العربية- للمرة الثالثة منذ أربعين عاماً ترمي مياه الخليج بحوت نافق على سواحل الكويت، حيث تم العثور على الحوت الذي يبلغ طوله 14 متراً نافقاً على شواطئ جزيرة “فيلكا”، التي انتهت عندها رحلة ذلك الحوت المعروف بحوت الزعنفة الظهرية Fin Whale.
وتم العثور على الحوت، الذي يصل وزنه لأكثر من 50 طناً، غريبا مسجّى على شواطئ مياه لم يألفها بجزيرة “فيلكا”، واختلف الخبراء حول سبب نفوقه لكنهم استبعدوا ابتلاعه لحبال كما أشيع سابقاً.
من جانبه، قال الدكتور عبدالله الزيدان، من الهيئة العامة للبيئة: “هو من فصيلة الحيتان ذات الفك العظمي التي تتغذى على القشريات والأسماك، وأثناء مطاردته للغذاء شرد عن مياهه.. والاحتمال الآخر اصطدامه بالبواخر.. وعملية التشريح هي ما سيؤكد ذلك”.
وتعد هذه ظاهرة غريبة على الكويتيين لم يألفوا التعامل معها، وما جعل الأمر يبدو أسوأ هو انتفاخ الحوت، لذا عمد المسؤولون عن التعامل معه إلى إجراء ثقوب في جسده منعاً لانفجاره وخروج غازات الأمونيا السامة نتيجة تحلله.
وعدد حمزة كرم، مسؤول الموقع، خطوات التعامل مع الحوت والتي تشمل “تقطيعه وأخذ عينات منه، ثم استخلاص العظام والاحتفاظ بها بأحد المتاحف الكويتية”.
يذكر أن ذلك الحوت هو الثالث الذي ينفق على الشواطئ الكويتية. فالأول كان منذ 40 عاماً واحتفظ بهيكله العظمي، بينما تحلل الثاني ولم تتم الاستفادة منه، أما الحوت الثالث فيعد كنزاً علمياً خاصة أنه من الحيوانات المهددة بالانقراض بعد فصيلة الحوت الأزرق.
وبحسب محمد العنزي، مدير الرقابة البيئية، فإن “هذا الحوت يقع ضمن اتفاقية سايتوس، وهي الاتفاقية الدولية للمحافظة على الكائنات، وهذا الحوت في رأس القائمة”.
يبقى الكويتيون ممتنون للصدفة وحدها التي منعت تبدد هذا الكنز العلمي على شواطئ جزيرة “فيلكا” المهجورة.
من باب التهكم يرجع الكويتيون على مواقع التواصل الاجتماعي أسباب نفوق هذا الحوت إلى توقف قلبه حسرة على وضع الجزيرة الذي لم يتغير منذ أن غادرها أهلها منذ 24 عاماً.