مرسلة من صديقة نورت ام ريان
صبر آدم على مفارقة الوطن الأول من الجنة، وصبر نوح على فقد الولد، وصبر إبراهيم على مقام ذبح الابن، وصبر يعقوب على فراق يوسف، وصبر موسى على أذى الطاغية، وصبر داود على مـــــرارة الندم، وصبر سليمان على فتــنة الدنيا، وصبر عيسى على ألم الفقر، وأما رسولنا صلى الله عليه وســــلم فصبر عليها كلها، وعاشـــــها كلها، وذاقها كلــها، ففــــاز بالمقامات كلها، صبر على فــــراق الوطن، ومراتع الفتوة، وملاعب الصـــبا، وربــــوع الشـباب، فترك الأهل والعشـــــيرة، والدار والمال، وصـــبر على فقد الولد، فسالت أرواح أبنائه بين يديه، وقعقعت أنفسهم أمام ناظريه.
وصبر على ألم الأذى فأوذي في المنهج والوطن، والسمعة والخُلُق، والرسالة والزوجة.
وصبر على شماتة العدو، وتنكر الصديق، وعقوق القريب، ونيل الحـــــاسد، وتشفي الحاقد، وتألب الخصــوم، وتكالُبِ الأحزاب، وتكاثر المنــاوئين، وصولة الباطل، وقلة الناصر، وصبر على شظف العيــــش، وجفـــاف الفقر، ومضض الحاجة، وقــلة ذات اليد، وجـــدب النفـــقة، وعوز المعيشة، وحـــرارة الجــــــوع، ومرارة الفاقة.
وصبر على غلبة الخصم، وقتل القريب، وأسر الحبيب، وتشريد الأصحاب، والتنكيل بالأتباع، والجراح في البدن، وفزع التهديد والوعيد، وقعقــــعة الغارات، وأهوال الغزوات.
وصبر على بطر الأغنياء، وزهو الكبراء، وشراسة الأدعياء، وجلافة الأعراب، وصلف الجهلة، وسوء أدب الجفاة.
وصبر على خيانات اليهود، ومراوغة المنافقين، ومجابهة المشركين، وبطء استجابة المدعوّين.
صبر وهو يرى الكنوز تفرّغ في أوعية الناس فلم يأخذ منها درهماً واحداً.
وصبر وهو يشاهد القناطير المقنطرة من الذهب والفضة يتقـــاسمها النــاس ولم يحمل منها قطميراً.
ثم صبر على فرح الفتح، وسرور الانتصار، وجلبة إقبال الدنيا، وإذعان الملوك، واستسلام الجبابرة، ودخول الناس في دين الله أفواجاً.
صبر وهو يحوز قطعان الإبل والبقر والغنم كالآكام، ثم يوزعها على مسلمة الفتح، ولم يظفر بجمل أو بقرة أو شاة وصبر على سكنى بيت الطين، وعلى أكل الشعير، وعلى افتراش الحصير، وعلى ركوب الحمار، وعلى لباس الصوف.
الأب مات ولم يره، والأم توفيت ولم تتم رضاعه، والجد فــــارق الدنيا ولم يحطه برعاية، والعـــم ذهب وقت النضال، وخديجة ودّعت يوم الحزن، والابن ســــالت روحه يـــــوم تمام الحــــب، وعائشـــة تُرمى ساعة كمال الأنس، وحمزة يُقتل زمن المصاولة.
أنِسَ بالمدينة فنغَّص عليه المنافقون أُنسَه، استبشر بالنصر في بدر فأسرعت إليه غصة الألم في أُحد، أزهر وجهه كالقمر ليلة البدر فشجَّ بالسِّهام. وتلألأت أسنانه كالبرد فكسرت ثنيتُه في المعركة، سبقت ناقته الإبل فسبقها أعرابي على قعود، ليبقى أجره في الآخرة موفوراً، وسعيُه عند ربِّه مشكوراً. وليلقى ربَّه مسروراً، ليجتمع له الثواب كله، أوَّله وآخِرُه، قديمه وحديثه، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
واستحق ذلك لأنه صبر فله الزلفى، وتمــــام الرفعة، والوسيلة، والفضـــيلة. والمنــــازل الجلــيلة، لأنه صبر.
وله المقام المحمود، والحوض المورود، واللواء المعقود، لأنه صبر. وله الشفاعة، والخطاب، والقرب، والحظوة، لأنه صبر.
كذبوه،شـــــتموه، سبوه، آذوه، فنـزل ( اصبر على ما يقولون ).
حاربوه، نازلوه، طاردوه، قاتلوه، فنـزل ( واصبر وما صبرك إلا بالله ).
هجــروه، وأعرضوا عنه، وصدُّوا عن سبيله، ووقفوا في طريقه، فنـزل ( فاصبر صبراً جميلاً ).
طال عليه المدى، ترقّب النصر، كثر العدو، تزاحمت النكبات، فنـزل ( فاصبر كما صبر أُولُوا العزم من الرسل ).
فصبر صبراً جميلاً في كل مقامات العبودية، صبر في رضاه وغضبه، وسلمه وحربه، وغناه وفقره، فصار إمام الصابرين، وقدوة الشاكرين.
اللهم ثبِّتنا على سنته، ووفقنا لسيرته، وانصر بنا دعوته
للدكتور \عايض القرني
دائما تقدمين لنا المتميز والمفيد
شكرا لك ام ريان وبارك الله
فيكى وفى ريان .
ماشاء الله بارك الله فيك أم ريان وجعلها في ميزان حسناتك
ليتنا نتعلم الصبر من حبيبنا محمد عليه السلام
اللهم ثبِّتنا على سنته، ووفقنا لسيرته، وانصر بنا دعوته .
فعلا مواضيعك دائما مميزة اختي ام ريان جزاك الله عنا خيرا .
شكرا لكي .
الف رحمة على والديك على هذه العبارات الجميلة
سلام
ياحبيبي يارسول الله، لأجل ذلك كله وغيره كثير استحق أن يكون خير خلق الله. لذلك قال علي – رضي الله عنه – : كل مطيع يكال له كيلا ويوزن له وزنا إلا الصابرون ، فإنه يحثى لهم حثيا .
مجرد تنبيه:ماتت أم الرسول،ص،وهو ابن ست سنين وليس زمن رضاعته
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد.شكرا أم ريان
انا اعرف ان اكثر الانبياء صبرا ٠هو النبي ايوب مع محبتي وتقديري لرسول الله ا
لاالله الا الله محمد رسول الله مشكورة على الموضوع ام ريان
m7ammad manou nbi
b7era alraheb 3mlou nbi
mafi shehoud 3la jbril kan ykllm m7mad
kan ysbi w yghzi w ynhb
ftou7at=ghzwat=sr8at
tzwaj ktir manou mn rou7 allah
lat7kou
almsi7 a6har wanbl mn ja2 3la alard
7ram ttb3ou 7da gher rou7 allah al8ddous
mama mya
ادا بتريدي ما فيه داعي للدخول في حوار الو اول ما لو أخر بليز خلي الفتنة نايمة وما تعمليلنا فيها فهمانة
akid ya ma mia manak masse7i law kounet masse7i ma bet2oul inou almasse7 nabi , akeed inta majoud bass la ta3moul fetan , we ta2fiye , arjou ma 7ada yeroud 3alieh aw yesse2 llmase7 aw llmase7ien ,,shoukran
سلام عليكم
يا مونيا مسّاك الله بأنوار المصطفى المختار رسول الله محمد الرسول العربي عليه أفضل الصلاة والسلام
الحمد لله يارب أن جعلتني مسلمة، ومن كمال إيماني أن أومن بجميع الأنبياء والمرسلين كما أومن بمحمد صلى الله عليه وسلم..وأي محاولة مني للإنتقاص من قيمة أي نبي هي في الواقع إساءة لنفسي بالدرجة الأولى..فالمسيح لنا ومحمد لنا ولن نهبط إلى مستوى الإساءة لأي دين مهما حاول البعض استفزازنا
تسلمي يا سعاد يا غالية ومسائك فل ورياحين اشلونج وشو اخبارك اني بحاول انش الدباب طول النهار
الله يسعد عينك ما أحلاها
الله معانا بإذن واحد أحد
شوفتي مشاركة مأمون؟
“هكذا كانوا ….”
الله يخليكوا يا رب وتبقوا ناصرين دين الحق برقي حواركم
اللهم صلي وسلم و بارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شكراً أم ريان والله يبارك فيكي
بارك الله فيك اختنا ام ريان،
اللهم ثبِّتنا على سنته، ووفقنا لسيرته، وانصر بنا دعوته .
copy-Ahmad,
Thanks om rayan…
د.عايــــــض القــــــــرني .. دائمـــا مبـــدع
شكرا على النقــــــــــل ياام ريان
اللهم ثبِّتنا على سنته، ووفقنا لسيرته، وانصر بنا دعوته تسلمي ام ريان جزاكي اللع فينا خيرا
llahomma salli 3ala mohamma wa3ala alehe wa sahbehe barakalah fek ya aom rayan yamaghrebia ya asela
allahoma sali wa salim 3ala syidi mohamed alfa taslim ya habibi ya rasolaallah ,chokran omo rayan o allah ikhali lik rayan o ikabrolik fi hdanak o tchofih 3ris nchaallah o sbahkom mabrok likol almochariki bilkhosos alamaghariba hafsa hasana o yousef …
And sayedna ayob
Allahom Sali w Salem 3la Syedna Mohamed w 3la Ali sayedna Mohamed w Sa7behi Ajma3in
اللهم لك الحمد‘ بما أنت أهله.
فصل على محمد بما أنت أهله.
وافعل بنا ما أنت أهله.
فإنك أنت أهل التقى وأهل المغفرة.
اللهم صل علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . صلاة تنحل بها العقد وتنفرج بها الكرب وتقضي بها الحوائج .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
صلاة تليق بمكانته عندك .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل على سيدنا محمد في الآخرين وصل على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بأفضل ما تحب وأكمل ما تريد .
اللهم لك الحمد كما تحب أن تحمد .
فصلّ على سيدنا محمد كما تحب أن يصلى عليه.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يارب العالمين .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك بعددما ذكره الذاكرون وغفلَ عن ذكره الغافلون .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاه تصله وتوصلنا به.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاه تفتح‘ بيننا وبينه فتحاً مبيناً.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بعدد حسنات سيدنا محمد .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة تصرف بها عنا السوء وسوء الفحشاء والمنكر .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة تجمعنا معه في كل وقت وحين.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة ترزقنا بها شفاعته وزيارته واتباعَ سنته آمين.
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تكون لكَ رضاء ولحقه أداء .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم ، من الأزلِ إلى الأبدِ على ما تعلقَ بهِ علم‘ اللهِ عز وجل .
بورك فيكي اختي ام ريان وجعلك الله ممن يحبهم ويحبونه
بس نسيتي نبي الله ايوب عليه السلام هو كمان صبر على المرض والفقر وموت أبنائه
صلوات الله وسلامه على جميع أنبيائه
اللهم ثبِّتنا على سنته، ووفقنا لسيرته، وانصر بنا دعوته تسلمي ام ريان جزاكي الله فينا خيرا مافصرتي .
صلى الله عليه وسلم
بوركت يا ام ريان
اللهم صلي وبارك على حبيبنا وسيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم.
بارك الله بك يا أم ريان, إستمري…
كيفك عربي؟
صلى الله على محمد…صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من تبعهم باحسان إلى يوم الدين..
اللهم ارزقنا صبره و خلقه و اتباع سنته..والتمعن في سيرته العطرة
صلى الله على محمد..صلى الله عليه و سلم
بارك الله فيك أم ريان..وصباحك مبروك العربي إن كنت موجودا
صباحك مبروك يا سمية…
صباح الخير و الربح جنتل..كيفك؟
الحمد لله يا سمية, بارك الله فيكِ.
الله يبارك فيك اختي سميه ما يجي منك الا كل خير رحم الله من ربي ، وكيف صحتك ان شالله بخير .
جنتل كيفك اسلم عليك بصفحه وترد بصفحه ثانيه أشوفك الليله أونلاين ان شالله .
سهران اتطمن عليك يا عربي, قلت ممكن اخوي العربي يحتاجني بشي…
الله يرحم والدينا و والديك …الله يعز وجهك خويا العربي و يبارك فيك و ينجيك..أنا بخير الآن و الحمد لله لكن اراجع الطبيب من حين لآخر..الحمد لله على كل حال.
mama mya rohi tmouti khir lek yakhi hathala yakhi
اللهم صلي وسلم وبارك على سيد الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه اجمعين،واجمعنا بهم يا رب العالمين
شكرا ام ريان
اللهم ثبِّتنا على سنته، ووفقنا لسيرته، وانصر بنا دعوته
اللهم آمين ,,,مشكورة ام ريان
وسلام مربع لكل من مرى من هنا وخص نص العزيزة سميه ..
صلى الله على محمد…صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من تبعهم باحسان إلى يوم الدين..
اللهم ارزقنا صبره و خلقه و اتباع سنته..والتمعن في سيرته العطرة
صلى الله على محمد..صلى الله عليه و سلم
copy
اقصد مشكورة يا ام ريان وجزاكى الله كل خير
شكرا لك ام ريان وبارك الله فيك
لاتعليق ………
تجنبا للمشاكل ..
اللهم آمين اختي ام ريان
اللهم صلي و سلم على النبي المصطفى سيدنا محمد و على آله و صحبه اجمعين
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد أشرف خلق الله
//
لكن ما ظننتك تنسى سيدنا ايوب عليه السلام اذ ان الصبر دايما مقترن باسمه
أيوب عليه السلام ..
نبى من أنبياء الله العظام الذين جاء ذكرهم فى القرآن الكريم .. يعرفه العام والخاص ، فحين يضربون مثلا للصبر يقولون ” صبر أيوب ”
فيا تُرى ما قصةُ أيوب عليه السلام ..
أيوب عليه السلام من ذرية يوسف عليه السلام ، تزوج سيدة عفيفة.
وأيوب عليه السلام وزوجته الكريمة يعيشان فى منطقة ” حوران ”
وقد أنعم الله على أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فرزقه بنينًا وبنات، ورزقه أراضى كثيرة يزرعها فيخرج منها أطيب الثمار …. كما رزقه قطعان الماشية بأنواعها المختلفة .. آلاف من رءوس الأبقار ، آلاف رءوس من الأغنام ، آلاف من رءوس الماعز وأخرى من الجمال .
وفوق ذلك كله أعلى الله مكانته واختاره للنبوة .
وكان أيوب عليه السلام ملاذًا وملجئًا للناس جميعًا وبيته قبلة للفقراء لما علموا عنه أنه يجود بما لديه ولا يمنعهم من ماله شيئًا .
و لا يطيق أن يرى فقيرًا بائسًا، و بلغ من كرمه عليه السلام أنه لم يتناول طعامًا حتى يكون لديه ضيفًا فقيرًا .
هكذا عاش أيوب عليه السلام ..
يتفقد العمل في الحقول والمزارع ، ويباشر على الغلمان والعبيد والعمال ، وزوجته تطحن وبناته يشاركن الأم ..
وأبناء أيوب عليه السلاميحملون الطعام ويبحثون عن الفقراء والمحتاجين من أهل القرية ، والخدم والعمال يعملون في المزارع والأراضى والحقول .
و أيوب عليه السلام يشكر الله .. ويدعو الناس إلى كل خير وينهاهم عن كل شر .
أحب الناسُ أيوب عليه السلام .. لأنه مؤمن بالله يشكر الله على نعمه .. ويساعد الناس جميعاً .. ولم يتكبر بما لديه ، من مزارع وحقول وماشية وأولاد ..
كان يمكنه أن يعيش في راحة ، ولكنه كان يعمل بيده ، وزوجته هي الأخرى كانت تعمل فى بيتها ….
(2)
راح الشيطان يوسوس للناس يقول لهم: إن أيوب يعبد الله لأنه أعطاه هذا الخير العميم والفضل الكثير من البنين والبنات والأموال من قطعان الماشية والأراضى الخصبة .. فأيوب يعبد الله لذلك وخوفا على أمواله . ولو كان فقيرًا ما عبد الله ولا سجد له …
ووجد الشيطان من يسمع له ويصغى لما يقول من وساوس .. فتغيرّت نظرتهم إلى أيوب عليه السلام وأصبحوا يقولون :
” إن أيوب لو تعرض لأدنى مصيبة لترك ما هو فيه من الطاعة والإنفاق فى سبيل الله .. ألا ترون كثرة أولاده وكثرة أمواله وكثرة أراضيه المثمرة ، فلو نزع الله منه هذه الأشياء لترك عبادة الله بل سينسى الله ..
ورويدًا رويدًا ..
تحول أهل حوران إلى ناقمين على أيوب عليه السلام بعدما كانوا يحبونه حبا جما .. وأصبحوا يرون أيوب عليه السلام من بعيد فيتحدثون عنه بصورة مؤذية .
(3)
بدأت المحنة والابتلاء من الله تعالى . .
فبينما كان كل شيء يمضي هادئاً . . فأيوب عليه السلام حامدًا شاكرًا ساجدًا لله تعالى على نعمه الكثيرة .. وأولاده ينعمون ويشكرون الله .. والعمال والعبيد يعملون في الأراضي والمزارع ..
زوجة أيوب عليه السلام كانت تطحن في الرحى . .
وبينما الجميع فى عافية من أمره مغتبطًا مسرورًا ، إذ وقعت الابتلاءات والمحن ..
فجاء أحد العمال يجرى ويصيح :
ـ يا سيدى .. يا نبى الله ؟!!
ـ ماذا حصل ؟! تكلم .
ـ لقد قتلوهم . . قتلوا جميع رفاقي . . الرعاة والفلاحين . . جميعهم قتلوا جرت دماؤهم فوق الأرض . . .
ـ كيف حدث ذلك ؟!
ـ هاجمنا اللصوص . . وقتلوا من قتلوا وأخذوا ما معنا من ماشية .
أيوب عليه السلام أخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون . . .
إن الله سبحانه شاء أن يمتحن أيوب .. وأراد أن يبين للناس أن أيوب عليه السلام رجلاً صابرًا محتسبًا ولا يعبده لأنه فى غنى وعافية.
في اليوم التالي نزلت الصواعق من السماء على أحد الحقول التابعة لما يملكه أيوب عليه السلام .. وجاء أحد الفلاحين .. كانت ثيابه محترقة وحاله يُرثى له ..
هتف أيوب عليه السلام :
ـ ماذا حصل ؟!
ـ النار ! يا نبي الله النار !!
ـ ماذا حدث ؟
ـ احترق كل شيء . . لقد نزل البلاء . . الصواعق أحرقت الحقول والمزارع . . أصبحت أرضنا رمادًا يا نبي الله . . كل رفاقي ماتوا احترقوا .
قالت زوجة أيوب عليه السلام :
ـ ما هذه المصائب المتتالية ؟!
ـ اصبري يا امرأة . . هذه مشيئة الله .
ـ مشيئة الله !!
أجل .. لقد حان وقت الامتحان .. ما من نبي إلاّ وامتحن الله قلبه.
نظر أيوب عليه السلام إلى السماء وقال بضراعة :
ـ الهي امنحني الصبر …
في ذلك اليوم أمر أيوب عليه السلام الخدم والعبيد بمغادرة منزله .. والرجوع إلى أهاليهم والبحث عن عمل آخر .
وفى اليوم التالى .. حدثت مصيبة تتكسر أمامها قلوب الرجال ..
لقد مات جميع أولاده البنين والبنات ، حيث اجتمعوا فى دار لهم لتناول الطعام فسقطت عليهم الدار فماتوا جميعا .
وازدادت محنة أيوب عليه السلام أكثر وأكثر ..
فلقد اُبتلى فى صحته ….
وانتشرت الدمامل فى جسمه ..
وتحول من الرجل الحسن الصورة والهيئة إلى رجل يفر منه الجميع .
ولم يبق معه سوى زوجته الطيّبة ..
أصبح منزله خالياً لا مال له ، لا ولد ، ولا صحة ..
عَلَّمَ أيوبُ عليه السلام زوجته أن هذه مشيئة الله ، وعلينا أن نسلّم لأمره …
حاول الشيطان اللعين أن ينال من قلب أيوب عليه السلام ، فأخذ يوسوس إليه من كل جانب قائلا : ماذا فعلت يا أيوب حتى يموت أولادك وتصاب فى أموالك ، ثم تصاب فى صحتك .
فاستعاذ أيوب عليه السلام بالله من الشيطان الرجيم .. وتفل على الشيطان الرجيم ففر من أمامه . وكذلك فعلت زوجته وطردت وساوس الشيطان .
وكان أيوب عليه السلام لا يزداد مع زيادة البلاء إلا صبرًا وطمأنينة .
(4)
ويأس الشيطان من أيوب وزوجته الصابرين المحتسبين .
فاتجه إلى أهل حوران ينفث فيهم الوساوس حتى جعلهم يعتقدون أن أيوب عليه السلام أذنب ذنباً كبيراً فحلّت به اللعنة ..
ونسج الناسُ الحكايات والقصص حول أيوب عليه السلام .. وتطور الأمرُ أكثر حتى ظنوا أن في بقائه خطرًا عليهم . .
وعقدوا العزم أن يخرجوا أيوبَ من أرضهم ..
وجاءوا إلى منزله .. لم يكن في منزله أحد سوى زوجته قائلين :
نحن نظنّ أن اللعنة قد حلّت بك ونخاف أن تعمّ القرية كلها .. فاخرج من قريتنا واذهب بعيداً عنا نحن لا نريدك أن تبقى بيننا .
غضبت زوجته من هذا الكلام قالت : نحن نعيش في منزلنا ولا يحق لكم أن تؤذوا نبي الله فى بيته وفى عقر داره ..
فردُّوا عليها بوقاحة : إذا لم تخرجا فسنخرجكما بالقوّة ..
لقد حلّت بكما اللعنة وستعمّ القرية كلها بسببكما ..
حاول أيوب عليه السلام أن يُفْهِمَ أهل القرية أن هذا امتحان وابتلاء من الله ، وأن الله يبتلى الأنبياء ابتلاءات شديدة حتى يكونوا مثلا ونموذجًا لتعليم الناس .
قالوا له : ولكنك عصيت الله وهو الذي غضب عليك .
قالت زوجته : انتم تظلمون نبيكم ..
هل نسيتم إحسانه إليكم هل نسيتم يا أهل حوران الكساء والطعام الذي كان يأتيكم من منزل أيوب ؟!
قال أيوب عليه السلام : يا رب إذا كانت هذه مشيئتك فسأخرج من القرية وأسكن في الصحراء . . يا رب سامح هؤلاء على جهلهم … لو كانوا يعرفون الحق ما فعلوا ذلك بنبيهم ….
هكذا وصلت محنةُ أيوب عليه السلام، حيث جاء أهلُ حوران وأخرجوه من منزله .
كانوا يظنّون أن اللعنة قد حلّت به ، فخافوا أن تشملهم أيضاً .. نسوا كل إحسان أيوب وطيبته ورحمته بالفقراء والمساكين !
لقد سوّل الشيطانُ لهم ذلك فاتّبعوه وتركوا أيوب يعاني آلام الوحدة والضعف والمرض .. لم يبق معه سوى زوجته الوفية .. وحدها كانت تؤمن بأن أيوب في محنة تشبه محنة الأنبياء وعليها أن تقف إلى جانبه ولا تتركه وحيداً .
(5)
ضاقت الأحوالُ فمات الولدُ وجفَّ الخيرُ وتصالحت الأمراض والبلايا على جسمه ، فقعد لا يستطيع أن يكسب قوت يومه .
وخرجت زوجته تعمل في بيوت حوران، تخدم وتكدح في المنازل لقاء قوت يومهما ..
وكانت زوجة أيوب عليه السلام تستمدّ صبرها من صبر زوجها وتحمّله . وقد أعدت لأيوب عليه السلام عريشًا فى الصحراء يجلس فيه وكانت تخاف عليه من الوحوش وال*****ات الضالة، لكن لا حيلة لهما غير ذلك .
وظل الحال على ذلك أعواما عديدة وهما صابرين محتسبين .
وفى يوم من الأيام ..
وبينما كانت الزوجة الصالحة خارج البيت ..
مرّ رجلان من أهل حوران – وكانا صديقين له قبل ذلك – توقفا عند أيوب عليه السلام ونظرا إليه، فرأوه على حالته السيئة من المرض والفقر والوحدة ..
فقال أحدهما : أأنت أيوب ! سيد الأرض
– ماذا أذنبت لكي يفعل الله بك هذا ؟!
وقال الآخر : انك فعلت شيئاً كبيراً تستره عنا ، فعاقبك الله عليه .
تألّم أيوب عليه السلام . إن الكثير يتهمونه بما هو برئ منه .
قال أيوب عليه السلام بحزن : وعزّة ربي إنّه ليعلم ببراءتى من هذا.
تعجّب الرجلان من صبر أيوب عليه السلام ، وانصرفا عنهفي طريقهما وهما يفكّران في كلمات أيوب عليه السلام !
أما زوجته الصالحة فقد بحثت عمّن يستخدمها في العمل ، ولكن الأبواب قد أُغلقت في وجهها . . ومع ذلك لم تمدّ يدها لأحد .
وتحت ضغط الحاجة والفقر ، اضطرت أن تقص ضفيرتيها لتبيعهما مقابل رغيفين من الخبز .
ثم عادت إلى زوجها وقدّمت له رغيف الخبز عندما رأى أيوب عليه السلام ما فعلت زوجته بنفسها شعر بالغضب .
حلف أيوب عليه السلام أن يضربها على ذلك مائة ضربة، ولم يأكل رغيفه كان غاضباً من تصرّفها ، ما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك .
(6)
ورغم أن زوجة أيوب عليه السلام طلبت منه كثيرا أن يدعوا الله لكى يزيح عنه هذا البلاء الذى استمر هذه السنوات العديدة فكان يرفض أن يشكو الله تعالى .
وتحمل المرض والبلايا .. وتحمل اتهامات الناس .
لكن بيع زوجته لضفيرتيها هزه من الداخل
فنظر إلى السماء وقال :
يا رب إنّي مسّني الشيطان بنصبٍ وعذاب.
يا رب بيدك الخير كله والفضل كله وإليك يرجع الأمر كله ..
ولكن رحمتك سبقت كل شئ ..
فلا أشقى وأنا عبدك الضعيف بين يدك ..
يا رب .. مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ..
وهنا …. أضاء المكان بنور شفاف جميل وامتلأ الفضاء برائحة طيّبة، ورأى أيوب ملاكاً يهبط من السماء يسلم عليه ويقول :
نعم العبد أنت يا أيوب إن الله يقرئك السلام ويقول : لقد أُجيب دعوتك وأن الله يعطيك أجر الصابرين..
اضرب برجلك الأرض يا أيوب ! واغتسل في النبع البارد واشرب منه تبرأ بإذن الله .
غاب الملاك ، وشعر أيوب بالنور يضيء في قلبه فضرب بقدمه الأرض، فانبثق نبع بارد عذب المذاق …. ارتوى أيوب عليه السلام من الماء الطاهر وتدفقت دماء العافية في وجهه ، وغادره الضعف تماماً.
و بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا خر عليه رِجْلُ جَرَادٍ من ذهب فجعل يحثي في ثوبه . فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك ..
خلع أيوبُ عليه السلام ثوب المرض والضعف وارتدى ثياباً تليق به ، يملؤها العافية والسؤدد .
وشيئاً فشيئاً .. ازدهرت الأرض من حوله وأينعت .
عادت الصحة والعافية .. عاد المال .. ودبت الحياة من جديد.
عادت الزوجة تبحث عن زوجها فلم تجده ووجدت رجلاً يفيض وجهه نعمة وصحته وعافية . فقالت له باستعطاف :
ـ ألم ترَ أيوب . . أيوب نبي الله ؟!
ـ أنا أيوب .
ـ أنت ؟! إن زوجي شيخ ضعيف .. ومريض أيضاً !
ـ المرض من الله والصحة أيضاً .. وهو سبحانه بيده كل شيء .
ـ نعم .. لقد شاء الله أن يمنّ عليّ بالعافية وأن تنتهي محنتنا ! وأمرها أن تغتسل فى النبع ، لكى يعود إليها نضارتها وشبابها .
فاغتسلت في مياه النبع فألبسها الله ثوب الشباب والعافية .
ورزقهما الله بنينا وبنات من جديد ..
ووفاء بنذر أيوب عليه السلام أن يضرب زوجته مائة ضربة أمره الله تعالى أن يأخذ ضغثا وهو ملء اليد من حشيش البهائم ، ثم يضربها به فيوفى يمينه و لا يؤلمها ، لأنها امرأة صالحة لا تستحق إلا الخير.
وكان أيوب عليه السلام واحدًا من عباد الله الشاكرين فى الرخاء، الصابرين فى البلاء ، الأوَّابين إلى الله تعالى فى كل حال .
وعَرِفَ الناسُ جميعًا قصةَ أيوب عليه السلام وأيقنوا أن المرض والصحة من الله وأن الفقر والثراء من الله ..
وسجل الله قصته فى القرآن الكريم فقال تعالى :
) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ( سورة الأنبياء الآية : 83 و 84
وقال تعالى :
)وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ( سورة ص الآية : 41 ـ 44
عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ .. إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ …
لله درّك يا ام ريّان .. أدمعتِ عيوننا …
بأبي أنت وأمي يا رسول الله كم عانيت وكم صبرت لتوصل رسالتك الخالدة إلى الإنسانية .. وليأتينا الإسلام على طبق من ذهب ،، بعد مُعاناتك ومُعاناة أصحابك رضوان الله عليهم ..فلا خير فينا إن لم نعض على هديك وسنّتك بالنواجذ ..
ولا ننسى صبر الرسل من قبلك .. والله تعالى يقول مخاطباً رسوله “” فاصبر كما صبر أولوا العزمِ من الرُسل “”
وأولوا العزم خمسة . هم “” نوح عليه السلام ، ابراهيم عليه السلام ، موسى عليه السلام ، عيسى عليه السلام ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم “” ..
فهذا خُلق الأنبياء .. الصبر على الأذى .. والرحمة بين الناس ،، والدعوة إلى الله وإخراج الناس من الظُلمات إلى النور ..
بارك الله بكِ أم ريان ونوّر لكِ طريقك ..
عليه الف الصلاة والسلام…..وعلى انبياء الله اجمعين…!
يعطيكي الف عافية يا ام ريان…!
هع