لا يكف الإرهاب والجماعات المسلحة عن صدمتنا كل يوم، بعد كل ما يظهرونه من وحشية ودموية في تصرفاتهم وأفعالهم التي لا يستحون من فعلها على الملأ، إلا أنهم يتبعون سياسة جديدة في اصطياد المزيد من الشباب المصري والعربي.
وراء كل شاب ينضم لداعش، التنظيم الإرهابي المسلح، قصة غريبة جعلته يفقد الإيمان بأي شيء وكل شيء، ويذهب بحثًا عن أمل ربما في حياة جديدة مختلفة كليًا عما كان يعيشه في وطنه.
في حوار لصديقه مع mbc.net تعرفنا على “معاذ” المصري المنضم حديثًا للتنظيم الإرهابي، يبلغ قرابة الستة وعشرين عامًا، وكشف صديقه معلومات غريبة عن ماضيه وطريقة تفكيره، ربما تفسر سبب انضمامه لمجموعة من المجرمين.
من عبادة الشيطان للدم والقتل.. بحثًا عن لا شيء
يبدأ صديقه – الذي فضّل الاحتفاظ بسرية معلوماته الشخصية – بالحكي عن “معاذ”، الشاب الذي التقاه وعاش معه عام كامل طوال السنة الأولى بكلية العلوم في أسيوط، ويقول أنه كان شابًا عاديًا، إلا أنه كان مهووس بأشياء غريبة، مثل موسيقى “الميتال” الصاخبة للغاية، حتى أنه كان يقلد مطربيها في إطلالتهم، حتى انضم لمجموعة ظن أنها من “عبدة الشيطان”، وكان يقلدهم في كل شيء.
وبسؤال صديق معاذ عن سبب ذلك، أكد أن صديقه كان خاويًا تمامًا من الداخل، فلم يكن يطمح في شيء أو يسعى إلى شيء، هو فقط مهووس بالمظهر الخارجي، لذلك انضم إلى هؤلاء الشباب، وكان يلتقي بأصدقاءه بين الحين والآخر، يأكلان ويذهبان لبحر الإسكندرية، ويعود كل منهما إلى دراسته.
بعد فشله في الدراسة بأسيوط، انتقل لجامعة القاهرة، تزامنًا مع مقتل أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، وفي هذه المرحلة يحكي صديقه أنه كان شديد الإعجاب بالمناضل الثوري الشهير “تشي جيفارا”، وتحوّل فجأة للإعجاب ببن لادن، وأصبح يرتدي “تي شيرت” يحمل صورته، ويسير به في قلب جامعة القاهرة، رافعًا علم تنظيم القاعدة.
المهووس المتناقض.. عاشق الحشيش!
يقول صديق معاذ “كان مهووسًا وخاليًا من الداخل، لدرجة أنه صوّر نفسه مرتديًا تيشرت بن لادن رافعًا علم القاعدة في قلب جامعة القاهرة، فقط لكي يلتفت له الناس ويلتفون حوله، لكن إذا سألته ما الذي يعجبك في بن لادن؟ ما الذي يقنعك به؟ لا يجيب، فقط يرسل لك روابط فيديوهات ومقاطع لأشخاص آخرين، لكنه بنفسه لا يستطيع الرد”.
في هذه المرحلة بدأ “معاذ” بتكفير الشعب والوطن، وكتابة تحديثات عبر حسابه على “فيسبوك” يؤكد فيها ضرورة الجهاد ضد الكفر والفسوق، في نفس الوقت الذي يتحدث فيه مع أصدقاءه في صندوق الرسائل، عن الحشيش والخمر والبنات، كأنه شاب طبيعي، وهو ما يشير حسب كلام صديقه إلى أنه متناقض، متدين خارجيًا فقط، ولا يفهم ما يقوله.
يشير صديقه إلى انقطاع أخباره بعد أحداث “رابعة العدوية”، وفقد صديقه الاتصال به، وكان آخر ما يتذكره عنه رغبته الشديدة في السفر إلى تركيا، وبحثه عمن يقرضه مالًا أو يوفر له فرصة سفر، بعدها اختفى، وفوجئ منذ أيام بأنه انضم إلى “داعش”، وأنه متزوج ولديه أموال وسكن ويعيش في سوريا.
البحث عن “الأكشن” في الحياة الطبيعية
يفسر صديق “معاذ” حياته الحالية بأنها بحثًا عن “الأكشن” وتغيير لنمط الحياة ليس إلا، ويشير إلى أنه سافر مع اثنين من أقرباءه للتجربة، لكنهم عادوا ولم يعد، ربما خوفًا من الوقوع في المتاعب، أو لإعجابه بنمط الحياة الجديد، الذي يتوفر فيه زوجة ومال وسكن، وإمكانية السطو المسلح على ما يريد في أي وقت، والعودة بالغنائم والأموال.
وعن أهل “معاذ”، يقول أنهم فوجئوا أيضًا بغياب ابنهم، ويتذكر معاذ أن أهل صديقه كانوا خارج مصر أثناء دراسته في الكلية، وبالتأكيد هم يرفضون التحول الجذري الذي حدث لابنهم، لكن صديقه يعود ويؤكد مرارًا إلى أنه شاب “فارغ”، ويضيف “هو مش شخص مؤمن بحاجة، عجبه الأكشن والسلاح والفلوس، والمبالغة وسعت منه شوية، توقعت إنه يعمل حاجة زي كده، لكن مكنتش متخيل أبدًا أنه يوصل للدرجة دي”.
يقول صديق معاذ “أنا خايف عليه، وعلى أهله، نفسي يكونوا بخير، مش عارف إذا كان يقدر ويعرف يرجع ولا لأ.. وإذا كان عايز يرجع أصلًا”.
وهذا هو المطلوب
شباب رؤوسهم فارغة لا هدف لهم في الحياة لايملكون شي …. الأبواب مسدودة في وجوهم !!!
سهل كتير ان يتم استغلالهم للأسف الشديد
الله يلعنهم ويلعن من يدعمهم ويمولهم … امين