مرسلة من أم صفية

هذه رسالة من فتاة إلى رجل خطبها …
تقولُ فيها :
( بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ،
ما أجمل أن يعيش الإنسان حياته بالحلال ،
يراقب الله عز وجل فى كل أفعاله و أقواله ،
فحياته لله و بالله و فى الله ،
و هنيئا لمن كان هذا دربه …
كلنا يعرف أن الخِطبة ما هى إلا وعد بالزواج … ليس إلا …
و المعنى …. أنكَ أجنبى عنى و أنا عنكَ أجنبية !
لا أحلُّ لك و ما أنتَ لى بحِليل !
إذن فعلاقتنا … لا تعدو كونها علاقة أجانب ( لكننا نعرف أن شيئا ما يجمعنا و هو ذاك الوعد)
و على هذا فإن الخلوة هنا محرمة … و الخضوع بالقول محرم … و ابداء زينة محرم …
و إن اجتمعنا فى مجلس فوجود مَحْرَم معى أمر لا نقاش فيه ، و هل عسانا سنجتمع إلا لضرورة !
و الكلام حين إذن لضرورة و بلا تغنج أو خضوع !
مع وجودى أمامك بالحجاب الكامل من أعلى الرأس لأخمص القدم، فلا تساهُل فى ذلك !

أيها الفاضل
أحمدُ الله أن رزقنى بمن يعرف أن كلامنا فى الهاتف فى ظلمات الليل لساعات لا يجوز !

و أن كلمات الغزل و غيرها هى الآن فى حقنا محرمة!

و حتى إن استدعى الأمر للكلام فى الهاتف فما ذاك إلا لضرورة و على قدر الحاجة و بلا خضوع و أيضا فى وجود محرم فالهاتف أيضا قد يكون خلوة !
و لله ما أجمل أن نترفع عن ذاك فيكون كلامك مع محارمى إن تيسر ذلك !

و ليس بغريب أن يتعجب الناس مما نفعل !
فيسألون و يسألون : كيف لا تتسامرون .. كيف لا تتغازلون … كيف و كيف و كيف …..
خطيبك لابد أن تفهمينه و تدرسين شخصيته !! …. و غيرها من تلك العبارات التى يعتصر لها الفؤاد ألما..!

فأجبتُهم أننى رضيت منك بحسن الظاهر و عرفت عنك الكثير إبّان سؤال محارمى عنك وسط الناس,
و يوم أن جلسنا للرؤية الشرعية فلمحت من اسلوب تفكيرك و عقلك ما يبشر بالخير إن شاء الله،
ثم إننى أوليتُ ربى عز وجل سرائرك فالله يتولى الباطن و واثقة أن الله برحمته لن يضيعنا …
أفلا يكفى كل ذلك !!
فلم التلون إذن و تخطى الحدود لحجج واهية و اتباع أهواء … ليس إلا !

أتعرف..! كم أتمنانا أنقياء … أتقياء
فصبر و مصابرة و من الله العون لا محالة ….
صبر ساعات حتى لا يضيع الأجر…
فالشرعُ بيننا الآن يُباعد .
و اللهَ أسأل ألا تزل قدمٌ بعد ثبوتها !

أيها الفاضل
إن الأمر ليس بالهين و القضية ليست للتسلية أو اللعب؛ فالعبء ثقيل و أمتنا بنا تستغيث … فالله الله فى كل ما نفعل !

أتعِرف.. قرأتُ أنَّ ديننا دين القوة و الصبر و الجهاد … فلِمَ لا نمتثل ذلك فى واقعنا ؟! لِمَ!
حتى و إن عجزنا مع صدق قلوبنا فى الطلب فيقينا سيعيننا الله!

فورب السماء ما ذاك إلا لأنه (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )

أفهمت إذن مُرادى!
و من تركَ شيئا لله عوضه الله خير منه، و ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته.

و نحن فى ذاك الأمر نحتاج إلى توفيق الله بدئا و منتهى .و بركة الله فى الزواج نرجوا … و رضاه عنا نبتغى …
عسى الله أن يخرج من ذرييتنا أبطالا مجاهدين و هو سبحانه على ذاكَ قدير.
لذا …

أنا الآن أكتبها … و نزعة السوء فى نفسى تنادينى أن كُفِّى قلماً ! لكن لا مناص..

فبمن نمكُر ؟؟!! أبالله !!!!!
و مَن نُخادِع ؟؟!!! أألله !!!

فتعس و تعس و تعس من خادع مولاه الذى يعلم السر و أخفى !

أكتبها الآن و يقينى أن عُقبى الصبر خير… و أن الترك لله له لذة أسأل الله أن يمنّ بها علينا …

أكتبها الآن أن ….يـــــــــــــــــــــ
ـا

خطيبــــــى ..الآن … فأنت لستَ زوجى !

أسأل الله ان يهدي بنات المسلمين و يقينا شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن

و رضا الرحمن ,,,,,

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫16 تعليق

  1. يعجبني كثيراً
    ذالك التفكير المتفتح الناضج المليئ بلخشيه من الله

    [ ولمن خاف مقام ربه جنتان ]

    اختي الفاضله كم انتي جميله حقاً وتكبرين بعين كل من راك

    حفظك الله وجعل الجميع . . يقتدون بك واولهن انا

    <3

  2. تماما,
    نسأل الله أن يهدينا ويعصمنا و يغفر زلاتنا … آمين
    جزى الله خيرا صاحب الموضوع.

  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكي الله خير الجزاء اختي ام صفيه
    موضوع رائع ….
    حياكي الله اختي
    Dz Fay
    ايش أخبارك يا رب تكوني بخير

  4. ام صفيه اهلين فيكي معنا بنورت موضوع جميل جداا
    شكرا ام صفيه

    الرأي والرأي الآخر

  5. معذرة عزيزتي أم ابراهيم,
    أنا لـــلـــتو شفت سؤالك, كلك ذوق أختي الكريمة.
    أنا بخير و الحمدلله و خصوصا اليوم,,, كان جميل و انبسطت كثيير.
    اتمنى أنك و العائلة-خصوصا برهوم الصغير- بألف خير ايضا…

    تحياتي.

  6. بس اكيد البنت دى هى وخطيبها
    من عصر فل وولى
    انما الخطبين فى الزمن دة طالبين اوبشن يختلف عن اللى انت كتبتية
    ربنا يستر على بناتنا

  7. ياسلام, دائما نظرية جد جدّي هي الصح.. تنحط المرية بعباية ويعطوها للعريس ومع السلامة..
    هسا الناس صايرين مودرن الله يكرّم, ويعرفون بعض 10 سنين, بعدها يتزوجون,,, وبعد سنة يتطلقون!
    فالحكمة بالموضوع هي … ماأدري هي شنو
    يعني المهم, أعتقد اللي قرا فهم قصدي

  8. لله درك أختنا أم صفيه علئ هذا ألموضوع ألرائع ولله در هذه ألفتاه ألمؤمنه فأنها بأمه ونسأل ألله أن يكثر من هذه ألنماذج ألمشرفه للحرائر ألعربيات أحفاد خديجه وفاطمه وعائشه (رضوان ألله عن ألجميع)وهنيأ لمن تكون هكذا حره زوجته .فقد قال رسول ألله (صلئ ألله عليه وأله وسلم): ( الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة) وقال (صلئ ألله عليه وأله وسلم ) :رفقا بالقواريرفكيف أذا كانت هذه ألقاروره هي قارورة دين وأدب وعلم.

  9. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
    عندما قرأت هاته الرسالة وقع في بالي أن أشارك الاخوات الكريمات والاخوة اللافاضل هنا في نورت كي تعم الفائدة.
    حسب رأيي أنه لا يصح إلا الصحيح وهذا الزمن (زمن العولمه) قد أضاع الدنيا والدين والله من وراء القصد.
    اللهم اعنا على طاعتك وثبت قلوبنا بحولك وبقوتك اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه.
    شكرا لمروركم.

  10. …ومن تركَ شيئا لله عوضه الله خير منه، و ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته.
    …………….
    كلام صواب لا يرقى اليه شك!!!!!
    تحياتي للاخت ام صفية على حسن اختيارها للموضوع فوالله انه من افيد المواضيع لكل الاخوة ذكورا واناثا على نورت…جزاك الله خيرا وثبتك على الصراط المستقبم!!!

ماذا تقول أنت؟
اترك رداً على بغداد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *