كانت سوريا مهمّتـها الأخيرة فقد سارعت الصحافية الأميركية المخضرمة ماري كلوفن إلى باب عمرو في مدينة حمص للتأكد من أخبار قصف واستهداف المدنيين بالمدفعية الثقيلة. لكن ما لم تكن تعرفـه هو أنها والمصور الفرنسي سيقتلان بالقذائف نفسها التي قتلت السوريين في فبراير عام 2012.
عائلة كولفن وبعد 4 سنوات من التحقيق لجأت إلى القضاء حيث فتح أول ملف يقاضي 9 من رموز نظام الأسد، ومنهم شقيقه ماهر ومدير المخابرات علي مملوك و ضباط جيش في حمص، بتهمة استهداف الصحافيين الأجانب كما السوريين كجزء من استراتيجية ممنهجة لإسكاتهم ومنع الناشطين أيضا من تغطية مجازر مروّعة ارتكبها النظام بحق المدنيين وذلك قبل ظهور تنظيم داعش.
قدمت أوراق القضية في محكمة في واشنطن وتتضمّن شهادات حيّة ومصادر ووثائق اعتمدت بعد تحقيق استمر 3 سنوات للقصف الذي استهدف الحيّ السكني للصحافيين في باب عمر.
وترى العائلة أن القصف كان مقصودا بعد انتقادات كلوفن للنظام بقتل المدنيين الذين كانوا يعانون البرد والجوع.
وتشير التحقيقات إلى أن المخابرات العسكرية تتبّعت إشارات هواتف الصحافيين وتم تحديدُ موقعِهم، وبعد قتلهم حصل مسؤول استخباري يدعى خالد الفارس على سيّارة فارهة كمكافأة كما تشيرُ الوثائق .
وهذه هي أول قضيه ترفع ضد النظام السوري في الولايات المتحدة تحت قانون يسمح بمقاضاة الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة راعية للإرهاب، و تقول عائلة كلوفن إنّها لا تريد فقط معاقبة الجناة بل أيضا مساعدة الضحايا السوريين في ملاحقة نظام الأسد قضائيا.
روحوا بلطوا البحر ..