ربما تشعر بإندهاش لسماع أن أحد الفنانين أو الفنانات له إبن أو إبنة ظهروا معهم خلال أفلام قدموها، ولم نكن نعرف أنه إبنه أو إبنته، وهذا ما حدث مع فاتن حمامة حيث أنه على امتداد العقود الماضية لم يعرف أحد بإستثناء قلة قليلة أن الطفلة التي ظهرت معها في فيلم «موعد مع السعادة» 1954م، هي طفلتها الحقيقة.
أنها الطفلة نادية ذو الفقار، ابنة الفنانة القديرة فاتن حمامة من المخرج الكبير الراحل عز الدين ذو الفقار، الذي يعتبر الزوج الأول لفاتن حمامة والذي تزوجته في سن صغيرة وانفصلت عنه لتتزوج من عمـر الشريف.
في حي الزمالك عاشت نادية ذو الفقار الجزء الاول من طفولتها، ثم بعد ذلك كانت تنتقل مع والدتها ما بين مصر وفرنسا، وقالت نادية عن طفولتها في أحد اللقاءات الصحفية: أمي كانت مشغولة طوال الوقت وخصوصاً في فترة طفولتي، فقد كانت تصطحبني إلى الأستوديوهات لأقضي معها بعض الوقت.
وتابعت نادية: “ومع أبي كنت ألعب في طرقات الاستوديو وأجلس معها في أوقات الاستراحة. كانت أمي سعيدة جدًا وتشعر أنني أختها الصغرى. فالفارق العمري بيننا قليل جداً، لم أكن أستوعب أنني أمثل أمام أمي في فيلم «موعد مع السعادة»، وكنت أشعر بأننا نمارس حياتنا الطبيعية وكنت أنفذ توجيهات أبي المخرج عز الدين ذو الفقار كما يقولها تمامًا”.
وواصلت حديثها:” لم أكره الفن ولم أتضايق من أمي لانشغالها وتركي أوقاتاً طويلة بمفردي مع مدبرة المنزل؛ لأنها كانت تعوضني غيابها في الإجازات، بالإضافة إلى أن حياتنا كانت مرتبة جداً، فقد كان كل شيء يسير بنظام دقيق في فترة غيابها؛ لأنها كانت تنظم وتدير كل شيء مع مدبرة المنزل من إشراف على الأكل ومواعيد المذاكرة، وتنظيم كل ما يحصل في حياتي، وكانت دائماً تطمئن عليّ عبر الهاتف”.
وعن عمر الشريف قالت نادية:” كان عمر الشريف أباً ثانياً لي طيب القلب جداً وحنوناً ويشتري لي الألعاب، ونخرج معاً كعائلة ونسافر ولم أشعر دقيقة واحدة أنه زوج والدتي. وبعد ميلاد أخي طارق عمر الشريف، كان عمري 7 سنوات، ولم أشعر أبداً بأن عمر الشريف يفرّق في المعاملة بيننا، بل كان دائماً هو وأمي ينصحانني بأن طارق أخي وحبيبي، ويجب أن أرعاه، وأعتني به في حالة عدم وجودهما، وفعلاً جمع بيني وبين أخي حب كبير. وكنت ألعب معه وأعتني به”.
يُذكر أن نادية ظهرت وهي شابة في فيلم “حكاية وراء كل باب”، وفيلم “ضيف على العشاء” حتى اعتزلت الفن وسافرت إلى الخارج مع والدتها التى قالت نادية عن أحوالها في الغربة:” كوّنت أمي أصدقاء كثيرين، وكانت متابعة للحركة الفنية، لكنها تأقلمت على حياتها في الغربة ومن وجهة نظرها عاشت حياة الزوجة التي تدعم نجاح زوجها”. إلى أن انفصلت فاتن حمامة عن عمر الشريف وعادت إلى مصر لتكمل مشوارها السينمائي بعد توقفها لسنوات.
وقالت نادية عن رد فعل والدتها «سيدة الشاشة العربية» عندما تزوجت من رجل فرنسي:” كانت تعطينا دائماً حرية الاختيار لعملنا، وعندما تزوجنا أنا وطارق كانت أمي مؤمنة أن كل إنسان مسؤول عن قراراته، وعليه أن يتحمل عواقبها، وكانت تتمنى أن أكون سعيدة باختياراتي. وفعلاً، كنت سعيدة جداً بزوجي وقابلته أمي أكثر من مرة وكانت سعيدة به.
وعن علاقة فاتن حمامة بحفيدتها؟ أجابت نادية :”كانت حبيبتها، عاشت معها الأمومة التي لم تعشها معي؛ لأنها ظلت متفرغة لها بعد عودتي من الخارج، وعشنا أنا وابنتي مع أمي في الزمالك حيث كانت تقيم. كانت آراؤها تتوافق مع ابنتي التي كانت مريحة معها في الحوارات العادية. أمي كانت سعيدة بها جداً وتطمئن على أخبارها في المدرسة الفرنسية التابعة للسفارة الفرنسية بالمعادي”.
وعن علاقتها بزوج والدتها الأخير الدكتور محمد عبد الوهاب الذي دام زواجهما 40 عامًا حتى وفاتها، قالت نادية: “كنت أحترمه وأقدره وكان في تعاملاته يحترم كل الناس ويحب أمي جداً ويحترمها، فهو مهذب وراق و«حنين» معها جداً. كان بالنسبة لها السند والأخ والصديق والزوج وكان يسعد بكل عمل تنجح فيه وعندما كانت تحضر لدور جديد يهيئ لها الجو الهادئ في المنزل، وكان حريصاً جداً على متابعة أعمالها التي مثلتها وهي زوجة له، ومتابعة حالتها الصحية ويطمئن عليها دائماً خصوصاً بعد إجرائها عملية في القلب في أوائل التسعينيات. صحيح أن الأعمار بيد الله، ولكني كنت أشعر بأنه لن يعيش بعدها طويلاً وحين رحل في العام الماضي حزنت عليه كثيراً جداً”.
جدير بالذكر أن فاتن حمامة رحلت عن عالمنا فى 17 يناير عام 2015 إثر وعـكة صحـية مفاجئة بعد فترة ترددت فيها إلى إحدى المستشفيات بسبب الو عكة الصحية، وذلك بعد ان تركت لجمهورها عدد كبير من الأعمال الفنية المميزة التي ستخلد ذكراها في التاريخ لسنوات عديدة.
يمكنكم الآن متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتـر نورت