تبدو الحياة كما لو أنها فرصة أو أمل، أو هي كذلك. لكن ذلك تحكمه القدرة على اجتياز التحديات بغض النظر عن حجمها ولهيبها.

هذا تقريبا ما عاشه الأميركي خليل رافاتي، الذي تحول من #متشرد و #مدمن على الكوكايين و #المخدرات إلى واحد من ألمع صناع #العصائر بل مليونير في ذلك المجال، بالإضافة إلى كونه #رياضيا ومؤلفا أيضا.

وفي الوقت الذي كان فيه المسعفون يحاولون إنقاذ الرجل للمرة التاسعة في حياته من براثن المخدرات، وهو يقترب من #الموت بالانتحار، كان يبدو أنه ثمة لا أمل مطلقا.

وبعد أن كان هائما وينام في رصيف الشارع في #لوس_أنجلوس، استعاد وعيه في نهاية المطاف في مشفى تأهيلي، حيث استخدم الفريق الطبي الصدمات الكهربائية لجعله يقترب من الحقيقة التي يجب أن يعيشها وخلق لأجلها من حيث لا يدري في البداية.

ما حدث في 2003

يعود المشهد إلى عام 2003 فوقتها كان خليل في الـ 33 من عمره، مدمنا على الكوكايين ونحيف الجسم لا يتعدى وزنه 49 كلغ، فيما كان شكله منفرا، شاحبا، يغطي جلده القرح، وكما لو أنه شبح خارج من أبنية مهجورة.

وفي تلك الفترات جرّب كل شيء تقريبا، #الإدمان و #الصياعة والبلاهة، واعتقل أكثر من مرة ليوضع في السجن ولكن بلا فائدة، حيث أصبح وجهه مألوفا في سجون لوس انجلوس، كزبون معتاد للزنازين.

وقد كانت محاولة #الانتحار التاسعة هي التي انقذته من الموت إلى الحياة مجددا، لترسم له شراع أمل قوي، وتفتح له نافذة الحياة المضيئة وتجعله يقول، من أنا بصوت مسموع، ليس لنفسه فحسب، بل للعالم أجمع.

ويروي خليل قصته قائلا: “لقد تم اعتقالي أكثر من مرة بتهمة جرائم المخدرات”.

مضيفا: “كنت في وضعية لا أحسد عليها، وحياتي فوضى.. وكان الألم الذي يحاصرني يمنعني من النوم مطلقا”.
الجرعة التي غيّرته

وفي البداية فشل في أن ينظف روحه ويغسلها ليصبح من يريد، لكن مع الجرعة الزائدة التاسعة التي كادت تؤدي به، فقد رنّ جرس قوي في قلبه وعقله بأن ساعة التغيير قد أزفت. وهنا أمضى أربعة أشهر في مركز إعادة التأهيل ليصبح معافى من المخدرات منذ ذلك الحين.

وبالدخول في الحياة الصحية والمعافاة وبثقة كبيرة أصبح خليل اليوم إنسانا مختلفا، بل مليونيرا ومؤسسا للعديد من الشركات، فهو صاحب شركة للأغذية والعصائر المشهورة بماركة “سونليف أورغانيكش”.

وتصل مبيعات شركته السنوية إلى أكثر من 6 ملايين دولار، ولها أكثر من ستة منافذ بيع تجمع بين المقاهي ومحلات العصائر وخط لتسويق الملابس وكذلك مبيعات الإنترنت، وتسعى الشركة الآن لكي توسع منافذها بالولايات المتحدة إلى 16 منفذا بالإضافة إلى فتح فروع باليابان.

والآن وهو في سن الـ 46 عاما، فقد اعتاد خليل على السفر بطائرته الخاصة، بعد أن قطع شوطاً طويلاً من تلك الأيام القاسية التي كان ينام فيها بالشوارع تائها.

ويقول أكثر من سمعوا قصته من صناع الخيال، إنها حكاية مؤثرة وراءها سر النجاح، ويمكن أن تصلح لكي تروى في فيلم سينمائي في هوليوود، أو تكتب رواية إنسانية عظيمة تعلم الناس الطريق إلى بناء الأمل وتجاوز التحديات.
أم يهودية وأب مسلم

ولد خليل في أوهايو بالغرب الأوسط الأميركي، من أم يهودية بولندية وأب مسلم، لكنه عاش طفولة غير مستقرة واضطر لمغادرة المدرسة دون مؤهلات، وألقي القبض عليه في سن مبكرة بسبب جرائم التخريب المتعمد للممتلكات العامة، وسرقة السلع من المتاجر.

وفي عام 1992، وقد بلغ عامه الـ 21 كان قد انتقل إلى لوس انجلوس بأمل أن يصبح نجما سينمائيا، التوقع الذي لم يتحقق، ويبدو أن العكس هو الذي سيحصل أن يتحول هو نجم السينما الذي تستقطب سيرته المنتجين.

وإذا كان الطريق إلى التمثيل لم يمهد أبدا وقوبل بالعثرات، فقد تبدد الأمل وقتذاك ليصبح نوعا من الغواية المستعصية ضد كل شيء، فتحول خليل إلى إنسان غاضب يريد أن يدمر العالم والآخرين من خلال انتقامه من نفسه ووجوده.

كان قد أصبح عضوا في عصابة محلية لسرقة السيارات، وسرعان ما انزلق إلى عالم المخدرات القذر، وخرجت حياته عن السيطرة تماما، حيث اعتاد النوم ليلا على لوح من الورق المقوى والكرتون، بجوار رفاقه من المدمنين.

كانت حياته تسوء شيئا فشيئا، إلى أن بلغ السيل الزبى مع الجرعة التاسعة التي حاول معها الانتحار، لكنها كانت بداية تغيير الاتجاه نحو عالم جديد ومشرق.
البداية الجديدة

من ثم وإثر التعافي في مركز ماليبو لإعادة التأهيل، شغل خليل نفسه بعدد من الأعمال الجادة، حيث جمع بين العمل في غسل السيارات ورعاية الكلاب وأعمال البستنة.

يقول: “بدأت عندها في ادخار المال.. وكنت أعمل بجد لسبعة أيام متواصلة ولـ 16 ساعة في اليوم”.

وعندما التقى صديقا قديما من مسقط رأسه في أوهايو، كان قد بدأ عنده هوس إنتاج عصائر الخضار والفواكه الخاصة به، ويصفه بأن هذا الصديق جاء كهبة من الله وبدأ يعلمه عن أمور الفيتامينات والأغذية العضوية والغذاء عموما.

يقول: “في تلك الفترة كنت أبحث عن أي شيء يجعلني أشعر بأني على نحو أفضل”.

وفي عام 2007 كان خليل قد بدأ يصنع العصائر ويبيعها بمركز التأهيل الذي سبق أن شُفِي به، وهنا اقترح خلطات عصائر غريبة يقدمها لزبائنه من المرضى وزوارهم وموظفي المشفى، منها واحدة أطلق عليها “ولفيرين” عبارة عن مزيج من الموز ومسحوق الماكا، والجلي الملكي، والحبوب.

وكسب المشروب سمعة ليس داخل المبنى فقط، بل خارجه حيث أصبح بعض الناس يسألون عنه لشرائه.

وقد دفع الطلب الزائد خليل أن يفكر في إقامة مشروع تجاري مستقل للعصائر، فولدت شركته في 2011 مع صديقه السابق وصديقة له.

وقد موّل المشروع من خلال مدخراته وافتتح أول فرع في ماليبو، ليحقق نجاحا فوريا، حيث بلغت مبيعاته مليون دولار في العام الأول.

واليوم توظف الشركة أكثر من 200 شخص عبر منافذها المختلفة، وتنتج بالإضافة للعصائر، المواد الغذائية والملابس مثل القمصان.

كما أن خليل أصبح مؤلفا يعكس خبرته عبر الكتابة وقد نشر كتابا باسم “نسيت أن أموت” في ديسمبر 2015 يتكون من 240 صفحة، وفيه يروي قصته التي عاشها والظروف التي مر بها إلى أن تجاوز المحنة وأصبح على ما هو عليه اليوم.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. لما تكون العزيمة كل شيء ممكن خصوصا بامريكا سهل الواحد يصير غني لو عنده دكاء حتى و لو ابتدى من الصفر ،،،

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *