في الواحدة و41 دقيقة من فجر 12 أبريل الجاري بتوقيت الولايات المتحدة الشرقي، وكانت 8.41 صباحا في معظم المنطقة العربية إجمالا، التقطت مركبة أميركية صورا لحبة “غبار” مذهلة ومضيئة، ظهرت تعبر بين حلقات كوكب زحل، البعيد مليارا و400 مليون كيلومتر عن الأرض، وبسرعة الضوء البالغة 300 ألف كيلومتر بالثانية، بثت المركبة ما التقطته من حيث كانت سالكة بجوار “كوكب الحلقات” الشهير، وبساعة و17 دقيقة و46 ثانية، اخترقت الصور المسافة، ووصلت إلى من كان بانتظارها في مختبرات وكالة NASA الفضائية الأميركية، ليدرك وسواه من علمائها أن حبة “الغبار” ليست إلا الأرض الشاغلة من عليها منذ آلاف السنين.
الصور التقطتها كاميرتان في مركبة Cassini المتخصصة بدراسة زحل، وما يدور حوله من أقمار، منذ وصلت إليه في 2004 بعد رحلة نحوه في الفضاء، بدأت في 1997 واستمرت 6 سنوت و9 أشهر، طبقا لموقع خصصته “ناسا” لها، وفيه كل ما يلبي الفضول من صور ومعلومات التقطتها وجمعتها على مراحل، وأحدثها الآن صور الأرض حين كان جنوب المحيط الأطلسي وجيرانه مقابل زحل عند التقاطها، فيما كان القمر إلى يسارها بعد تكبير إحدى الصور.
اليوم وغدا تودع أكبر أقمار زحل
تذكر “ناسا” في موقعها، أن الأرض وبقية كواكب المجموعة الشمسية “تظهر من زحل قريبة جدا من الشمس” وتشرح أن مهمة المركبة المزودة بمجسات وأجهرة من الأدق، مشتركة مع “وكالة الفضاء الإيطالية” وأيضا مع “وكالة الفضاء الأوروبية” المعروفة بأحرف ESA اختصارا. أما “كاسيني” فتم إطلاقه عليها، تيمنا باسم عالم الفلك الإيطالي -الفرنسي Cassini Giovanni Domenico الراحل في 1712 بعمر 87 سنة، لأنه كان المكتشف لحلقات زحل، كما و4 من أقماره البالغة 63 قمرا.
ولأن لكل شيء نهاية، فقد شارفت مهمة “كاسيني” على الانتهاء بعد أكثر من 19 سنة عمل متواصل وعطاء علمي بلا توقف، والنهاية ستبدأ في هذا الشهر “الابريلي” بالذات، في موقع المركبة المبرمجة بأن تمر اليوم السبت وغدا بجوار أحد أقمار زحل الشهيرة لتودعه بدراسته أكثر، وهو Titan الأضخم بين أقمار ثاني أكبر كواكب المجموعة الشمسية بعد المشتري.
ويروي الفيديو أدناه، حياة “كاسيني” منذ ولدت وما فعلت، وكيف ستمضي منتحرة في الكوكب إلى مثواها الأخير، بعد أن تمزقها جاذبية زحل الهائلة إربا حين تلقي بنفسها إليه، في عملية انتحار بطيئة ومبرمجة من الأرض، تنتهي بلفظ أنفسها الأخيرة في سبتمبر المقبل، بعد أن حققت إنجازات للبشر بالعشرات، ربما أهمها ما كشفت عنه NASA قبل أيام.
الانتحار سيبدأ الأربعاء المقبل، برمي “كاسيني” نفسها إلى عالم من الغاز يتكوّن منه زحل.. ستنتحر بعد مرورها مسافة 2400 كيلومتر بين حلقات الكوكب العملاقة لتقوم ولأول مرة بتصويرها من أقرب مسافة، وبعدها ستمضي إلى الكوكب الذي سموه Saturn تيمنا بإله الخصوبة والزراعة عند الرومان، علما أن الزراعة فيه مستحيلة، لأنه كتلة غاز عملاقة، تطوقها حلقات صغيرة وكبيرة بالآلاف.
أما عن الإنجاز الذي كشفت NASA عنه قبل أيام، فكان عبر مؤتمر صحافي عقدته في 13 أبريل الجاري، وفيه ذكرت أن أحد أقمار زحل، وهو Enceladus الجليدي “قد يكون المكان الوحيد بالمجموعة الشمسية الصالح للحياة خارج حدود كوكب الأرض” وهو ما أكدته “كاسيني” من دراستها للقمر الذي اقتربت منه مسافة 500 كيلومتر، وجمعت عيّنات مياه من أعلى سطح المحيط الموجود عليه، ومن تحليل كيميائي قامت به، اتضح أن “إنسيلادوس” ينفث أبخرة لسوائل دافئة، شبيهة جدا بالتي على الأرض، والمرتبط وجودها بتبرعم ما للحياة.
في ذلك المؤنمر الصحافي، عبّر مسؤولون في “ناسا” عن اعتقادهم، بأن المحيط الداخلي الذي يجري تحت سطح “إنسيلادوس” يقع على عمق كيلو مترات عدة، ويحتفظ بسيولته اعتمادا على الحرارة الناتجة عن الضغط المستمر بفعل جاذبية القمر التي يكتسبها من زحل، حيث توصلت “كاسيني” الى أن للمحيط “قاعا صخريا مكونا من صخور الأملاح والسيليكا التي رصدت المركبة وجودها من خلال الأبخرة المتصاعدة” وهذه إشارة مؤكدة إلى وجود الهيدروجين في محيط “إنسيلادوس”، وفق ما أكدته تحليلات المركبة.
عجيب امر امريكا
جبة الغبار تراها على حلقات زحل ولكن لاتستطيع ان ترى ارتال داعش تسرح وتمرح في العراق وسوريا وليبيا وووو
ولاتستطيع تحديد مكان البغدادي بس عندما ينتهي دوره سيجدونه ويقتلوه مثل مافعلوا باسامة ومن قبله الزرقاوي