تورث العالم إلا عداوة بين هذه الدول ..ولا نجد إلا دولة تكيد لدولة أخرى .. مستعملة في ذلك ما أفرزته الحضارة الغربية من تقدم وتطور .. فبدل أن يُسخّر ذلك التقدم لخدمة الانسان سُخّر لقتله وفنائه ..ففي ظل الماديّة لا مكان لأخلاق أو عواطف ..ولا يتوانى أي حاكم غربي يدين بالمادية في إفناء شعب كامل  لأجل مصلحته الخاصّة أو مصلحة بلاده .. وكم جوّعوا وكم قتلوا وكم شردوا وكم وكم لأجل مصالحهم الخاصّة .

 

هذه هي الحضارة الغربية وما قدمته للعالم .. ولابد للمنبهرين بهذه الحضارة أن يعلموا أنها هي نفسها ستكون سبب هلاك العالم ..ولا بد للعالم كله أن يدرك عاجلاً او آجلاً ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ) .

وأختم بهذا القول الذي استشهد به على كلامي للمفكر الدكتور ( أليكس كارل ) في كتابه ” الإنسان ذلك المجهول ” :

( إننا نلاحظ أن الحضارة العصرية لم تُحقق الآمال الكبيرة التي عقدتها بها الإنسانية ، وأنها أخفقت في تنشئة الرجال الذين يملكون الذكاء والإقدام الذي يسير بالحضارة على الشارع الخطر الذي تتعثر عليه ، إن الأفراد والإنسانية لم تتقدم بتلك السرعة التي تقدمت بها المؤسسات التي نبعت من عقولها ، إنها هي نقائص القادة السياسيين الفكرية والخُلقية وجهلهم الذي يُعرّض أمم العصر للخطر .

إن الوسط الذي أنشأه العلوم الطبيعية وعلم الصناعات للإنسان لا يُناسب الإنسان لأنه مرتجل على تصميم وتفكير سابق ، ولم يُراع فيه الإنسجام مع شخصية الإنسان ، إن هذا الوسط الذي هو وليد ذكائنا واختراعاتنا لا يُطابق قاماتنا ولا أشكالنا ، نحن غير مسرورين ، نحن في انحطاط الأخلاق وفي العقول ، إن الأمم التي ازدهرت فيها الحضارة الصناعية وبلغت أوجها هي أضعف مما كانت ، وهي تسير سيراً حثيثاً إلى الهمجية ولكنها لا تُدرك ذلك ، إنه لا حارس لها من المحيط الثائر الذي أقامته العلوم الطبيعية حول هذه الأمم . الحق يُقال إن حضارتنا – كالحضارات التي تقدمتها – قد فرضت شروطاً للبقاء ستجعل لأسباب لا تزال مجهولة الحياة مُحالاً ، إن علمنا بالحياة وكيف يجب أن يعيش الإنسان متأخر جداً عن علمنا بالماديّات ، وهذا التأخر هو الذي جنى علينا .

لا يُجنى نفع من الزيادة في عدد المُخترعات الآلية ، لا فائدة في أن نعلّق أهمية كبرى على اكتشافات علوم الطبيعة والفلكيات وعلم الكيمياء ، أي خير في الزيادة في الراحة والشرف ، والجمال والمنظر وكماليات حضارتنا إذا مُنع ضعفنا من الانتفاع بذلك وتوجيهه إلى صالحنا ؟ ، إنه لا خير في إحكام طريق للحياة يُقصى فيه العنصر الخُلقي وتُبعد منه أشرف عناصر الأمم العظيمة ، إن الأليق بنا أن نُعنى بأنفسنا أكثر من أن نُعنى بصناعة بواخر أسرع وسيارات أريح وراديوات أرخص وتلسكوبات لفحص هيكل سديم على بعد سحيق .

ما هو التقدم الحقيقي الذي نحققه حينما تنقلنا إحدى الطائرات من اوروبا إلى الصين في ساعات قلائل ؟ هل من الضروري أن نزيد الإنتاج بلا توقف حتى يستطيع الإنسان أن يستهلك اكثر فاكثر من أشياء لا جدوى منها ؟ أليس هناك أي ظل من الشك في ان علوم الميكانيكا والطبيعة والكيمياء عاجزة عن إعطائنا الذكاء والنظام الأخلاقي والصحة والتوازن العصبي والأمن والسلام ؟ ) .

فمن الواضح .. أن هذه ” الحضارة ” تسير بالعالم نحو الهاوية .. ونحو الدمار والخراب .. وهي حضارة تجعل الانسان يعيش في رعب دائم وقلق دائم .. ومصير مجهول … !!

ولكم كل الود والورد ..!!

أخوكم … مــأمون ..

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫41 تعليق

  1. موضوع رائع ان ترى الوجه الاخر السئ للحضارة .
    خليتني احس ان سكان الكهوف في الماضي اسعد منا
    شكرًا ع الموضوع

    1. هههههههههه سكان الكهوف لم يكن لديهم هم وغم و أخبار زفت
      دي عيشة تفرح هههههه

      1. و الله يا اخ Omar
        ما كرهت يكون عندي كهف اسكن فيه وحدي من غير موبايل و لا تلفاز ولا نيت ولا نونو ولا اخبار تفور الدم .

    2. ربما كانوا أسعد منّا يا أخت ستار .. فالعبرة ليست في الآلات والاختراعات والمكتشفات .. وإنما في راحة البال .. ومن يعيش في كهف وباله مرتاح أفضل بمليون مرة ممن يعيش في قصر فخم فيه كل وسائل الترفيه وباله غير مرتاح ..وشكراً لمرورك ..

  2. موضوع جميل شكرا مأمون على افادتنا به وطبعا لا يمكننا انكار بعض مساوئ الحضارة الغربية لكننا لا يمكننا في شيطنتها في الوقت نفسه… بامكاننا السيطرة على ما نأخذ منها للاستفادة وترك مالا يتماشى مع انسانيتنا ومع معتقداتنا
    شدتني جملة في المقال وهي : “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين”…. بنظري العالم لم يخسر شيئا بل المسلمون هم من خسروا، وخسارتهم فادحة جدا… العالم والعالم الغربي تحديدا عرف كيف يستفيد من العلوم التي اسهم بها المسلمون في العصر الذهبي من الحكم الاسلامي … ومع توقف الازدهار الاسلامي (واقصد هنا علماء ومفكري الاسلام وليس الاسلام كدين وعقيدة) اخذ الغرب المشعل وقاموا بتطوير ما توصل اليه من سبقهم وحافظوا على هذا التطور الى الان… أما المسلمون فظلوا يتباكون على امجاد مضت ويفتخرون بانجازات صنعتها اجيال سبقتهم بقرون عوض العمل على تجاوزها والتفوق عليها
    بنظري اللوم لا يقع على الغربيين ولا على حضارتهم بل على من بامكانه ان يُغيّر ويرتقي ويعيد كتابة التاريخ خاصة وان الدين الاسلامي يحث على العلم وعلى المعرفة .. لكن انشغال المسلمين الحاليين بقضايا على هامش التطور الانساني هو ما يؤخّر و يعيق الوصول ركب الحضارة وتغيير مجراها لصالح الانسانية طبعا

    1. ما شاء الله عليك يا ياسمينتي داكشي لي في بالي قلتيه غير انا عجزت نكتبه
      هههههههه

    2. بالنسبة لجملة ” ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ” ستفهمين القصد منها عندما تقرأين كتاب أبو الحسن الندوي وعنوانه نفس مضمون الجملة ” ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ” – إن كنت من هواة القراءة – ..
      سقوط لواء الحضارة من يد المسلمين لا يعفيهم من المسؤولية .. فلولا أنهم قصروا وأهملوا دينهم وأنفسهم لما حدث ذلك .. لكن ليس هذا موضوعنا .. الموضوع هو هذه الحضارة التي قامت بعد الحضارة الاسلامية وهي حضارة مبهرة بما فيها من علوم وتكنولوجيا .. لكن ماذا أفادت تلك العلوم الانسان .. ؟ هل وجد الانسان راحته النفسيه في ظل هذه الحضارة ؟ أخلاقية هذه الحضارة من عدمها لا علاقة له بانسحاب المسلمين أو عدم انسحابهم .. لأنها حضارة مادية في ذاتها ..
      هذا التطور والتقدم الذي تفضلتي بذكره ليس مطلوباً بذاته .. وإنما يتم تقييمه بما قدّم للإنسانية وبما أفادها .. ومن الواضح أن الحضارة الغربية تسير بالإنسان نحو الهاوية .. مع وجود بعض الجوانب الايجابية والتي سهّلت حياة الانسان .. ولكنها غير مؤثرة بالنهاية المنتظرة ..!!
      أرجو أن الفكرة قد وصلت بشكل جيد وشكراً للمرور ..!!

  3. في النهاية كل شيء سيعود الى اصله وكل الالات والاليات ستتوقف ويعود الانسان للمحاربة بالسيوف والخيول ……………..الجزائر

  4. اذا اعتبرنا ان الحضارة أسلوب معيشي يعتاد عليه الفرد من تفاصيل صغيرة إلى تفاصيل أكبر يعيشها في مجتمعه ولا يقصد من هذا استخدامه إلى احدث وسائل المعيشة بل تعامله هو كإنسان مع الأشياء المادية والمعنوية التي تدور حوله وشعوره الإنساني تجاهها.
    اذا اردنا ان نتكلم عن حضارات جزئية اممية اي ما يميز أمة عن أمة من حيث العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة والملابس والتمسك بالقيم الدينية والاخلاقية مثل حضارة المصريين القدماء او الحضارة الرومانية او اليونانية او المايا او العربية او الغربية اليوم فسوف نجد الاختلاف في الوسائل فقط اما المبدا فهو واحد فالمحرك للحضارات -وهو العقل الانساني-لا يختلف قديما عن حديثا ولاحديثا عن قديما فعقل الرجل الغربي اليوم لايختلف عن عقل الرجل اليوناني او الفرعوني فمرجع الحاكمية عندهم واحد وهو الانتفاع بالحد الاقصى بالماديات والاستمتاع بكل الموجودات والتحرر من كل قيد والانطلاق في كل اتجاه وتحقيق السيادة المطلقة ماستطاع الى ذلك سبيلا ورهن كل ذلك بفترة حياته القصيرة
    ان الحضارة في رايي تنفسم لا الى حضارة غربية او شرقية او فرعونية او يونانية بل وجد الانسان ان هناك نوعين منالحضارة 1-حضارة دينية 2- حضارة مادية -ولايضير فبها تنوع الوسائل وتطورها
    وعلى مر العصور فالحضارة المادية هي غالبا الآخذه بتلابيب ذلك الانسان { تجره نحو الهاوية}
    وقد كان مصير تلك الحضارات منذ فجر التاريخ الى اليوم هو المحو والهلاك والابادة التامة في بعض الاحيان
    وقد اقر الله سبحانه وتعالى في الانسان هذا التوجه الاصيل نحو الحضارة المادية فالانسان خلق ضعيفا والانسان خلق عجولا ولو كان عند الانسان واديا من ذهب لابتغى اليه ثانيا
    ولكن الله سبحانه لم يترك الانسان يسير على غير هدى يتخبط في شهواته فارسل للانسان على مر الزمن ليوجهه التوجيه الصحيح ويقوده الى صراط مستقيم لينعم الانسان جميعه بالحضارة الراقية ولا تكون حكرا لاصحاب السلطة والمال فارسل رسله تترا الى مدين اخاهم شعيبا والى ثمود اخاهم صالحا والى عادا اخاهم هودا والى فرعون هارون وموسى والى الانسانية جمعاء حبيبه محمدا وما كان رد اولئك الذين يستاثرون بالسلطة الاقولة رجل واحد الانكار والالحاد واعلان الحرب على الرسل واتباعهم فعندهم لا يجوز التزاوج او التوافق بين الحضارتين المادية والدينية لانهم بذلك سيخسرون سيادتهم وامتيازاتهم لذلك تجدهم يسخرون كل امكانياتهم ووسائلهم المتطورة لمحاربة هذا الدين الذي يامر بالعدل والاحسان وانتفاع الجميع بالحضارة لا بسبب الكسب المادي وانما بسبب الاخوة الانسانية ولعل هذا ماقصده ابو الاعلى المودودي في حديثه عن لا اقول انهيار بل تراجع الحضارة الاسلامية عندما تخل المسلمون عن قبادة الانسانية
    واتوجه بالشكر الجزيل الى الاخ مامون لهذه اللفتة المهمة لهذا الموضوع القيم والمهم والذي يشكل الجانب الاعظم لحياة الانسان والانسانية الا وهو كيف تعيش وتساهم في حضارة انسانية بناءة
    شكرا استاذ مامون

    1. شكراً لك أستاذ ” واحد ” .. تعليقك مطابق لما أردت إيصاله من خلال الموضوع .. مشكوووووور ..!!

  5. أخ مأمون مقال جميل ..
    ولكن لماذا لا نأخذ ما قدمه الغرب من اختراعات واكتشافات .. وأقصد هنا الناحيه الايجابيه .. وليس الناحيه السلبيه ؟ بدون اختراعات او اكتشافات منها طبيه او غيرها لم يكن بمقدور العالم والبشريه ان تقضي على كثير من الآفات التي كانت تفتك بالبشر من امراض وغيرها .. للتقدم الحضاري وجهان منه الجيد ومنه السيء وما على الانسان الا ان ياخذ حصالة الشيء الذي يفيده لا ان يدمره كانسان .. العرب لازالوا يفتخرون بما قدموا للعالم من اختراعات ولكنهم جالسين يبكون على اطلال فات عليها الدهر ولم يحاولوا ان يتقدموا .. اما الغرب فاخذ ما اخترع العرب وطوروه لمنفعة البشريه .. لكن العرب بالعكس قاموا بفناء بعضهم وقتل وسفك دماء بعضهم والرضوخ تحت رحمة الغرب لانقاذه مما يحصل له .. وحتى في العصور القديمه وبدون اختراعات كانوا البشر يقتلون بعضهم بعض للحصول على اراضيهم واموالهم وخيراتهم ..
    اخ مامون .. لازلنا نرى عهد الغاب موجود مع كل الاختراعات ..والتاريخ ها هو يعيد نفسه .

    1. أقول لكِ ما قلته للأخت ياسمينا يا ناديه .. الموضوع ليس تصرفنا نحن العرب حيال هذه الحضارة .. وماذا نأخذ وماذا ندع .. الموضوع هو هذه الحضارة بحد ذاتها .. هل هذه الحضارة بكل ما فيها من تقدم وعلم وتطور ومخترعات قدّمت الراحة النفسية للإنسان ؟؟ .. هل العالم اليوم في ظل هذه الحضارة يعيش في رخاء وهدوء وسلام ؟ .. وهل ما يُعانيه العالم من كره وحروب ودمار وقتل وتشريد إلا من نتاج ما أفرزته هذه الحضارة ..
      هذه المخترعات كما قلت في الأعلى ليست مطلوبة بحد ذاتها .. وإنما المطلوب أن تُسخر لخدمة الانسان .. إلا أن هذه الحضارة بنظرتها المادية .. وبلا أخلاقيتها قد سخّرتها للشر والدمار وسيطرة القوي على الضعيف ..
      أما باقي الأمم كالعرب وغيرهم فلا يملكون من أمرهم شيئاً بعد أن فقدوا زمام المبادرة … وأصبحوا تبعاً للحضارة الغربية .. والتي صدّرت نظرتها المادية إلى باقي الشعوب ..
      وهذا ما خسره العالم بانحطاط المسلمين وحضارتهم التي كانت حضارة تقوم على الدين والاخلاق ..!!
      وشكراً لكِ يا نادية ..!!

  6. العيب ليس في الإكتشاف العلمي فهو ضروري مثل سرعة الإسعاف والإتصالات و تسهيل الحياة المعيشية اليومية للفرد ؛ بل المشكل في الطبيعة البشرية نفسها ، فالإنسان بالفطرة أناني و عدواني و محدود التفكير .. وإذا فكرنا أن نجعل من الديانات مرجعا فهذا سيقود إلى حروب عنيفة و شرسة .. يبقى العلم النافع هو سيد الإختراعات .. وجهة نظر نابعة حتما من تضمر و خوف و إستغراب ..
    إذا كل المقالات رح تنزل بعد ما بروح ع النوم بدي أسحب الوردات من أحبابنا و كل الليكات كمان 🙂

    1. نعم .. العيب ليس في الاكتشاف العلمي وإنما كيف يوظّف هذا الاكتشاف .. هل يوظّف لخدمة البشرية أم لدمارها .. وواضح أنه في ظل الحضارة المادية يوظّف لدمارها .. لأن الماديّة لا تعرف ولا تؤمن إلا بتحقيق المصلحة ولو على حساب الآخرين .. وهي ليست كذلك في الحضارة الدينية إن جازت لنا تسميتها .. وليس هناك علم نافع وعلم غير نافع .. الاإنسان إما أن يجعله نافعاً أو ضاراً حسب الخلفية التي ينطلق منها .. ومن ينطلق من خلفية ماديّة لن يهتم إلا بتحقيق أهدافه بغض النظر عن النفع والضر ..وشكراً للمرور ..!!

      1. و من يجعل العلم ضارا أو نافعا، أليس الإنسان، إذن العيب فينا نحن البشر كل البشر لأن العرب لو كان عندهم الإمكانيات الفكرية لخترعو أشياء مدمرة أكثر من الغربيين. و الدليل أنهم الآن يدمرون بعضهم عكس الغرب من حدة الغباء و الجهل.
        لو مروري في مواضيعك بيزعجك بتخبرني من فضلك ..

        1. طبعاً الإنسان .. وهل الذي يبني الحضارة إلا الإنسان ؟ .. فإما أن يبني حضارته على أخلاق ومُثل كالحضارة الاسلامية فينعم بها .. أو يبنيها على مادية واستغلال وتغليب مصلحة الفرد على مصلحة الأمة فيشقى بها العالم ..
          أما بالنسبة لمرورك في مواضيعي فأكيد لا يزعجني ..

  7. أى حضارة إنسانية لها جوانب مضيئة وجوانب مظلمة، ومن الخطأ الحكم على الحضارة الغربية فى مجملها بانها حضارة لا اخلاقية، او انها حضارة تسببت وتتسبب وستتسبب فى هدم وخراب العالم.
    الغرب وقت أن خرج من عصور الظلمات، عقد العزم على بناء حضارة ترفعه وترفع مجتمعاته، وتخدم مصالحهم وتجعلهم قوة لا يستهان بها.
    تعلموا الدرس، اخدوا من علمائنا أصول العلم، وطوروه، وحدثوه، ولم يكتفواْ بذلك، بل امتصوا روح وخلق واخلاق الأديان السماوية، وبنوا حضارة عظيمة ومتقدمة، أصبحت هى سيدة العالم.
    يعنى لازم نكون منصفين ونعترف باخطائنا، يمكن الاعتراف بالخطأ يكون أول خطوة لاستعادة امجادنا الحضارية مرة أخرى.
    عن نفسى أرى أن الحضارة الغربية عظيمة، ولها جوانب اخلاقية كتيرة للاسف افتقدناها فى مجتمعتنا، وقبل الحكم على الاخرين، لازم نشوف احنا مقصرين فى ايه اولاً، لاننا مش دايما الضحية.
    مشكـــــــــــــور مأمون، الموضوع دسم جداً، ومميز كعادتك.

    1. الموضوع لا يتناولنا نحن يا فاتي ..وتقصيرنا وضعفنا لا يشكّل مبرراً للحضارة الغربية في المنهج الذي اتخذته .. وأنا في الحقيقة لا أعرف أي روح وخلق وأخلاق الأديان السماوية تلك التي امتصتها الحضارة الغربية !!!!
      وليست العبرة في القوّة وفي أنها سيدة العالم .. العبرة هي إلى تمضي بهذا العالم ؟ .. وانظري من حولك لتري آثار تلك الحضارة في العالم .. وستعرفين إن كانت حضارة أخلاقية وعظيمة أم لا ..!!

  8. عن نفسى أرى أن الحضارة الغربية عظيمة، ولها جوانب اخلاقية كتيرة للاسف افتقدناها فى مجتمعتنا، وقبل الحكم على الاخرين، لازم نشوف احنا مقصرين فى ايه اولاً، لاننا مش دايما الضحية.
    مشكـــــــــــــور . kop فاتى

  9. عندما يتحول الجانب المادي من مكتشفات الإنسان وما وصل إليه عقله وفكره من وسيلة تتوافق مع الجانب الاخلاقي فيكملان بعضهما لتحقيق رفاهية وراحة للانسان الى هدف يختزل من اجل تحقيقه الانسان كل ما يعد مانعا (الاخلاق ذات المنبع الديني ) فهو هنا يقتل انسانية الانسان ويحوله الى مجرد يد منتجة وفم ملتهم لا يجد في الرحلة بين النقطتين(اليد والفم) اي جدوى تتحقق سوى أن يعيش الانسان يومه وكفى دونما تخطيط لشيء آخر يدفعه الى الرقي الروحي وهنا الطامة الكبرى حين خرجت علينا كل تلك النظم الاجتماعية الغربية المتنوعة في ظاهرها المتفقة في جوهرها على شيء واحد وهو (المنفعة المادية).
    موضوع يستحق الطرح والنقاش مأمون شكرا لك كما أشكر الاخ واحد على ما اورده في تعليقه وهو يلخص بشكل جيد الحاصل

    1. نعم يا لبنى .. إنما الإنسان مادة وروح .. فإذا أغرق في إحداهما على حساب الأخرى فلن يُحقق التوازن .. وما ينطبق على شان الفرد ينطبق على شأن المجتمعات والأمم ..!!
      كلامك مختصر ويختصر ما يُقال كالعادة .. شكراً لمرورك ..!!

  10. اخ مامون سلامتك ان شالله من سلامة اهلنا بالشام ان شالله امورك طيبة تركتلك كومنت اسال فيه عنك لكن نورت كانت جعانة فالتهمته
    كيفك اخي وكيف اهلك ؟

    1. أهلا أختي هنا .. شرفتي الموضوع .. احنا من الله بخير ومن العبيد لسنا بخير … ولا يهمنا العبيد طالما الله معنا إن شاء الله ..
      يسأل عنك الخير وتبقي دائما بامان إن شاء الله ..!!

      1. مساء الخير مأمون…كيفك؟ عساك بخير إن شاء الله…لا تغيب كثير و طمنا عنك دوماااااااا..الله معكم و دير بالك على حالك…

  11. لا تحزن اخي مامون وتذكر
    قول “لا تحزن ان الله معنا ”
    فمن عرف الله حق معرفته هانت مصائب الديا عليه ولو كانت اثقل من جبل احد
    واسال مجرب
    الله يهونها ويفرجها ويعوضكن اجمعين خير اللي بضيع بالدنيا تلاقه بالاخرة يا طيب

    1. و طبعااا من غير ما انسى أمسي على هنا العسولة اللي مطنشاني…حلو التطنيش منك يا هنا…ما نزعل منك …هههههه

      1. ههههه ما عاش اللي يطنش الغزالة ولا كان
        بس العتب عقد المحبة ومقبول عتبك يا حلو انت واحلى من العسل والله ع قلبي
        لكن راجعي الكومنتات وشوفي مين دايما يسال
        ويا غايب ليه ما تسال 🙂

        1. و الله ياهنا لا تعاتبني و لا تلومني ساعات عينيا بتزغلل هههه و ساعات بحس حالي دايخة بين مواضيع نورت…لا تحسبيها تطنيش مني…صدقني…يمكن انا احوليت هههههههههههه

  12. مساء النور يا مريم .. وشكراً ألك على سؤالك الدائم .. والشكر لهنااا على كلامها الموزون ..!!

  13. اخ مامون
    ماذا عسى العرب ان يفعلوا ؟ والعوائل ترسل اولادها للدراسه الى الغرب وتسكن الغرب .. طلبا للعلم .. وهل تتصور ان هنالك امل في اصلاح ما افسدته الاختراعات على قولتك !
    وهل يستطيع الانسان ان يبقى منعزلا عن عالم وصل للقمر والمريخ ..
    تحدثنا عن الموضوع برمته ولكن لم نعطي حلول .

    1. لمن يكن للعرب يوماً حضارة يا نادية .. كانوا قبائل متناحرة يقتل بعضهم بعضاً إلى أن جاء الاسلام فصنع منهم أمة أنتجت حضارة ليس لها مثيل ..ولا تنسي أن هذا الغرب هو الذي كان يرسل أولاده ليتعملوا من المسلمين في الأندلس وغيرها .!!
      الفساد ليس بسبب الاختراعات يا نادية .. وإنما بسبب الإنسان الذي سخّر هذه الاختراعات لتكون سبب نهايته .. ولتكون سبب ما يعيشه من قلق واضطراب . وذلك بسبب الأفكار الماديّة التي ينتهجها ..وبعده عن الدين .. والحل في عودة الدين والأخلاق لتحكم حياة الإنسان ..!!

      1. مامون
        صدقني حتى في اميركا هنالك مقوله تقول
        عودوا يا اميركان الى الله .. لان حتما عندما يبعد الانسان عن عبادة الله عز وجل سيحل محله الشيطان الذي يفسد في عقول الناس ويجند له اتباع .. انا معاك الغرب كانوا يرسلون اولادهم للتعلم من الدول العربيه ولكن الاختراعات غزت كل العالم واصبحت مثل الاخطبوط ان قطعت ذراع لازال عنده الكثير .. الله يهدي الشعوب العربيه ويأخذوا بعض من وقتهم ويعودوا الى عبادة الله عز وجل ويأخذوا ما هو خير لهم من الاختراعات ويتركوا ما هو غير صالح .. ولو انا اشوفها صعبه .

        1. بالتأكيد يا نادية … عندما يبتعد الانسان عن الله فسيبتعد الله عنه ولا يُبالي بأي واد هلك .. وسياتيه أمر الله من حيث يظن أنه قوته ومنعته ..
          ( وأتاهم الله من حيثُ لم يحتسبوا ) .. فلا بديل عن العودة إلى الله ..

          1. اخ مامون
            شكرا استمتعت بالحديث معك .. وكما عهدناك مواضيعك جميله وتحكي حكمه وهدايه .

  14. ألم أقُل أن الإنسان هوالمسؤول عن الدمار بغض النظر عن أصله و فصله و عقيدته و لونه و جنسيته و مكان إقامته ؟ قلت إنه عدواني بالفترة و أناني و محدود التفكير. أنتَ الذي تلعن الغرب على علمهم و إختراعاتهم فما رأيك لو ملك غيرهم ذلك العلم و المعرفة و أضافو عليه وحشيتهم ؛ حينها سترى الدمار الحقيقي. الدين و الرسول عليه الصلاة و السلام على عيني و راسي لكن تشويه هذه العقيدة حرام. دُلني على الذي يريد أن يبني حضارته على أخلاق و أسس إسلامية و أنا سألحقه و أنعم بها معه ؟؟ لا يوجد أكيد و إلا فإعطني أمثلة. إننا لا نعرف تطبيق الدين إلا في مواءد رمضان. لأنه موجود من ١٤٠٠ سنة و إلى الآن نتساءل عن كيفية العمل به و التعامل معه. أيُعقل هذا و نريد أن نُُصدِر حضارتنا للآخريين ؟؟ كلامك جميل داءما يا هذا لكنه خيالي مثل الأفلام العربية، بعيد عن الواقع و صعب التطبيق .. و الله المستعان ..

  15. برندا
    كيفك ؟ ههههههههه شو صاحيه على الصبح على نورت ؟ يعطيكي العافيه .. شلون اخبارك ؟ وين الغيبه .

  16. شكرا مأمون المقال اعجبني رغم اني بحب التكنولوجيل واترفه بها ولكن لا انكر صدق كلامك الذي كتبته الله يعينا قولتك بيخترعو الة الزمن اذا اخترعوها بأي زمن تتمنو ان تعيشو سؤال للجميع
    انا عن نفسي اتمنى ان اكون في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *