حدد نائب رئيس مركز «وودرو ويلسون الدولي»، أرون ديفيد ميلر، في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، 5 خرافات ارتبطت بالأزمة الحالية في غزة، مع دخول الإسرائيليين والفلسطينيين جولة جديدة من العنف على خلفية عملية «الجرف الصامد» التي شنتها إسرائيل على القطاع وردت عليها حركة «حماس» بصواريخ وصلت إلى تل أبيب، وجاءت الخرافات كالتالي:
1. فشل كيري في «عملية السلام» أدى إلى نشوب الأزمة
رغم أن هناك العديد من الجوانب السلبية لقضاء 9 أشهر في محاولة التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الأمر الذي لم يكن ممكنًا قط، فإن فشل محاولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى الاتفاق لم يكن سبباً في الأزمة الأخيرة، خاصة أن الصعود والهبوط لعملية السلام وكيري لم يكن لهما دخل في القتل «المروع» لثلاثة مراهقين وتعذيب وقتل الطفل الفلسطيني فيما بعد.
وقالت الصحيفة إن كيري فشل في إبريل الماضي بسبب عدم قدرة أو عدم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الوصول إلى أرضية مشتركة بشأن النقاط العالقة الكبيرة، مثل كيفية تقسيم القدس وكيفية التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين.
أما عملية خطف الإسرائيليين، فلا علاقة لها بجهود كيري، وكذلك الأمر بالنسبة للانتقام بقتل الطفل الفلسطيني. وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى لو كان كيري نجح في جهود السلام، كان «المتطرفون» سيسعون لعرقلة الصفقة.
2. يمكن حل أزمة غزة «عسكريًا»
يعتقد الكثير من شركاء تحالف نتنياهو أنه ينبغي على الجيش الإسرائيلي احتلال قطاع غزة، وتدمير «حماس»، وذلك رغم قناعة أغلب الإسرائيليين والفلسطينيين أن هذا الحل غير وارد.
وأشارت الصحيفة إلى أنهم جربوا «سيناريو المواجهة» مرتين، لمدة 3 أسابيع في 2008-2009، ومواجهة أخرى لمدة أسبوع في عام 2012، وفي النهاية تم التوصل إلى نفس النتيجة، وهي أن المشكلة بين إسرائيلي وحماس لا يمكن حلها من خلال قوة السلاح.
وإسرائيل ليست مستعدة لدفع الثمن السياسي أو الاقتصادي أو النفسي المترتب على احتلال غزة أو شن تدخل عسكري هائل لتدمير «حماس» كمنظمة، والحل البديل يتمثل في القضاء على صواريخ «حماس».
3. نحن على حافة «انتفاضة ثالثة»
يمكن أن يتصاعد العنف في الضفة الغربية وغزة بشكل واضح، لاسيما بعد ارتفاع أعداد الوفيات بين المدنيين على خلفية عملية «الجرف الصامد»، وحقيقة أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي شهد هدوءاً خلال السنوات الماضية يجعل العنف الحالي يبدو أكثر شدة، لكن بحسب الصحيفة، هذا لا يعني بالضرورة «أننا نواجه انتفاضة أخرى».
وأشارت استطلاعات الرأي في يونيو الماضي إلى أن الفلسطينيين أصبحوا أكثر تركيزاً على المخاوف الاقتصادية من التركيز على إطلاق انتفاضة جديدة.
وبحسب الصحيفة، فإنه خلافاً للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي لم يكف عن المقاومة حتى توفي خلال الانتفاضة الثانية، فإن عباس «ليس مستعدًا» و«غير قادر» على توجيه الحرب ضد إسرائيل، كما أن المواجهة تتطلب أيضاً التعاون الجاد بين «حماس» و«فتح»، ورغم وجود «مصالحة» بينهم، فكلا الطرفين لا يرغب في التعاون مع الآخر.
4. نتنياهو «المتشدد» يريد قصف غزة
يعتقد البعض أن عداء نتنياهو تجاه الفلسطينيين هو السبب وراء إثارة الأزمة الحالية إلا أنه رئيس الوزراء الوحيد من حزب «الليكود» الذي أبدى مرونة في التنازل عن الأراضي في الضفة الغربية، ورغم ما قام به تجاه «حماس» يبقى نتنياهو «الأكثر ضبطاً للنفس»، مقارنة بإيهود أولمرت وأرييل شارون.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو «عالق» في الوسط بين يمين بنهج «عسكري» أكثر توسعاً، ويسار ينتقده دائماً بأنه يلجأ إلى الحل العسكري.
5. واشنطن تستطيع حل الصراع وينبغي أن تحسمه
دائماً ما كان السيناتور الأمريكي جون ماكين ينتقد إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بسبب عدم التدخل بقوة في أزمة غزة، لكن في الواقع واشنطن تفتقر حالياً إلى المقومات الأساسية للوساطة الناجحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن آخر شيء تحتاجه الولايات المتحدة لحل الأزمة هو تقوية «حماس»، وبالتالي إضعاف «عباس»، وأوضحت أن المصريين والأتراك غير مستعدين حالياً لإقناع «حماس» بالتراجع، والتنظيم ليس لديه رغبة، في الوقت الذي لا تمتلك فيه الإدارة الأمريكية نفوذاً تؤثر به على الإسرائيليين. والولايات المتحدة ليست في حاجة إلى الخوض في صراع لا يرغب أي من الجانبين في إنهائه حتى الآن.
الحل في الصواريخ !!!
المغترب® … سابقاً … من دمشق.