أشارت معلومات أمنية إلى أن إيران تعمل على تأسيس فصيل عسكري جديد في السويداء ذات الغالبية الدرزية يحمل اسم “لبيك يا سلمان” نسبة إلى الصحابي سلمان الفارسي، الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الدروز، أكدت مصادر معارضة لصحيفة “الشرق الأوسط” أن “حزب الله” وإيران باتا موجودين بشكل واضح في السويداء لتدريب ميليشيات درزية على غرار الميليشيات الشيعية التي سبق أن أسست تحت مبدأ المقاومة ضد المتطرفين”.
ولفتت المصادر إلى أن العمل على هذا الفصيل كان قد بدأ بشكل جدي وواضح الأسبوع الماضي، عند بدء الاشتباكات العنيفة في السويداء بين «جبهة النصرة» و«قوات الدفاع الوطني»، ووجود تنظيم «داعش» في بير القصب، شمال شرقي السويداء. ولم تستبعد المصادر أن يكون قرار «تصفية» رستم غزالي جاء إثر محاولة الأخير التجسس والتدخل في عمل قاسم سليماني في إدارة المعارك في الجنوب، وتحديدا في درعا، ذات الغالبية السنية، والتي يتحدر منها غزالي.
وأشار مصدر في “الجيش الحر” لـ”الشرق الأوسط”، إلى وجود تخوف من اشتعال المعارك بين أبناء درعا والسويداء اللتين لا تبعد إحداها عن الأخرى أكثر من 100 كيلومتر، وذلك بعد انضمام مجموعة من الشباب الدروز إلى ما يعرف بـ”اللجان الشعبية” التابعة للنظام، لا سيما في المناطق الحدودية بين المنطقتين حيث يقومون بعمليات التفتيش والمراقبة لأهالي درعا، وهو الأمر الذي أدى إلى تذمر العائلات التي تنتمي في معظمها إلى عشائر. واستبعد المصدر أن يتفاقم الوضع بين أهالي المنطقتين، مشيرا إلى أن معظم أهالي ريف درعا الهاربين من الحرب في مناطقهم لجأوا إلى السويداء.
ودعا البيان، الذي وقع عليه عشرات الشخصيات من أبناء درعا، “إلى نبذ الفتنة والتنبه لمحاولات النظام زج أبناء السويداء في مواجهة أبناء درعا، وذلك بعد اشتعال المعارك بين الجيش السوري الحر وقوات النظام مدعومة بميليشيات طائفية في مدينة بصرى الشام المجاورة لمحافظة السويداء”.
وأعرب البيان عن “حرص الأهالي في درعا على إيصال رسالة لجيرانهم من أبناء جبل العرب (الدروز)، تنبههم من خطورة استخدام النظام لشبان السويداء ليكونوا وقودا لمشروع إيران”.
ورد أبناء السويداء على مواطنيهم في درعا، متهمين النظام المدعوم بالميليشيات الطائفية والإيرانية بمحاولة “زج أبناء السويداء في مواجهة إخوانهم من درعا، وهو الأمر الذي لا يقبله أبدا حكماء السويداء ولا أبناؤها وبناتها الأحرار، لأنهم يدركون حساسية المرحلة وخطورة المعركة التي يمر بها أبناء حوران بمواجهة الاحتلال الإيراني والنظام الأسدي القمعي”. وأكدوا أن أبناء السويداء كانوا ولا يزالون ضد سياسة القتل والتدمير والتهجير التي أدت إلى دمار سوريا.
وتابع أهالي السويداء: “وإن كان هناك بعض الضالين من أبناء المحافظة الذين غرر بهم النظام ليسوقهم ضمن اللجان الشعبية خارج حدود السويداء، فهم بالتأكيد لا يمثلون توجه أبناء المحافظة الذي تم التعبير عنه بمواقف كثيرة وواضحة تنص على رفض إقحام أبناء السويداء في قتال إخوانهم والتورط في دماء الأبرياء”.
وكانت معلومات قد أشارت قبل فترة إلى أن اللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني يقود بنفسه ميدانيا المعارك في جنوبي سوريا إلى جانب “حزب الله” وقوات النظام.
وكادت الفتنة تقع في الأيام الماضية بين أبناء المنطقتين، حين سرت شائعات تفيد بأن شبانا من السويداء يتطوعون في ميليشيات تابعة للنظام مدعوما إيرانيا بالسلاح والمال، كي تقاتل في محافظة درعا ضد قوات عسكرية إسلامية معارضة.
ويبلغ عدد الدروز في سوريا أكثر من نصف مليون نسمة، أغلبهم يعيشون في محافظة السويداء، بينما تبلغ نسبة السنة نحو 65 في المائة من عدد سكان سوريا الذي يزيد على 25 مليون نسمة.