هاجم الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، قرار وزارة الأوقاف في بلاده بتوجيه المساجد بـ”الصلاة على النبي” لمدة 5 دقائق عقب صلاة الجمعة.


وقال عيسى إن “هذا القرار ليس به شيء ولا يقف أمام الصلاة على النبي أحد، ولكن لا يصح أن يكون بقرار حكومي”.


وأوضح عيسى، خلال تقديم برنامج حديث القاهرة، المذاع عبر شاشة القاهرة والناس، أن “قرارا حكوميا يوجه بالصلاة على النبي 5 دقائق عقب صلاة الجمعة هو شيء يدعونا للدهشة”، مؤكدا أن “الصلاة على النبي لا تحتاج لأي قرار، والسلفيون نجحوا أن يحولوا الدين إلى رسائل بالصلاة على النبي والرسائل التي تصل لنا في هواتفنا المحمولة، حيث إن هذا هو جهل تام ومطلق بالدين”.


وتابع: حالة التصوف والذكر والتسبيح لا تحتاج إلى تحديد وقت معين، هذا القرار يؤكد أنهم ليسوا على وعي بأننا دولة مدنية، موضحًا أن الأصل في الدعوة بالصلاة على النبي عقب صلاة الجمعة هو من أجل أن تحل البركة على مصر ويستنزل الله علينا بالبركة ويفرج عنا الكرب، إلا أنه صادر من روح الدروشة.

وكانت وزارة الأوقاف المصرية قد نشرت مقاطع فيديو من مساجد في البلاد، خلال الصلاة على النبي محمد بصورة جماعية وسط الجدل القائم بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حول جواز ذلك من الناحية الشرعية.

https://www.facebook.com/AwkafOnline/posts/pfbid0HYtyCLX5XEFkuQzsEm2wn7kdU69tV8Jq9GKjSdbb3TLv55KvFp73Fr9bJsm4MroAl

وكانت دار الإفتاء المصرية، قد عقبت على الجدل في هذا الشأن ببيان سابق قالت فيه: “الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أفضل الذِّكر وأقرب القربات، وأعظم الطاعات؛ فقد فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: {مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا} (أخرجه مسلم).. ذِكر الله تعالى والصلاة على نبيِّه من العبادات المطلقة المشروعة في الأصل بدون تقييد؛ فتصح على كل هيئة وحال في أي وقت -إلا ما جاء النهي عنه- وكذلك تجوز سرًّا وجهرًا فرادى وجماعات بكل لفظ وصيغة مشروعة، والاجتماع على الذكر المشروع يعدُّ من قبيل التعاون على البر والتقوى، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]”.

وتابعت: “وقد جاءت الأدلة من القرآن الكريم والسُّنة المطهرة على الحثِّ على مجالس الذكر، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28] وامتثال الأمر بمعية الداعين لله يحصل بالمشاركة الجماعية في الدعاء، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي ملأٍ ذَكَرْتُهُ فِي ملأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ» متفق عليه، والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر.. وورد في حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» (رواه مسلم)”.

وأضافت: “وقد يحتجُّ البعض على عدم مشروعية الذِّكر الجماعي بما جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ما يفيد النهي عن رفع الصوت بالذِّكر، وهذا لا يصح عنه؛ قال ابن حجر الهيتمي في [الفتاوى الفقهية الكبرى 1/ 177]: ’وأما ما نُقل عن ابن مسعود أنه رأى قومًا يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد؛ فلم يصح عنه بل لم يَرِد‘، وجاء في [حاشية الطحطاوي ص318]: ’وأجمع العلماء سلفًا وخلفًا على استحباب ذكر الله تعالى جماعةً في المساجد وغيرها من غير نكير، إلَّا أن يشوش جهرهم بالذكر على نائم أو مصلٍّ أو قارئ قرآن‘ وجاء في [رد المحتار 6/ 398]: ’وقد شبَّه الإمام الغزالي ذِكر الإنسان وحده وذكر الجماعة بأذان المنفرد، وأذان الجماعة؛ قال: فكما أن أصوات المؤذنين جماعة تقطع جرم الهواء أكثر من صوت المؤذن الواحد كذلك ذكر الجماعة على قلب واحد أكثر تأثيرًا في رفع الحجب الكثيفة من ذكر شخص واحد‘.. وقد نُقل عن علماء الشرع الشريف ممَّن يعتدُّ بأقوالهم استحبابُ تخصيص يوم الجمعة وليلته بالإكثار من الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومنهم الإمام ابن قدامة الحنبلي؛ وذلك لما رُوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» أخرجه ابن ماجة.. وإيقاع تلك العبادة جهرًا بعد أي صلاة مكتوبة – فضلًا عن كونها صلاة جمعة – أمر مشروع ولا حرج فيه؛ فقد ورد الأمر الربَّانيُّ في الذِّكر عقب الصلاة مطلقًا في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا ٱللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103]، والمُطْلَق يُؤْخَذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يُقَيِّده في الشرع”.

وأردفت: “وما قد يطرحه البعض من إشكالية تخصيص أوقات معينة للعبادات ويعد ذلك من أبواب البدع، فهذا وهم وغلط في الفهم، فقد نصَّ أهل العلم على مشروعية تخصيص زمان معين أو مكان معين بالأعمال الصالحة.. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (3/ 69) وهو يتكلَّم على حديث ابن عمر رضي الله عنهما في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان يأتي مسجد قباء كلَّ سبتٍ ماشيًا وراكبًا: ’وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك‘.. ونرى الناس حاليًّا يخصصون يومًا بعينه أو ساعة بعينها للجلوس لحفظ القرآن -مثلًا- وتدارسه من غير إنكار، فما الفارق بين تخصيص وقت لمُدارسة القرآن وتخصيص وقت آخر لذكر الله تعالى والصلاة على رسوله؟”.

وخلصت دار الإفتاء في بيانها قائلة: “ومن يتَّهم المسلمين في فعلهم ذلك بالبدعة فهو الأولى بهذا الوصف؛ لأنه تحجَّر واسعًا وضيَّق على المسلمين أمرًا جعل الشرع لهم فيه سَعةً، حيث أن الإسلام حثَّ حثًّا مطلقًا على الذكر، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال كما بينَّا، ومنع المداومة على الخير ضرب من ضروب الجهل والصد عن العمل الصالح، والناهي عن ذلك قد سنَّ سُنة سيئة في المنع من فعل الخير وتنظيمه والمداومة عليه، مخالفًا بذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن عمله كان ديمة، ومن أن أحب الأعمال إلى الله أدومها كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، ولم يلتفت في نهيه هذا إلى عواقب ما يقوله ويزعمه مِن صرف المسلمين عن ذكر ربهم والصلاة على نبيهم، صلى الله عليه وآله وسلم، في عصرٍ الناسُ أحوج ما يكونون فيه إلى اتِّباع سُنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ويُخشَى على هؤلاء الذين يهرفون بما لا يعرفون، ويتكلمون فيما لا يعلمون، أن يدخلوا بنهيهم هذا في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ﴾ [البقرة: 114]”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. طيب انت متضايق ليش…اللي ميحب يصلي على نبيه فليسكت ويتجازى مع الله ورسوله….قضي الامر الذي فيه تستفتيان….يعني لازم تسوون مشكلة…برهوم اگعد راحة برهوم

    1. لا يجوز الصلاة على النبي صلى الله عليه واله بالصلاة البتراء ، اي القول اللهم صل على النبي فقط دون اضافة اله فهناك حديث اكيد وموثوق في صحيح مسلم ، ينهى فيه رسول الله صلى الله عليه واله ان يصلى عليه بالصلاة البتراء ، اي عدم اشتمالها على اله الطيبين صلوات الله عليه وعليهم اجمعين ، كما ان الصلاة عليه واله في يوم الجمعة خاصة محثوث عليها ولها ثواب عظيم .
      اللهم صل على نبيك واله الطيبين الطاهرين

  2. ??????????????
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم ??
    الحمدُ للهِ الذي جعلنا من المتمسّكينَ بولايةِ مولانا أميرِ المؤمنينَ الإمامِ علي بنِ أبي طالب (عليه السلام) والأئمةِ الأطهار ??
    ??????????????

  3. اللهم صل و سلم و بارك على حبيبي رسول الله نبي الرحمة و مفتاح كل أمر عسير
    اللهم صل وسلم وبارك على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ طب القلوب ودوائها عافية الأبدان وشفائها نور الأبصار وضيائها قوت الأرواح وغذائها وعلى آله وأزواجه وذريته وصحبه أجمعين اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الي صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم يا الله

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *