استحضر الممثل السوري ​عباس النوري​ بعضاً من ذكرياته مع والده الراحل ​توفيق النوري​ ناشراً له صورة حين كان في شبابه بالأبيض والأسود وذلك في صفحته الرسمية على موقع للتواصل الاجتماعي وأرفقها بنص مؤثر عدد فيه صفات والده وعنونه :”موعد مع الغضب”، شرح فيه كيف كانت محبة أبيه له مشوبة بالغضب الذي عاد وأسماه القلق وكيف كان في طفولته ومراهقته يتابعه في تفاصيل حياته من دون أن يسأله لكنه بعد زواجه صار يسأل أكثر، وكتب النوري:
كان الغضب رجلاً وكان صوته كفيلاً بإنزال خوف الدنيا في قلبي..
أذكر طفولتي ومراهقتي فأحصي كماً بسيطاً من الأحاديث المقتضبة التي كنت قد خضتها معه وبناء على طلبه دوني…
لا أذكر بأنه كان يسألني عن أحوالي على الاطلاق عن دراستي ومدرستي التي كنت فيها مراوغاً ومتذبذباً في المستوى
ولا عن صحتي ولا عن أي شئ يمكن أن يكون لي فيه رأي..!! لكنه كان على دراية كاملة بي وبيومي وبكل أحوالي ..
تركني لإمكانيتي وحدها، أو أنه ترك إمكانيتي تحدد لي مساري الذي أستحق ..

https://www.facebook.com/AbbasElnouri/posts/10158133396712582


بعد زواجي صار مفعماً بالقلق أكثر، وصارت أسئلته تتجسس علي أكثر، ليعرف أكثر، وليكون على دراية أكثر، وإستمر في سياسة الإمساك بي وبحياتي، صرت أباً وإستمر في الإمساك بغضبه، بعد هذا العمر ..صار والدي في ملكوت ربه، لكنه ترك رسائل عديدة لازلت أحاول إكتشافها، رحل الغضب (رحمه الله)، وإفتقدت القلق علي كما إفتقدت فهم غضبه .. ولعلني أفهم بعضاً مما كان يخبئه في صدره دون أن يفصح عنه، نعم لم يكن غاضباً يوماً، بل كان قلقاً، وكان يحبني دون إفصاح، أقرأ والدي الآن، وقد أخلص الى القول (( عندما نتأخر في إكتشاف من نحب ..!! نتأخر أيضاً في إكتشاف أنفسنا ))..
والدي :لك كل الرحمة ولنا كل الدروس، غضبك كان قلقاً، وأصلي ليصبح رضى”.


إشارة إلى أن توفيق النوري والد عباس النوري توفي يوم الأحد في 6 نيسان/أبريل من عام 2014 عن عمر يناهز 90 عاماً وكان ي يمتلك ورشة لتصليح السيارات في منزله الكائن في منطقة حي القيمرية (حارة الجورة) في العاصمة السورية دمشق.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *