سي ان ان – — شهدت جلسة الاثنين من محاكمات سليمان أبوغيث، صهر زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، جدلا حاميا بين محامي الدفاع وبين الادعاء العام الذي حاول بمرافعته الختامية إظهار دور المتهم في هرم قيادة تنظيم القاعدة، في حين رد الدفاع بدعوة المحلفين إلى النظر نحو أبوغيث “الإمام العربي المسلم.”
وقال ممثل الادعاء العام في القضية، جون كرونان، إن أول ما تبادر إلى ذهن بن لادن بعد تنفيذ هجمات الحادث عشر من سبتمبر/أيلول 2001 كان استدعاء أبوغيث من أجل تسجيل الفيديو الذي ظهر فيه وأعلن التنظيم عبره مسؤوليته عن العملية، معتبرا أن ذلك يؤكد مدى أهمية دور أبوغيث في التنظيم.
وتابع كرونان بالقول: “بن لادن لم يفكر في الفرار أو الاختباء، بل كان الأمر الأول الذي وجهه بعد الهجوم هو استدعاء أبوغيث، ورأى أن المتهم الذي تحاكمه الولايات المتحدة على بعد أمتار من موقع هجمات سبتمبر في نيويورك، كان عنصرا مهما في الترويج للقاعدة والنطق باسمها وتجنيد الأنصار لصالحها.
وأضاف ممثل الادعاء: “لقد ساعد أبوغيث تنظيم القاعدة على اكتشاف الإرهابيين الجد وتجنيدهم بعد أن سقط الكثير منهم خلال العمليات.. بدون أبوغيث كان التنظيم سيفقد قوته بعد كل هجوم انتحاري” وشدد أمام المحلفين على أن الأدلة تشير إلى دور أبوغيث في الترويج لأفكار القاعدة و”نقل رسالتها إلى العالم” بطلب من بن لادن نفسه.
من جانبه، رد محامي الدفاع، ستانلي كوهين، باتهام الادعاء بالسعي إلى تضليل هيئة المحلفين من خلال تكرار الإشارة إلى أسامة بن لادن وهجمات سبتمبر في مرافعته، رغم عدم وجود أدلة على ضلوع موكله في تلك الهجمات، وتوجه إلى المحلفين بالقول: “الادعاء يحاول صرف انتباهكم عن الأدلة وجعلكم تعيشون ألم ذكرى الهجمات.”
ولفت كوهين أنظار المحلفين إلى أن خبراء الأمن الذين استمعت المحكمة إليهم لم يربطوا بشكل قاطع بين موكله والنشاطات الإرهابية التي كان تنظيم القاعدة ينفذها، ودعا المحلفين إلى “إرسال رسالة إلى العالم” من خلال حكمهم تظهر قوة النظام القضائي الأمريكي. وختم كوهين بمرافعته بالقول: “هذا هو أبوغيث.. هو مسلم وعربي وإمام.. وهو إنسان.”
يشار إلى أن لجنة المحلفين ستباشر صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي التداول في الحكم الذي يمكن أن يصدر بحق أبوغيث الذي كان قد تحدث أمام المحكمة نافيا ضلوعه بالعمليات التي كان تنظيم القاعدة ينفذها.