منذ أن خرج أبو بكر البغدادي عن طاعة رئيس تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، وسيطر في سوريا على مساحة تبلغ خمسة أضعاف مساحة لبنان، ثم أضاف إليها حوالي ثلث مساحة العراق، بدا “الخليفة” الجديد كأنه تفوق على أستاذه، ساحباً البساط من تحت أرجل “القاعدة” في “الجهاد العالمي”، وتسرّعت قراءات أولية في استنتاج أن “داعش” بات التنظيم الأخطر والأكثر ثراء في العالم، وأن القاعدة ستندثر أمام عودة “الخلافة”.
وبالفعل، سرعان ما بدا الارتباك واضحاً على القاعدة، غاب صوت الظواهري تماماً، وظهرت رسائل صوتية لقادات مجموعات مسلحة تتبع للقاعدة تثني على إنجازات داعش، وبدا “الجولاني” – قائد جبهة النصرة التابعة للقاعدة – في تسجيل مسرب، يتوسل أتباعه الانتظار لعشرة أيام حتى يعلن قيام إمارة إسلامية في سوريا، مرت دون أن يحدث شيء يذكر، سوى بمعارك تقول النصرة إنها تقودها ضد المفسدين في ريف حلب وإدلب.
أسطورة التنظيم الإرهابي الأكثر ثراء
يبدو أن هناك مجموعة من الأساطير التي تحتاج إلى مراجعة، إذ صحيح أن داعش استهدف آبار النفط في كل من سوريا والعراق، وجنى بأساليبه البدائية في استخراج النفط ربحاً، وقدره حوالي مليون دولار يومياً، إلا أن هذا المبلغ حقيقة لا يجنيه داعش بمفرده، بل يتقاسمه مع القبائل والمجموعات المتمردة الأخرى في مناطق الآبار.
الأهم من ذلك، أن إنفاق داعش كبير جداً، إذ إنه – على عكس القاعدة – أخذ على عاتقه إقامة دولة في المساحات الشاسعة التي يسيطر عليها، وتكفل بالتالي بإعادة كل الخدمات التي يتوجب على الدولة الإنفاق عليها، بإمكانات تفتقر لكل شيء ما عدا المال، كالمهنيين في مجال الكهرباء، والماء، وجمع القمامة، وتهيئة الطرقات، والخدمات الطبية وغيرها، كل ذلك يجعل إنفاق داعش كبيراً جداً مقارنة بدخله.
ويفند تقرير لـ”فايننشل تايمز” الشائعة التي تبنتها وسائل الإعلام العالمية حول سيطرة داعش على 400 مليون دولار من بنك الموصل المركزي، وهو الخبر الذي اعتُبر داعش على أساسه أغنى تنظيم إرهابي في العالم، فاستناداً إلى تصريحات من مسؤولين عراقيين لا توجد دلائل أبداً على أن قصة سرقة البنك قد حدثت فعلاً، وأن الأمر لا يتعدى الإشاعة.
داعش “فقاعة” والظواهري أكثر تماسكاً
أظهرت الشبكات الإرهابية “للقاعدة” حول العالم تماسكاً لم يستطع “داعش” اختراقه، فبعد أن هنأت “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” داعش بتقدمه في العراق، فيما بدا لوهلة انشقاقاً عن “القاعدة”، عادت بعد أسبوعين لتصدر كلمة جديدة ترفض “الخليفة” الجديد وتجدد ولاءها للظواهري، وتكرر أمرٌ شبيه مع “أنصار الشريعة” في تونس، و”القاعدة في جزيرة العرب” في اليمن، والتي امتنعت عن مخاطبة “الخليفة” الجديد، واكتفت بإصدار الأناشيد التي تمجّد الظواهري.
يعتقد في هذا السياق تقريرٌ نشرته “فورين بوليسي” أن تنظيم الظواهري هو الأخطر على العالم، والقادر على البقاء لسنوات قادمة وتشكيل خطر على العالم، في حين أن أسطورة “داعش” في طريقها للزوال والانكماش، إذ إن اندفاع البغدادي ترافق مع ذكاء تكتيكي ضمن انتصارات سريعة، لكنها كالـ”فقاعة” التي لا تمتلك المقومات الاستراتيجية للبقاء أو التمدد خارج النطاق الجغرافي لسوريا والعراق، وهي تُجابه برفض محلي وشعبي كبير في هذه المناطق، على عكس “النصرة” مثلاً التي نجحت بدهاء في اكتساب حاضنة شعبية لها.
ويسوق التقرير آراء كبار منظري الجهاد العالمي، كـ”أبو محمد المقدسي” و”أبو قتادة” اللذين رفضا الخليفة الجديد ببيانات أصدراها من داخل السجون الأردنية، محذرين داعش من قتل المسلمين ممن يرفضون بيعته، ومعتبرين أن إعلان الخلافة باطل وجرى بخطوات تهورية من داعش.
صحيح أن داعش نجح في جذب العديد من الاتباع، إلا أن هناك اختلافات عميقة في الأسلوب تجعله منفّراً حتى لمنظري الجهاد العالمي، إذ إن أغلب من تراودهم أحلام عودة الخلافة يعتقدون أنه لا يجوز تطبيق “الشريعة الإسلامية” دفعة واحدة وبشكل وحشي بالطريقة التي يقوم بها داعش.
ورغم أن المعتقدات الأساسية متشابهة حد التطابق بين داعش والقاعدة، تحافظ القاعدة على صبرها بخبث حتى اللحظة، وتهتم بشكل كبير بآراء الناس في أماكن تواجدها، ولا تفضح نواياها إلا حينما ترى أن الظروف صارت مناسبة لذلك، في حين أن داعش يبدو مندفعاً جداً، لا يأبه بأي أحد، ولا يتقن لغة سوى قطع الأعناق، لذا يسهل بالتالي تأليب الناس عليه في مناطق تواجده، ويمكّن العالم من إيجاد خطة مناسبة لمحاربته، كل ذلك يجعل “الظواهري” حتى اليوم هو الإرهابي المطلوب رقم واحد حول العالم، بجائزة قدرها 25 مليون دلار لمن يعطي معلومات عنه.
إذ إن أغلب من تراودهم أحلام عودة الخلافة يعتقدون أنه لا يجوز تطبيق “الشريعة الإسلامية” دفعة واحدة وبشكل وحشي بالطريقة التي يقوم بها داعش.
………
الكلام اعلاه غير صحيح ……..ولا يقول به الا الاخونج .الذين لم يفكروا في يوم من الايام بتطبيق الاسلام واخترعوا اكذوبة التدرج لتبرير عدم تطبيق الاسلام ارضاء للسادة في الغرب وواشنطن .والا فكل الواعين على الاسلام يعلمون اممه لا يجوز التدرج في التطبيق بل الواجب ان يطبق الاسلام كله.
لا هذا ولا ذاك كلاهما طلاب حق ليسوا بأهله يخطأوه أكثر مما يصيبونه حتى يمرقون !
وأثبتت الوقائع والتاريخ ان الإسلام دين ارتضاه الله لنفسه لايقيمه بأكمله أو حتى جزء بسيط منه إلا نبي أو وصي !!!! وحتى ان حاول غيرهم مخلصين سيفشلون !!! وما أكثر أمثلة التاريخ قديما وحديثا
وينفرد الشيعة بمقولة لا تقام الحدود إلا بوجود المعصوم أو ما ورد في الديانات السماوية من كان بلا خطيءة فليرمها بحجر وهي مقولة صحيحة مما لم يمسه التحريف من الوصايا المنزلات …
فذاك النميري وآل سلول طبقوا ويطبقون حد السرقة وهم اول من يجب ان يقام عليهم ذلك الحد وعشرات غيره …
نعم نرغب ونستعجل قيام دولة كريمة يعز الله بها الإسلام وأهله وتقام فيها حدوده ونساءله آن يجعلنا فيها من الدعاة لطاعته والقادة لسبيله بشرطها وشروطها … لكن ليس بشكل مشوه يكون لا محالة وبال على الإسلام وناسه فحتى توفر الشروط نقبل كارهين بدولة مدنية فيها شيء من العدالة موطءين لدولة الإسلام الموعودة القادمة لا محالة منتظرين الفرج فخير أعمال أمتي انتظار الفرج كما قال رسول الله صلى الله عليه واله طبعا الانتظار الإيجابي وليس السلبي .
ولهذا ليس كل فقهاء الشيعة مع إقامة دولة دينية حاليا أو ولاية عامة للفقيه ما عدا السيد الخميني الذي لم يقل حتى هو بولاية شاملة في كل الجزءيات فذلك امر اوكله الله لأهله من معصومين بغير خطيءة وما طلبه احد غيرهم إلا هلك وأهلك .