درجت العادة في المحطات التلفزيونية الإخبارية والمنوعة أن تجري برامج تحت اسم حصاد العام في كل رأس سنة.
ولكن مالا يمكن التوقف عنده كما غيره، هو حصاد 2012 السوري.
10 مبادرات دولية وعربية، توزعت ما بين قرارات لمراقبين وقرارات لجامعة الدول العربية، وكلها وصلت لنتيجة واحدة، نتيجة لم تقدم للشعب السوري سوى بضع كلمات لم تعن له شيئاً.
ففي 23 كانون الثاني، طرحت الجامعة العربية مبادرة “لحل الأزمة” في سوريا، تقضي بأن تبدأ المعارضة حواراً مع النظام لتُشكل حكومة وطنية، ويُسلم بشار الأسد لاحقاً كامل صلاحياته إلى نائبه بالتعاون مع هذه الحكومة.
في 29 كانون الثاني، جمدت الجامعة العربية عمل المراقبين العرب في سورية بسبب تصاعد أعمال العنف وإطلاق النار عليهم من قبل النظام السوري.
وبعد دعوة كوفي عنان المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن إضافة للكويت وقطر والعراق والاتحاد الأوروبي والأمين العام لكل من الأمم المتحدة والجامعة العربية تم انعقاد ما سمي وقتها بمؤتمر جنيف في 30 كانون الثاني، ليتم الاتفاق على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية سورية، ولكن ليختلف المجتمعون حول الدور الذي يمكن أن يلعبه بشار الأسد في المرحلة المقبلة.
وفي 12 شباط، أعلن وزراء خارجية جامعة الدول العربية في القاهرة إنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها.
وعادت كل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لتعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مبعوثا خاصا لهما للتعامل مع “الأزمة في سوريا”، في 24 شباط.
وبناء على سياسة النظام السوري في المماطلة فقد أعلن في 27 آذار، قبوله خطة عنان للسلام المكونة من ست نقاط والرامية إلى إنهاء سفك الدماء في سوريا.
في 12 نيسان، فشل وقف إطلاق النار الذي أعلنه المبعوث الدولي كوفي عنان مع استمرار اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر.
وفي 2 آب، أعلن الأمين العام، بان كي مون، استقالة المبعوث الدولي كوفي عنان من منصبه وعدم تجديد مهمته عندما تنتهي في 31 آب، بعد فشل مهمته وعدم التزام النظام السوري بتطبيق البنود الستة.
وفي 17 آب، فأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعيين الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، ممثلاً خاصاً مشتركاً جديداً للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا خلفاً لكوفي عنان، على أن تبدأ مهمته رسمياً في 1 أيلول.
ولم يلبث أن فشلت مبادرة الإبراهيمي في 26 تشرين الأول، في وقف إطلاق النار تحت مسمى “هدنة عيد الأضحى” وتستمر ثلاثة أيام.
ويبقى عام 2012 عام هزيمة مساعي دولية وعربية، وعام الموت السوري، وسط إجرام النظام السوري وشبيحته ومجازره وتصريحات عالمية لم تنقص القتلى ولا حتى واحداً.