كان أمس أهالي ضحايا الطائرة الجزائرية التي تحطّمت في 24 تموز الماضي، وهي متوجّهة إلى بوركينا فاسو، على موعد مع تسلّم جثامين عائلاتهم وأقاربهم.

قاتماً بدا مشهد تسلّم الجثامين. لقاء لطالما انتظره الاهالي وفي الوقت عينه تمنّوا لَو يتأخر. «كنّا لوهلة نعتقد أنّه كابوس ومضى، ولكن اليوم بعدما تسلّمنا أقاربنا أشلاء في صناديق، تأكدنا كم انّ الحقيقة مرّة». يتحدّث حسن دهيني إلى «الجمهورية» محاولاً كبت دموعه: «جئت أستلم عائلة عمي بلال دهيني بكاملها، فقد قضى وزوجته مع أولادهم الثلاثة (13 سنة، 8 سنوات، 5 سنوات). منذ 4 أعوام لم يعودوا إلى لبنان، أرادَ عمّي مفاجأتنا في رمضان ليُعرّفنا الى أولاده، وإذ حَلّت بهم الكارثة… مِتل الكذبة».

على رغم مرارة الكأس وخسارتهم العائلة برمّتها، يَجد حسن عزاءه بأنّ «العائلة مضت في مشوارها الأخير معاً. لا شك في أنّ عمّي لم يكن ليستوعب أيّ صدمة في حال خسِر أحد أفراد أسرته… ربما الله أراد أن تموت الأسرة معاً لكي لا يتعذب أفرادها».

وتعليقاً على عملية استعادة الجثامين، قال حسن: «من المرّات النادرة التي تتصرّف فيها الدولة باحترافية، ربما ولحسن حظنا أنّ عدداً كبيراً من الركاب كانوا من الجنسية الفرنسية، فتعاملوا مع الضحايا بجدية ومتابعة. إهتمام فرنسا فرض احترافية في التعامل».

«فادي ما في أطيب منّو شَبّ». من حرقة قلب تتحدّث والدة فادي رستم، قائلة: «لا شك في أننا كَفرنا بادئ الامر، فالمصاب أليم، والفاجعة أصعب من أن يتحمّلها بشري، ولكنّ حكمة ربنا تطغى على أي شيء». وتضيف: «رجاؤنا أنّ أولادنا قديسون، من «الأوادم» الطيّبين. خسرت اليوم أخاً وصديقاً قبل أن يكون فادي ابني الحنون».

هي إرادة الله؟ هي لعنة القدر؟ إحتارَ الأهالي في توصيف الفاجعة. فلم تكد تصِل جثامين الضحايا موزّعة على سيارات الصليب الاحمر، حتى ارتفع النحيب، وتوالت الصرخات بالتزامن مع عَزف قوى الامن الداخلي لحن الموت.

ذكر أنّ الطائرة الجزائرية هي من نوع «ماكدونل دوغلاس ام.دي 83»، وقد تحطمت أثناء رحلة من واغادوغو إلى العاصمة الجزائرية، فوق شمال مالي، ما أدى إلى مقتل 116 شخصاً معظمهم من الفرنسيين، بينهم 20 لبنانياً.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫3 تعليقات

  1. الله يرحم ضحايا البحث عن لقمة العيش خارج الوطن
    الله يصبِّر اهاليهن فعلاً لبنان في حداد ٠٠٠

  2. الله يرحمهم ويصبر اهاليهم ..
    صحيح وجع الاهالي ما راح وبوصول الجثامين بيتجدد من اول وجديد ..
    الله يعينهم على هالمصيبه ..

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *