مواقف نيّرة من السيرة العطرة …2

مرسلة من صديق نورت مأمون

بسم الله الرحمن الرحيم ..
اليوم موقف آخر من مواقف معلم البشرية الخير صلى الله عليه وسلم .. وكما قلت في الموقف الأول .. هذه المواقف ليست للقراءة والاطلاع فقط .. وانما للتطبيق ..
روى أبو أمامة بسند صحيح أن إن فتى شابا اتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! ائذن لي بالزنى . فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا مه مه ! فقال : ادنه . فدنا منه قريبا . قال : فجلس . قال أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال أتحبه لأختك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال أتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال أتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم ! اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء .

نحن أمام موقف من أروع المواقف في التربية .. نحن أمام شاب قد اضطرمت الغريزة في نفسه .. حتى أنه قد خلع الحياء وجاء ليستأذن رسول الله في الزنا .. وعلى مرأى ومسمع من أصحاب رسول الله .. الذين ما تحملوا أن يطلب أحد ما من رسول الله مثل هذا الطلب .. فثاروا على الفتى .. ولكن ماذا فعل رسول الله معه ؟ هل عنّفه ؟ هل جلده ؟ هل وبخه ؟ هل طرده؟ هل سجنه ؟ لم يفعل أياً من ذلك .. بل أدناه منه .. وبدأ يخاطب الفطرة في ذلك الشاب .. هل ترضاه لأمك .. لابنتك … لأختك …… فكل أنثى هي ام او أخت او بنت أو عمة او خاله ..
ورسول الله لمس جانباً ايجابياُ في ذلك الشاب على الرغم من طلبه المستهجن ..
فلو أن هذا الشاب كان فاسقاً وعاصياُ لما أحتاج أن يستأذن ولأقدم على فعلته دون أن يستأذن من رسول الله ..
ما نستخلصه من هذا الموقف .. أن نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف نستوعب من امامنا مهما كان كلامه مستهجناً وغريباً .. فأحدنا لو طلب منه ابنه أو ابنته طلباً أقل من طلب هذا الشاب بكثير ولكنه لا يرضيه .. لكان اول ما يفعله هو ” كف متل طباق الجمر ” يرندح على خد الولد ..
فلنتعلم من رسول الله كيف نحاور .. وكيف نُقنع .. وكيف نتعامل مع الناس بعقل وحكمة ..
صلوا على معلم البشرية الخير .. صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
ولكم مني كل الود والورد