كل عام وأنتِ يا قدسُ حبيبتي

شَاعِرُ الحُبِّ مَا ارْعَوَى أوْ تابَا

لَمْ يَزَلْ يَطْلُبُ الهَوى الغَلَّابَا

وَحَبِيباً كَالحُلْمِ خَافَ عَليْهِ

فَحَمَاهُ وَأطْبَقَ الأهْدَابَا

هَكَذا دائِمَاً يُقَضِّي اللَّيَاِلي

ساهمِاً حَالمَاً يَجُوبُ السَّحَابَا

كَفَرَاشٍ يَحُومُ فِي سَكَرَاتٍ

إنْ كَوَاهُ اللَّظَى صَحَا ثُمَّ آبَا

إنَّهُ الحُبُّ،كَمْ يُشيبُ وَيُعْيِي

فاسْألوهُ كَمْ كَدَّ فِيهِ وَشَابَا

إسْألوهُ إنْ خَافَ دَوْماً عَلَيْهَا

وَاعْجَبُوا إنْ شَكَا لَكُمْ أوْ أجَابَا

حَذَرَ الشَّرِّ فِي عَيْنِ كُلِّ حَسُودٍ

قد مَلاهَا تَمَائِمَاً وَحِجَابَا

إسْألوا رُبَّمَا يَبُوحُ بِإسْمٍ

لِحَبِيبٍ قدْ حَلَّ فِيهِ فَذابَا

***

آهِ يَا قُدْسُ كَمْ أنا مُتْعَبٌ

هَدَّنِيَ الشَّوْقُ فَافْتَحِي الأبْوابَا

وَدَعِينِي أكَفْكِفُ الدَّمْعَ شَيْئاً

كَمْ لِفَرْطِ الهَوَى هَوَى مِسْكَابَا

لا تَرُدِّي عَلى الوُشَاةِ بِحَرْفٍ

وَاهْمِلِيهِمْ فَلَمْ نَزَلْ أحْبَابَا

أوَلمْ تَأتِكِ المَكَاتِيبُ مِنِّي

تَشْرَحُ الشَّوْقَ وَالعَنَا وَالعَذَابَا

كَادَ حُبِّي إليْكِ يُسْكِتُ قَلْبِي

كَمْ بَرَاهُ تَضَخُّمَاً وَاكْتِئابَا

إفْتَحِي يَا أعَزَّ مَا فِي وُجُودِي

وَاطْرَحِي الشَّكَّ جَانِباً وَالعِتَابَا

غِبْتُ لا تَعْلَمِينَ عِبْءَ عَذَابِي

فَكَفانِي تَغَرُّبَاً وَعَذابَا

غِبْتُ مَجْبُورَاً مَا أرَدْتُ افْتِرَاقاً

فَاعْذُرِي طِفْلاً عَنْ عُيُونِكِ غَابَا

جِئْتُ بالحُزْنِ ناعيا سوء حظي

جِئْتُ أنْعِي فَرْحِي وَأنْعِي الشَّبَابَا

أصْبَحَ الفَرْحُ مِنْ بَعِيدٍ يُحَيِّي

أناَ أدْعُوهُ وَهْوَ يَأبَى اقْتِرَابَا

هَا أتَى العِيدُ مِثلَ عَادَتِهِ لِي

مَا تَعَطَّرْتُ أوْ لَبِسْتُ الثيابَا

رَحِمَ اللهُ بَهْجَةَ العِيدِ هذي

كَمْ غدَتْ زيفا كُلُّهَا وَكِذابَا

بَسَمَاتِي لَيْسَتْ سِوَى قَسَمَاتٍ

لَيْتَ فِيهَا تَوَرُّدَاً أوْ رُضَابَا

آهِ يَا قُدْسُ أيُّ عِيدٍ بَعِيدَاً

عَنْكِ أصْبُو إلَيْهِ أوْ أتَصَابَى

كُلُّ عَامٍ يَجِيءُ أزْدَادُ عِبْئاً

فَوْقَ ظَهْرِي مُضَاعَفَاً مِتْعَابَا

فَمَتَى أسْتَرِيحُ ؟ مَا مِنْ مُرِيحٍ

لِي سِوَى المَوْتِ أوْ أرَى الأحْبَابَا

***

لِي صَدِيقٌ فِي العِيدِ يَبْكِي فَأبْكِي

لِبُكاهُ وَنَعْرِفُ الأسْبَابَا

وَحَدِيثُ العُيُونِ فِي العِيدِ يَكْفِي

وَأنَا مِثْلُهُ اهْتَرَيْتُ اغْتِرَابَا

سَأهَنِّي كَصَاحِبِي مَنْ يُهَنِّي

وَأرَاعِي الأصُولَ وَالآدَابَا

فَخُذوهَا مِنِّي لِرَفْعِ عِتَابٍ

عِيدُكُمْ طَيِّبٌ فَكُفُّوا العِتَابَا

7/16/2015

***

**

*

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. عيونُنا إليكِ ترحلُ كُل يوم ……..
    ==================
    مبروك لقدسنا الحبيبة إختيارها كواحدة من أجمل عشر مدن في العالم .

  2. اللهم احميها من الغاصبين ومن كل من اراد بها شر واكتب لنا فيه الصلاة آمين.

  3. يا حسرة و الله و يا حيف على إلي لإخوانه ناسي
    يا أقصى ناديهُم كيف بتقولوا إنكُم ناســــــي
    وين العرب ، وين الدين و إلي لأهلي منتسبين
    الله يرحم لما كنتوا تفتخروا بإسم فلســـــــطين
    =====================
    قبل فترة جمعتني جلسة مع بعض الأصدقاء و كان معظمُهُم عرب مسلمين و لكن ليسوا فلسطينيين و في خضّم الحديث قُلتُ جملتي التي غالباً ما أُردّدُها و هي أن الأقصى فلسطيني و هو للفلسطينيين فقط و ليس لبقية المسلمين و حينها ثار عليّ الجميع مُدَّعِين أن الأقصى لجميع المُسلمين و أنه أولى القبلتين و ثالث الحرمين و مذكور في القرآن و السنة….. الخ الديباجة الشاعرية التي يُغازلُنا بها الأخوة العرب المسلمين في دفاعهم عن سلبيتهم تجاه الأقصى عن طريق المُغالاة في إظهار و في توضيح مكانتُه الدينية و العاطفية لديهم و التشدُق بالدعاء له و لأهله و للبلد التي تحتضنُه ، أتذكّر حتى أن أحدُهُم أسماني ملكة الشيفونية . تذكرت هذه الجلسة مُؤخراً مع ما نراه من إنتهاكات يومية على أقصانا من حرق و إستباحة لباحاتِهِ و إطلاق أعيرة حية و مطاطية و قنابل صوتية داخله و تقسيم زماني و مكاني و ما نراهُ من تنكيل بحرائر هُن للشرف عنوان و للمرجلة أخوات ، و ضرب و إعتقال لرجالٍ خُلقت الرجولة لهم و إستمدت الشهامة معانيها مِنْهُم و في المُقابل نرى صمتاً رهيباً مِن الجميع و هو ما يُعزّزُ مقولتي بأنه فقط لنا نحن الفلسطينيين ، نحن فقط من نُحِس بُمُعاناته ، نحن فقط من نسمع صرخاته ، نحن فقط من نبكي على حاله …… دائماً ما أفتخّرُ بأنني من بلد الأحرار ، بلد لم و لن ينحني أهلُها إلا لله وقت الصلاة و لكني الآن و أكثر من أي وقت مضى أستعر بعروبتي و مُتأسلميها ، فمن يقبل على نفسه رُؤية توأم الحرم المكي يُهان فسيقبل على نفسه كُل ما يجري في سوريا و فلسطين و اليمن و العراق و ليبيا …….. الخ بلاد المُعاناة . بلاد العُرب ما أوطاكي ………….
    ===============•
    أشكُر نورت على تجاهُل ما يَحْدُث في الأقصى و لكن قد يعود سبب هذا التجاهُل لمعرفتهّم أن هذا الموضوع لن يدخله كما لم يَنصُر أهله أحد ……….

    http://youtu.be/E0t1q_vrcss

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *