إذا لم يكن لديك مهما تفعله هذا الشتاء، فالحق نفسك وقم بزيارة إلى موقع “ناسا” الفضائية الأميركية في الإنترنت، باحثاً فيه عن خانة Bed Rest Studies وستجد ما يسيل اللعاب، وهو عرض مازال سارياً منذ بدأته الوكالة العام الماضي، عن وظيفة مؤقتة وتدر عليك 18 ألف دولار في 70 يوماً، وفوقها شعور جميل بأنك خدمت البشرية أيضاً.
طبعاً “محدش بياكلها بالساهل” بحسب ما نسمع الممثلة المصرية الراحلة، نجمة إبراهيم، تقول لأختها في فيلم “ريا وسكينة” الشهير، في إشارة منها إلى صعوبة الحصول على لقمة العيش، لأن “ناسا” لن تدفع المبلغ إليك سهلاً منها كيفما كان، بل بعد أن تبقيك مستلقياً على سرير في أحد مختبراتها طوال 70 يوماً، لا تغادره خلالها مطلقاً، ولو إلى الحمام.
لا وقوف على القدمين طوال 10 أسابيع
إنها 10 أسابيع صعبة، ففيها تنام وتستحم وتتناول الطعام على السرير الذي يمكنك أن تستخدم فيه الإنترنت وتستقبل الزوار وتكتب وتقرأ وتمضي الوقت بالدردشات الإنترنتية كما تشاء، إلا حين تخضعك “ناسا” لتجارب وفحوصات في “مركز جونسون الفضائي” بولاية تكساس، لتتعرف منها إلى ما طرأ عليك من تحولات، تساعدها على معرفة ما يطرأ على روادها، وهم بوضع شبيه في الفضاء.
وأهم ما ترغب الوكالة الأميركية أن تتأكد منه، هو التحولات التي تطرأ على العظام والعمود الفقري ومدى تصلب وتراخي العضلات، كما وتبدل الحالة النفسية للمستلقي، الملزم بالبقاء 8 ساعات يومياً في الظلام و16 في الضوء، مع مدة نوم يحددها له المشرفون عليه وعلى غيره من المتطوعين، الملزم الواحد منهم أيضاً أن يكون بصحة جيدة وملماً بالإنجليزية، نساء ورجالاً.
ولن يتم السماح للمتطوع بأن يقف على قدميه، حتى وإن اضطر للذهاب إلى دورة المياه، لأن التقنيات المستخدمة في الرحلات الفضائية ستسمح له بقضاء حاجته وهو على السرير طوال التجربة التي تستهدف منها “ناسا” تكثيف المعلومات قدر الإمكان عن الرحلات إلى المريخ كما يبدو، حيث تستغرق الرحلة سنتين على الأكثر مع الذهاب والإياب
حتى لو مليون دولار صعبة خوصي في شعب اعتاد التحرك و لا مكان للخمول وً العجز