يحتدم النقاش بين الزوجين، في بعض الأحيان، وقد يثير كلام أحدهما أعصاب وعواطف الطرف الآخر، ويكون ذلك بالقرب من الأطفال الذين يجب التوقف عن قول بعض الأشياء والجدال بصوت حاد أمامهم. إذن كيف يحمي الأبوان أطفالهما في مثل هذه المواقف المتوترة؟

قد يكون للتوقف عن الحديث والجدال في بعض المواقف دلالة غير مرغوبة، خاصة إذا كانت تعني الموافقة أو القبول بأشياء ليس صحيحاً أنك تقبلها. من ناحية أخرى قد يؤثر قول بعض الأشياء أمام الأطفال عليهم عاطفياً ونفسياً. كيف يمكن حل هذه المعضلة؟

تفيد الأبحاث التربوية أن الأطفال يتأثرون بقدر قد لا نتصوره، وقد أظهرت دراسات ارتفاع ضغط الدم لدى الصغار بمن فيهم الرضع عند غضب الأم وانخراطها في جدال مع الأب، بحسب موقع 24 الإماراتي.

بينت دراسات أخرى أن الأطفال الذين يعيشون في منازل يتكرر فيها الصراع والجدل بين الأبوين يعانون من الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، وقد يعانون أيضاً من مشاكل الانتباه في المدرسة، والعزلة الاجتماعية وعدم القدرة على تكوين الصداقات.

كما أظهرت دراسة بريطانية أن الأطفال الذين يتعرضون باستمرار لمواقف النزاع بين الأبوين يشبه نشاط الدماغ لديهم نشاط الدماغ لدى الجنود في ساحات القتال.

من ناحية أخرى بينت أبحاث تربوية أخرى فوائد امتناع الأبوين عن الصراخ والحدة في النقاش تجاه بعضهما البعض، وأن إظهار الأبوين لاحترام وجهة نظر بعضهما البعض يساعد على تعزيز إحساس الطفل بالأمن العاطفي، وتطوير مهارات اجتماعية لحل المشاكل.

ينبّه خبراء التربية إلى خطورة رفع الصوت والصراخ بين الزوجين أمام الأطفال، لأن الطفل ليس لديه القدرة على ترجمة ما يعنيه ذلك بالفعل، وأنه لا يفهم الفرق بين الجدال والقتال.

تؤذي الشتائم من أحد الأبوين للآخر الطفل على نحو بالغ، وتسبب خلطاً لديه في المشاعر بين ما حدث وبين ما هو أسوأ، ولا تساعد الصغير على تنظيم مشاعره على الإطلاق.

حتى لو وقع الطلاق بين الزوجين عليهما تجنب الجدال أمام الأطفال، الوقت المناسب للجدال هو بعد ذهاب الأطفال إلى الفراش، أو وقت غيابهم عن البيت في المدرسة أو الملعب مثلاً.

يمكن للأطفال تعلم الكثير من طريقة جدل الأبوين، بداية من إبقاء الكلمات القبيحة والنابية بعيداً عن الحديث، والتأكد من أن سياق الجدل الذي يدور أمام الطفل يستطيع فهمه وترجمته، وتوضيح حقيقة المشاعر الإيجابية من الأب والأم تجاه الأسرة ومستقبلها، والامتناع عن الصراخ والحدة، ومعالجة الصراع والأمور العصبية بعيداً عن مجال سمع وبصر الطفل.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *