لا خلاف علي أن الغالبية العظمي من أعظم مصممي الأزياء حول العالم مثليون !!
لا خلاف أيضاً علي أن كل فكرة نجم عنها تصميم اعتبره الآخرون حدثاً ، لم تولد في عقل الواحد منهم وهو يطارد الورود في الغابات والفراشات في كل الفصول كما يتصور البعض ، إنما ولدت في أوصال نزوة من نزواته كانت تعصف بروحه المضطربة ، وتمشي في قلقه كطائر سنونو يتهجي الطيران ، تفاعل هو وجدانياً مع حيزها النشط حتي اكتملت دوائرها ، لتمتص فيما بعد قلوب النساء الصغيرة فلا تهدأ لهن قلوب حتي يرتدين نزوته ، وقلوب الرجال أيضاً !!
وليس من قبيل التجني الظن بأن بعض الموضات الذائعة ربما ولدت في عقل الفنان وهو موثق اليدين في نافذة مغلقة لحظة اقتحام أحدهم جسده العاري ، وربما وهو يرتدي لأحدهم زيَّ امرأة ..
وما دام الأمر هكذا فالنزوة هي التي تختار التصميم ، لذلك فالتصاميم الدارجة تقف وراءها لابد نزوة من نزوات القاع ، والتصاميم العارية تقف ورائها نزوة عارية ، لكن إذا استطاع أحدهم اصطياد نزوته في ذروة اللحظة الداخلية سوف ينجم عنها بالضرورة زيٌّ يليق بأجساد النجوم ..
شئ غريب أن تبحث أحطُّ النزوات دائما عن أوهن الأرواح ، والأغرب أنه لا يزال ضالعاً في العصيان حتي علي أعظم المحللين النفسيين ذلك الارتباط الشهير بين صناعة الأزياء والمثلية ، ومما يزيد من غرابته أن الإخلاص لعمل ما ، حتي لو بلغ الوجد بذلك العمل ، أي عمل ، ذروة العشق لا يمكن أن يؤدي علي الدوام إلي الاتحاد بالهدف ، وهو هنا المرأة ، وإلا تحول عشاق الطب علي سبيل المثال إلي مرضي ،
ولا يخجل الكثير منهم من الاعتراف بمثليتهم ، أكثر من هذا أنهم لا يرون في هذا الشذوذ عن القاعدة شذوذاً يحتل المكان بشتي صوره ، بل يخوضون في الحديث عنه كطقس شديد الألفة ، وبتصرفات مرتفعة ، كما فعل مصمم الأزياء الأميركي “مايكل كورس” وعقد قرانه على شريكه “لانس لو بير” علي شاطئ “ديون” بعد تشريع زواج المثليين هناك !!
بالإضافة إلي هذا ، ذهب بعضهم إلي التصريح برغبته في الإنجاب من شريكه ، كأنه يرغب بالفعل في إعادة انتاج مفهوم جديد لخصائص الرجل ، إنه مصمم الأزياء “توم فورد” ، ويبدو أنه حين أدرك صعوبة أن يحالفه الحظ في أن يكون له طفل من شريكه “ريتشارد باكلي” لم ير في ذلك مبرراً للإذعان لفشله ، وفاجأ الجميع بانحدار منقطع النظير ، إذ أعلن بالفعل أنه رزق من شريكه بطفل أسماه “الكسندر جون باكلي فورد” ، لا تذهب بك الظنون بعيداً ، فهو طفل بالتبني ، هوية الأم التي حملته في رحمها مجهولة !!
لهذا ، ربما كان مصمم الأزياء الذي ابتكر موضة “الشوال” الشهيرة يفكر بنفس الطريقة ، وتجتاح أعماقه نفس الرغبة في الحمل والإنجاب ، ربما !!
وإذا كان الأمر هكذا ، أجدني أتسائل ما هي الرغبة التي كانت تجتاح خاطر مصمم الأزياء الذي ابتكر في أربعينيات القرن الماضي موضة “عضة الأفندي” ، ذلك الثوب العادي جداً ولا يميزه إلا دائرة علي كل كتف تتسع بالكاد ليعض منها “الأفندي” ما تكشف من كتف امرأته ، وهو يمسك بالمنشة ويرتدي البياضات للحفاظ علي جلابيته !!
لكل مهنة أمراض خاصة ، والمثلية الجنسية أشهر أمراض إبداع الموضة ، حقيقة لا تحتاج إلي الوقائعية للحكم علي سلامتها ، هذا دفع حقل هذه الصناعة كله حول العالم إلي التماهي مع هذا المرض ..
ولا شك أن أرباب صناعة الموضة علي الدوام رجال وسيدات آفاق وأعماق وقراءة لرغبات الآخرين واستشراف لمحرضات سيولة كل لعاب علي حدة ، لذلك كانوا ، وما زالوا ، يحرزون علي الدوام ثروات سهلة ، ويباشر الحاذقون في صيد النقود منهم أحياناً تربية ثروات تجعلهم علي لائحة أثرياء العالم ، هذا في العالم المتقدم ، إنما في العالم الثالث ، خاصة في الوطن الصغير كحبة خردل ، والممتد مع ذلك من المحيط إلي الخليج ، والمأهول بكائنات كالبشر ، شديدة الولاء للماضي ، اتخذ الأمر شكلاً آخر ، إذ ارتدَّت هذه الصناعة إلي أقدم صناعة عرفها الإنسان ، وهي الدعارة ، لكنها الدعارة المقننة ، وأصبح رعاة الموضة ، خاصة في لبنان ، قوادين قانونيين ،،
حدث هذا التطور كرد فعل طبيعي لاختلال الموازين واهتزاز القناعات في الوقت نفسه ، حيث أصبح عبيد الماضي فجأة سادة الوقت الراهن ، وأصبح سادة الماضي الذين أنهكتهم الحاجة يحتالون للسطو علي ما يستطيعون من مال عبيدهم الأقدمين !!
للطبيعة أخطائها أيضاً ..
الرغبات دروب ، والجنس هو الرغبة الكبري ، وهو أقصر الدروب لإرضاء قلب العربيِّ بحكم شهرته في اختصار سر وجوده في الطعام والجنس لا غير ، ونظرة الوطن من المحيط إلي الخليج إلي المرأة التي تمارس الدعارة نظرة عصبية ، والقانون في الجوار ، كل هذا ألهم البعض فكرة إنشاء واجهات لبيوت دعارة ، هي في النور وكالات للأزياء ، وحين ينسحب النور إلي ركنه ، نعثر في الظل علي سوق للحوم الأنثوية المختلفة الألوان ، والمختلفة ألوان العطور ، واللحوم الذكورية أيضاً ، وهي لحوم مكشوفة علي الدوام لمتعة شيوخ الخليج ، أجساد عارية بمختلف اللهجات تحت الطلب ، طائرة تهبط بجسد أنثوي تلتصق به لا تزال رائحة العرق البدويِّ النكهة ، وطائرة تقلع في الطريق إلي ليلة من العرق البدويِّ النكهة ، وكما يحدث في بيوت الدعارة فنسبة القواد الذي هو مالك الوكالة معروفة ، ومعروفة نسبة الجسد ،،
لذلك فإن رجال وسيدات وكالات الأزياء في الوطن ، لا أقول العربيَّ فهذا خطأ شائع ، قوادون آخر موضة ..
محمد رفعت الدومي