من منا لا يتذكر الفنان القدير الراحل نظيم شعراوي الذي قدّم العديد من الأعمال الفنية سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون وامتد مشواره الغني لأكثر من 50 عامًا وأبرز تلك الأعمال “شاهد مشفش حاجة“، “النوم فى العسل”, “ساكن قصادي” وغيرها من الأعمال.
نظيم شعراوي وحفيدته
ولكن يبدو أن حفيدته حنين ياسر شعراوي، ورثت منه حب الفن، وهو ما جعلها تشارة فى عدد من مشاهد في ست كوم مسلسل واكلينها والعة، مع شريف رمزى، وعرض خلال الموسم الدرامي الرمضاني من عام 2018.
وجسدت “حنين” في هذا المسلسل دور نجلة الفنانة “مي سليم” والفنان “شريف رمزي” وتمارس فيه الألعاب القتالية، وكان هذا المسلسل ليس أولى أعمالها الفنية ولكن شاركت في مسلسلي (حالة عشق – بنات خارقات – الشارع اللي ورانا)، وغيرهم حتى الآن.
نظيم شعراوي وحياته:
نظيم شعراوي من مواليد عام 1921، وبدأ مشواره الفني في نهاية الأربعينيات. وعمل في مسرح رمسيس والمسرح القومي. ونال شهرته بأدواره المسرحية التي قدمها مع فؤاد المهندس، ومن أشهر ادواره دوره في مسرحية “شاهد ما شفش حاجة”، ولكنه في عالم الفن “شاف كل حاجة”.
في بداية الأربعينيات اشترك بمعهد خاص يديره الريجيسير قاسم وجدي، وكانت المحاضرات يلقيها كبار الممثلين المصريين في ذلك الوقت. وبعد المحاضرات كان قاسم وجدي يصطحب الطلاب لأداء أدوار تمثيلية.
كان أول أدوار نظيم شعراوي دور طيار في فيلم “فتاة من فلسطين” عام 1948. ثم دخل المعهد العالي للتمثيل وتخرج فيه عام 1953. وكان من بين زملائه برلنتي عبد الحميد وسناء جميل ومحمد رضا.
عمل بعد ذلك الفنان القدير لراحل بالمسرح القومي لكنه لم يستمر به طويلا، لينضم إلى فرقة يوسف وهبي. وقدم معه أعمالا تعد من العلامات المسرحية مثل “كرسي الاعتراف” و”راسبوتين” و”الأخرس”، وغيرها.
من أشهر أعماله السينمائية التى كانت أغلبها مع الزعيم عادل إمام: “الواد محروس بتاع الوزير”، و”طيور الظلام”، و”يا عزيزى كلنا لصوص”، ومن أهم أدواره الدرامية مسلسل “ساكن قصادي”، و”هدى ومعالى الوزير”، وغيرها الكثير.
نظيم شعراوي وآخر أعماله
وكانت آخر أعماله التليفزيونية مسلسل “الرجل الآخر” عام 2000 مع نور الشريف، حيث جسد دور رجل قعيد أنهكه المرض من مآسي الحياة وظلم الناس، ولم يعرف الكثيرون أن جلوسه على كرسي متحرك في هذا الدور لم يكن من باب تجسيد شخصية العمل فحسب وإنما لمرضه الفعلي وعجزه عن الحركة في الحقيقة.
وقد أكدت زوجته السيدة مديحة شعراوى ان الفنان الكبير كان يعاني من حالة نفسية سيئة نتيجة الوحدة خاصة تلك اللحظات القليلة التى يسترد فيها ذاكرته لعدم سؤال أى فنان عليه، وقد اتضحت سوء حالته عندما أجرى معه الإعلامي محمود سعد حوارًا تليفونيًا ببرنامج “البيت بيتك” في عام 2007 ولم يستطع إكمال المكالمة لعدم وعيه بمن يحدثه، مما دفع زوجته لإنهاء المكالمة مع التليفزيون، وللأسف لم يلق اهتماما من نقابة الممثلين أو الدولة بشأن علاجه برغم كونه من عمالقة التمثيل في مصر ومن رواد زمن الفن الجميل، كما غاب الفنانون عن تشييع جثمانه وجنازته إلا عدد قليل جدا.
وقد توفي الفنان القدير نظيم شعراوي في اليوم الموافق 30 يونيو 2010؛ بعد صراع طويل مع المرض، الذى انتهى بفقدان الذاكرة بشكل متكرر بعد الضمور الشديد الذي حدث له في خلايا المخ.
إن من أكبر تحديات جيلنا هو أن الأجيال السابقة يعتقدون أنهم متفردون بمعرفة الحقيقة .. وأننا يجب أن نمشي على خطاهم برغم كل انهزاماتهم!!