داخل متحف الفنانين بالمركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية برئاسة الفنان القدير ياسر صادق، الكثير والكثير من الصور النادرة والأصلية لكبارالنجوم والروّاد في المسرح والموسيقي
وكان من ضمن تلك الصور صورتان نادرتان للفنان جورج أبيض أول نقيب للفنانين في مصر وزوجته الفنانة دولت أبيض التي اعتنقت الإسلام عام 1953 بعد الاستماع للآذان والقرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت.
أول نقيب للممثلين في مصر
جورج أبيض (5 مايو 1880 – 12 فبراير 1959)، هو ممثل لبناني. مثل في المسرح والسينما وقدم أول فيلم غنائي مصري وكان أول نقيب للممثلين في مصر، ودرس في «معهد الفنون المسرحية».
ولد في بيروت بلبنان ثم هاجر إلى مصر عندما كان عمره 18 عاما وكان مفلسا ولا يحمل من الشهادات سوى دبلوما في التلغراف وذلك ما أهله للعمل بعد عام بسكك حديد الإسكندرية. في عام 1904 شاهده الخديوي عباس في مسرحية سياسية مترجمة تحت عنوان «برج نيل» فأعجب به وأرسله إلى باريس لدراسة الفن.
وعاد لمصر عام 1910 ومعه فرقة فرنسية تحمل اسمه وبدأ بعرض مسرحيات باللغة الفرنسية. قدمت فرقته أكثر من 130 مسرحية مترجمة ومؤلفة طوال عشرين عامًا. كان من روّاد السينما حيث قدم أول فيلم غنائي مصري وهو فيلم أنشودة الفؤاد عام 1932. في العام 1943 انتخب ليكون أول نقيب لنقابة للممثلين في مصر وحين افتتح معهد الفنون المسرحية ظل يدرّس به حتى توفي.
من هي دولت أبيض؟
أما زوجته دولت أبيض فهي من مواليد مدينة أسيوط، وتزوجت من جورج أبيض في عام 1923 وحملت اسمه أما من اكتشفها في التمثيل فهو الفنان عزيز عيد عام 1917 وذلك في إحدى الحفلات، وعرض عليها التمثيل في فرقته، ثم انتقلت إلى فرقة نجيب الريحاني، ثم انتقلت عام 1918 إلى فرقة زوجها.
وكان أول دور تمثله بفرقة زوجها جوكاستا بمسرحية “أوديب الملك”، ومنذ ذلك تخصصت في أدوار الملكات والشخصيات العظيمة، سافرت إلى سوريا مع فرقة أمين عطا الله عام 1920، ثم التحقت بفرقة منيرة المهدية.
وفي عام 1921 مثلت في «أوبريت شهرزاد» لفرقة سيد درويش ثم انتقلت إلى فرقة الريحاني، انضمت مع زوجها إلى فرقة يوسف وهبي في عام 1923 ، وفي عام 1935 انضمت إلى الفرقة القومية المصرية عند إنشائها بمرتب 35 جنيهًا ثم قدمت استقالتها عام 1944 ومثلت أدوار البطولة في مسرحيات منها الملك لير وشمشون ودليلة.
دولت أبيض لها فيلمان في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام ١٩٩٦ وهما : “المراهقات” عام ١٩٦٠ مع ماجدة و”إمبراطورية ميم ” مع فاتن حمامة عام ١٩٧٢.
وقيل أن أول رئيس لنقابة المهن التمثيلية في مصر تزوج في عام 1950، قبل وفاته بـ9 سنوات من الفنانة تحية كاريوكا ولكن هذه المعلومة غير مؤكدة.
نقابة المهن التمثيلية
ولدت فكرة نقابة المهن التمثيلية عندما بدأت دورات الكاميرا تتعطل عن السير وذلك على أثر انقطاع ورود الفيلم الخام إلى المملكة المصرية، وبلغت الأزمة ذروتها عندما أعلنت الشركات السينمائية أسفها لتسريح فنانيها وعمالها لعدم استطاعة هذه الشركات مواصلة العمل وسيتبع ذلك بلا شك عطل لجميع الأيدي العاملة والرؤوس المفكرة والإنتاج السينمائي المحلي .
وهنا أدرك الكل ضرورة التعاون والتكاتف ليقفوا صفاً واحداً لملاقاة هذا الشر الداهم الذي كان يوئد بالفيلم المصري وهو لازال في مهدة .
وفي يوم 21 نوفمبر سنة 1943م اجتمع بنادي السينما المصرية بشارع عدلي باشا رقم 20 بالقاهرة جميع المحترفين في صناعة السينما وألفوا نقابتهم لترعى مصالحهم ولتأخذ من يسرهم لعسرهم، ويشاء الله بالفيلم المصري خيراً فلم ينقضي عام واحد حتى دارت الكاميرات من جديد ودارت بأقصى سرعتها فعاد الرخاء واليسر لجميع العاملين بها وازدهرت صناعة السينما في مصر.
يُشار أن نقيب المهن التمثيلية الحالي هو الفنان أشرف زكي، الذي دخل النقابة منذ عام 1990، وتدرج في كل المناصب حتى وصل إلى منصب النقيب.