بقلم : محمد عبد السيد
رأيت الدهرَ مختلفاً يدورُ فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ وقد بَنَتِ الملوكُ به قصوراً فما تبقَّ ملوكُ ولا قصورُ ؛ لا الحزن يدوم ولا السرور ولا بؤس عليك ولا رخاء..إذا ما كنت ذا قلب قنوع… فأنت ومالك الدنيا سواء. الدموع لغة المرأة ، تطرق سمع الإنسان ، لتصل إلى القلب ، لأنها تختار دموعها بعناية فائقة ، وترحل مع همتها محلقة مسافرة ، فتبدأ دموعها ضعيفة ، إلى أن تحتفل برشاقة عيونها ، وحلاوة رموشها ، لأن دموعها ساحرة .. شاردة .. سائرة على ديوان الزمان . تعاتبنا بتفجع ، وتحاكينا بتوجع ، وكأنها تتقطر عسلا ، أو شهدا مصفى ، تعاند بكلمة ، وتصافح بدمعة ، وترضى ببسمة ، وتغازلك بحكمة ، ألا وهي حكمة الدموع .. فأي قلب ساكن بين جوانحها ، فالمراة تمزج الحب مع الحكمة ، لأن ألفاظها سهلة على اللسان ، راقية في منزل الفكر ، ترعى الوداد ، وتبكي بكاء الأبطال ، فدموعها حارة ، وعواطفها مؤلمة ، ونكسة بالها عظيمة ، فمعاناتها تحترق ، وآلامها تلتهب ، ونياط قلبها تتقطع ، تريد قلبا تبث إليه لهيب صدرها ، ونار وجدانها ، فنفسها تذوب مع أول قطرة لدموعها ، فتطير إلى مرتبة الكمال ـ لأن الحسن يعشق دموعها.
لم يخلق الدمع لامرئ عبثاً ؛ الله أدرى بلوعة الحزن. أصدق الحزن ابتسامة في عيون دامعة ؛ ليس محزناً أن يصاب الإنسان بالعمى بل من المحزن أن لا يستطيع الإنسان تحمل العمى ؛ الصبر الحزين أقرب جار لليأس ؛ أشد الأحزان هو أن تذكر أيام السرور والهناء عندما تكون في أشد حالات التعاسة والشقاء ؛ إن الإنسان الملئ بالشجون لا بدّ أن يعرف أن ما يمتلئ به ليست شجونه. .وإنّما هي شجون غيره التي يعاني منها ؛ ستة يجب أن تفارقيها : – الكآبة . الحقود .والحسود .وحديث عهد بغنى .وغني يخاف الفقر وطالب رتبة يقصر قدره عنها .وجليس أهل الأدب وليس منهم ؛ القنية ينبوع الأحزان فلا تقتنى الأحزان ؛ هل سمعتِ أن الحزن يعيد مافات وأن الهم يصلح الخطأ فلماذا الحزن والهم اذا ؛ حين تكون الحياة رتيبة يسمى الحزن نفسه عيداً أو حدثاً مرحباً بهما ؛ ليس الحزن إلا صدأ يغشى النفس والعمل بنشاط هو الذي ينقي النفس ويصقلها ويخلصها من أحزانها ؛ لا تندمِى على حب عشتيهِ حتى لو صار ذكرى تؤلمك و إن كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبقى منها غير الأشواك ؛ لا تحزني إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك فسوف تجد ين من ينزع السهم ويعيد لك الحياة والابتسامة ؛ لا تكونى مثل مالك الحزين هذا الطائر العجيب الذي يغني أجمل الحانه وهو ينزف أحياناً ؛ يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا ؛ لا يوجد أحد يستحق دموعك على أي حال ذلك الشخص الذي يستحقها لن يجعلك تبكي ؛ لو أردت بناء جدران حولك لتمنعى الحزن من الوصول إليك فاعلم أن هذه الجدران ستمنع السعادة من الوصول إليك كذلك ؛ الغضب هو الشكل المطور والجبان عن الحزن فمن السهل أن تظهر بشكل الغاضب بدلاً من الظهور بمظهر الحزين ؛ الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين ؛ الفرح والبهجة يفقدان معنيهما إن لم يتم موازنتهما بالحزن ؛ للحزن أجنحة يطير بها مع مرور الزمن ؛ ليس الحزن سوى جدار بين حديقتين ؛ لا يستطيع الإنسان أن يتجاوب مع الدنيا إلّا إذا تعرض للحزن مرات عديدة ؛ النكتة الجيدة هي غذاء الروح والحزن هو السم لها ؛ الحزن يسبب ظلاماً في القلب أكثر من أي خطيئة ؛ الصمت الطويل هو الطريق للحزن لأنّه صورة للموت ؛ الكثير من السعادة تستحق القليل من الحزن ؛ تعدّ الدموع من أصدق التعابير التي تصف مدى الحزن والألم الّذي بداخلنا فهي تعبّر عن مدى الجرح الّذي داخل قلوبنا ؛ الدموع هي الشيء الوحيد الذي لا نستطيع التحكّم به أو منعه فهي تكشف أسرارنا وخفايا نفوسنا، ومدى اشتياقنا وضعفنا، ومدى الأسف والنّدم ، أغلى دموع هى دموع الأم، وأصدقها دموع المظلوم، وأكثرها براءةً دموع الأطفال ؛ الدموع الحقيقية هي بخار الروح المتألمة . كُنت أظن أنّي استطيع أن أشعل شمعتي من جديد، لقد نسيت كيف تُشعل الشموع من زمنٍ بعيد، كُنت أعتقد أنّي أستطيع أن اكتب كلمات الفرح ولكن عندما كتبتها شعرت أنّ شيئا ًبداخلي قد أنجرح. لقد بكيت يوم ولدت، وأوضحت لي الأيّام سبب ذلك. للدّموع لغةٌ إنسانيّة لا يجيدها إلّا أصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر المرهفة. إنّ الدموع هي مطافئ الحزن الكبير. دموعى لماذا تحجبين نفسك كثيرا عن الهطول علي وجنتى ؛ أقسى قلبى أم أصبح متلبدا ؟؟ يأكل الصدأ الحديد وتأكل الأحزان الفؤاد. عندما تقتلى الدمعة في مهدها فأنت لا شك إنسانة قاسٍية. الدموع ليست هي الحزن، الحزن هو أن تستطيع أن تمنع نفسك من أن تبكي أمام أحدٍ من أجل هذا الأحد ؛ حزينة حروفي ؛ يائسة كلماتي استرق همساتي لأمحو أهاتي ولكن هل تنجدني السطور وهل تنقلب الأمور ؛ كثيرة هي الدموع والأمل ماضٍ بلا رجوع ؛ كلّ البيوت تتساوى إذا دخلناها بتأشيرة حزن ؛ أتعجب من أن يستغرب البعض دموع الرجال ، عجباً أليست لهم قلوب. غالباً ما تأتي الدموع من العين بدلاً من القلب ؛ إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحةً بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرضٍ بعيدة عن وطنهما ، فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها، فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور، والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظلّ طاهراً وجميلاً وخالداً هكذا هي الأيام حرمتني أحيانا حتى من الأحلام، لما عشقت الوحدة والعذاب، أضحت الأفراح بيني وبينها حجاب، إلى متى يا قلبي إلى متى ستؤلمني الأيام وإلى متى سأكتم الأحزان ؟ إنك لا تستطيع أن تمنع طيور الحزن من أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في شعر رأسك ؛ عندما نفشل وتنزل الدموع؛ فهي إمّا تتحوّل إلى شموع لتضيء لنا طريق المستقبل ونتعلم من أخطائنا، أو أن تغرقنا هذه الدموع في بحور اليأس المظلمة .. حينما أنحني لأقبل يدي من احبه ِ، وأسكب دموع ضعفي فوق صدره، واستجدي نظرات الرضا من عينيه حينها فقط أشعر باكتمال عاطفتى وأشجانى ؛ تناثرت دموعي بين السطور، نقشت حزناً بين الزهور، هتفت دموعي قائلةً: ليتني لم أعش ذاك الشعور، ليته غاب عني قبل الشروق، ليته غاب بين السطور لن أنسى تلك البسمات، قد نثرت عبق العطور، ها قد أتى الرحيل يسحب أذياله دامعاً يطرق أبواب العصور، ها هي الحياة تسلّب دفء القلوب وتتركنا نسكب من الدمع بحور . الحزن يسبب ظلاماً في القلب أكثر من أي خطيئة . أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه، وننسى أنّ في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا. إن الدموع هي مطافئ الحزن الكبير. أصدق الحزن، ابتسامة في عيون دامعة. . الحزن هو الظلام القاتم في صدرك وكتم أنفاسك ويشعرك بضيق النفس، ويمزّق قلبك حتى تغلقه دموع الأعين . القلب المملوء حزناً كالكأس الطافحة، يصعب حملها. . الابتسامات قنوات دموع المستقبل. الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين. إذا كانت لديك دموع فتهيأى لذرفها. الحزن هو أن تحب بجنون وبعنف وتعشق لكن في لحظة يمكن أن تكتشف أن هذا كله مجرّد وهم. أطلق العنان لدموعك متى شاءت أن تنطلق وحافظ على كبريائك. كثيراً ما تكون حقائق الحياة مزيجاً من الدموع والابتسامات. دموع الفرح ما هي إلا دموع حزن كانت تتأجج في داخلنا، وفي ساعة الفرح نودع الحزن لنخرج بقطرات الدموع الصادقة ؛ في دموع المرأة لا يرى الحكيم إلا ماء. الدمعة هي قطرة صغيرة تحمل أكبر المشاعر و أقسى الآلام، قطرة صغيرة بحجمها لكن كبيرة بما تحمله من آهات وأحزان، تمتصّ الألم من النفس لتخرجها ساخنةً ملتهبة. الخطايا مصدر السعادة مؤقتة وحزن دائم . أي إنسان يموت، لا ينتهي بنظر الذين يحبونه إلاَّ إذا غسلوه بالدموع ،. نستطيع أن نمثل الضحك، نستطيع أن نبتسم مجاملة، ولكننا لا نستطيع أن ننزل دمعة واحدة من دون سبب حقيقي.. دعوا دموع التماسيح للتماسيح، فالإنسان إنسان بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ولن يكون تمساحاً يوماً ما. لا تبكي عندما تغيب الشمس، لأن الدموع سوف تمنعك من رؤية النجوم. الأمل يخفف الدمعة التي يسقطها الحزن. الدموع دليل المحبة لكنها ليست للعلاج. لست حزينا لأنّ الناس لا تعرفني، ولكنني حزين لأنّي لا أعرفهم. كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقاً صغيراً يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود. حين يغمرك الحزن تأمل قلبك من جديد، فسترى أنك في الحقيقة تبكي مما كان يوماً مصدرا لبهجتك. العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئاً. لا أحتاج إلى حبرٍ لكتابة تاريخي بل إلى دموع. غريبة ؛ هِي الأيام عندما نملك السعادة لا نشعر بها ونعتقد أننا من التعساء، ولكن ما إن تغادرنا تلك السعادة التي لم نقدرها حق قدرها احتجاجاً ربما علينا حتى تعلن التعاسة عن وجودها الفعلي فنعلم أنّ الألم هو القاعدة وما عداها هو الشذوذ عن القاعدة وندم ساعة لا يفيد الندم على ما أضعنا وما فقدنا. لا تتخذ تمساحاً صديقاً وإن سالت منه الدموع . إن الرجل لايبكي إلا مرة ولكن دموعه عندئذ تكون من دمه. السعادة المفرطة كالحزن تماماً تضيق بها النفس إن لم نشارك بها أحد. الحزن الصديق الأوحد الذي يبق مع المرأة طيلة حياتها حتى لو ارخت لها الدنيا سدولها وملكت كل ما فيها
ولسان حالها يقول : –
لا الحزن يدخل في روحي ولا الفرح
ولا الدروب أمام العين تتضح
و أميت أم على قيد الحياة أنا
لا روح تسكن في نفسى ولا شبح
وأحصي بقلبي آلاف القروح ولا
اهتز منها كأننى ما مسني قرح
و أثور بعد انحسار الدمع مبتسما
كأنه الغيم يأتي بعده قزح