يبدو أن مدينة طرابلس اللبنانية لم تشبع بعد من جولات الاقتتال المتقطعة. وقد بلغت حصيلة الجولة الـ20 حتى مساء أمس الجمعة 25 قتيلاً ونحو 175 جريحاً، بينهم أربعة عسكريين لبنانيين أصيبوا مع اشتداد ضراوة الاشتباكات على محاور القتال التقليدية في المدينة بين جبل محسن وباب التبانة. وشهدت الساعات الأخيرة ظاهرة خطيرة، تمثلت في إلقاء قنابل على دوريات الجيش اللبناني، كما فجّرت عبوات ناسفة بدورياته، وهو تطور لم تشهد الجولات السابقة مثيلاً له. وطوت عاصمة الشمال وقلبه، أمس، يوماً من أدمى الأيام التي مرت عليها في خضم المناوشات المستمرة منذ سنوات ثلاث.
ومع تفاقم الأوضاع في المدينة التي شلت فيها الدروس وتعطلت معظم المرافق، تسارعت الجهود السياسية والأمنية لاحتواء التدهور الواسع، وبرز اتجاه إلى تطوير الخطة العسكرية التي كان كلف الجيش اللبناني القيام بها، ووضعت في امرته كل الأجهزة والقوى الأمنية لتنفيذها قبل أشهر، في ظل تخوف شديد من قبل كافة المراجع السياسية اللبنانية من غرق المدينة في مستنقع الحرب الأهلية.
وقد شهدت المدينة منذ بداية الثورة السورية، اشتباكات بين مؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه. وقد تطورت مؤخراً تلك الاشتباكات وتوسعت، حتى باتت تطال الجيش اللبناني.
يذكر أن طرابلس تقع على مسافة 50 كيلومتراً فقط من الحدود السورية. وغالباً ما تشتبك الغالبية السنية من سكانها التي تؤيد معارضي الأسد مع الأقلية العلوية هناك التي ينتمي إليها الرئيس السوري. ومعظم من يسقط في تلك الاشتباكات، هم من المدنيين الذين ترديهم رصاصات القناصة.
كل معركة حاسمة في سوريا تكون لها شرارات في طرابلس و الشمال
هلا نهى ممكن توضحي ؟