بدأت الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، رسميًّا تطبيق الحزمة الثانية من عقوباتها الاقتصادية على إيران وتشمل قطاعات الطاقة والتمويل والنقل البحري.

وتستهدف الولايات المتحدة بهذه العقوبات، الرامية لتقييد أنشطة التجارة الدولية لشركة النفط الإيرانية، اقتصاد البلد المعتمد بشكل كبير على تصدير النفط.

وتسري العقوبات الأمريكية على المؤسسات المالية الأجنبية التي تتعامل مع البنك المركزي وبقية المصارف الإيرانية.

وتشمل العقوبات -أيضًا- الشركات المشغلة للموانئ وأحواض بناء السفن وشركات النقل البحري الإيرانية.

وتسعى الولايات المتحدة، عبر فرض الحزمة الثانية من العقوبات إلى إجبار إيران على الدخول في مفاوضات بشأن التخلي عن برامجها النووية والصاروخية.

ووافقت واشنطن على السماح لثماني دول، ستعلن عن أسمائها اليوم، بمواصلة شراء النفط الإيراني بعد فرض العقوبات.

ودخلت هذه الحزمة الثانية حيز التنفيذ بعد أخرى بدأ تطبيقها في الـ 6 من أغسطس/آب الماضي، بعد 3 أشهر من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.

ومنذ عقود تفرض واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران، تم رفعها بعد توقيع الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2015.

والاتفاق وقعته إيران مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وبريطانيا وفرنسا) إضافة إلى ألمانيا.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. منقول
    التحدي الذي يفرضه التاريخ والنصوص الدينية والتربية الروحية والسلوك الأخلاقي على السنة والشيعة، يدفعهما لمواقف نفسية محددة، فيها تمايز واضح يمكن رصده وتشخيصه. ويؤثر في صياغة هذه الحالة النفسية مواقف الطرفين من آل البيت، ومواقفهما من بعضهما البعض.

    هذه محاولة لتقصٍ توصيفي لتلك الحالات النفسية، والربط بين أسبابها ونتائجها وتداعياتها، وبالطبع لا يقصد بهذا التوصيف كل فرد بعينه، لكنه توجه عام يغلب أن يتجسّد فيمن ينتمي لهذا المذهب أو ذاك.

    الأصل والاستثناء ونفسية الأقلية:

    يرى السنة أنفسهم امتداداً طبيعياً لجيل الصحابة الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك يعتبرون أنفسهم الاستمرار الأصيل للدعوة النبوية، والخط الأصلي الممتد لجماعة المسلمين. ثم إن المنظومة العقدية والفكرية والتربوية والفقهية لدى السنة تشكلت في عهد النبوة، وبفهم الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك فإن من جاء بعدهم من التابعين وأتباع التابعين يرون أنفسهم داخل هذه المنظومة وفي إطارها. هذا الشعور بالأصالة عند أهل السنة يطرد الهواجس، ويُطمئن النفس بالمنهج، ويرسخ الثقة بالأسلاف، ولذلك ترى الانتماء عند أهل السنة طبيعي على قاعدة (نحن نحن) بدون عقد نفسية من الانتماء.

    الشيعة لا ينكرون أن الوجود الشيعي كان شبه معدوم من الناحية البشرية وقت النبوة والصحابة، ولم يتبنَ التشيع إلا عدد قليل جداً من الصحابة (أقل من عشرة) الذين يسمونهم المنتجبين(1). وحتى بعد الصحابة لم يتشكل الشيعة في مجتمعات ظاهرة ولا مؤسسات سياسية، بل إن بنيتهم الاجتماعية بقيت رهينة الجيوب الخاصة، ولم تجد طريقها لبناء سياسي وهيمنة سلطوية، إلا في حالات استثنائية في التاريخ، لا تمثل السياق العام زماناً ولا مكاناً ولا عدداً(2). وحتى على المستوى العقائدي الشرعي، يقر الشيعة بأن التشيع بمفهومه الاثنى عشري، لم يبدأ في التشكل كمذهب عقدي واضح إلا بعد قرن ونصف من الهجرة، ولم يكتمل إلا بعد ثلاثة قرون(3).

    النتيجة: نفسية الأقلية والتعلق بالمهدي:

    لهذا السبب يعترف الشيعة في أدبياتهم بأن السنة هم الأصل، وأن الشيعة استثناء إلى درجة أنهم يسمون السنة (العامّة)(4) أي عامة الناس، بمعنى أنهم هم الخاصة (الأقلية). ولذلك يعيش الشيعة هاجس السنة في كتاباتهم وفي نظرتهم للتاريخ، وفي حياتهم الاجتماعية وفي حياتهم السياسية وفي تربيتهم الشخصية.

    وفي جولة سريعة في كتابات الشيعة الفقهية والعقدية والاجتماعية القديمة والحديثة، يلاحظ القارئ عمق الهاجس بالسنة أو “المخالفين”(5). ولأن التاريخ أثبت أن قَدَر الشيعة هو الأقلية، ولا يمكن بالمقاييس التاريخية الراهنة أن يسود الشيعة، فلا توجد وسيلة لتغيير هذا القدر المحتوم، إلا أن تكون قفزة فوق التاريخ، تحول الشيعة فجأة من أقلية مغمورة لأغلبية مهيمنة. ولا يحقق مثل هذه القفزة إلا شخصية خيالية، تخترق الثوابت التاريخية، وتمثل مخرجاً إعجازياً من المجتمع المحدود إلى الهيمنة الكاملة. وهذا ما يجعل إنجازات المهدي في أدبيات الشيعة مرتبطة بهذه العقدة، فهي معظمها تمكين للشيعة وتحويلهم لأغلبية، وسحق الأغلبية الحالية (السنة) لأنهم أعداء آل البيت، وليست لسلطة الإسلام في الأرض(6).

    النجاح والفشل والتعويض بالمهدوية:

    تعتبر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عند السنة أنجح الدعوات في التاريخ، تربوياً وحضارياً واجتماعياً وسياسياً، وكل ما حصل فيها هو مما يقتدى به. وكذا سيرة الخلفاء الراشدين التي كانت نجاحاً في القضاء على الردة، وفي فتح الفتوح وتنظيم شؤون الدولة وغيرها من الإنجازات.

    وحتى بعد الخلافة الراشدة ينظر السنة للجوانب الإيجابية في فترة الدولة الأموية والعباسية والعثمانية والمماليك، في علو شأن المسلمين وبسط هيمنة الإسلام على رقعة واسعة من العالم.

    الشيعة من جهتهم لا يعترفون بهذه النجاحات؛ لأن النجاح عندهم مرتبط فقط بمدى تمكين الأئمة، وأول فشل عندهم هو فشل النبي عليه الصلاة والسلام (حاشاه) في التربية، حيث لم تنتج تربيته إلا مجتمعاً من المتآمرين على إقصاء حق الأئمة(7). وما دام الصحابة تمالؤا على إقصاء علي بن أبي طالب ثلاث مرات، فهذا فشل تاريخي آخر في حياة الخلفاء الراشدين. وحتى تولي علي الخلافة لم يكن نجاحاً بالطريقة التي يفترضونها، بل كان تمكيناً ناقصاً، ولم يحقق التخلص من الذين خذلوه.

    أما ما حصل بعد ذلك من خلافة الأمويين والعباسيين، فقد كان فشلاً أعظم، بل كارثة حلت بالأمة طبقاً لحساباتهم، ولا قيمة لكل ما قدمه الخلفاء حتى العادلين منهم ما داموا لم يمكنوا لآل البيت(8).

    النتيجة: اللجوء إلى حل خارق للسنن الكونية والنواميس التاريخية:

    ما دامت التجربة التاريخية أثبتت أنه حتى القيادة والتربية النبوية لم تنجح، ولم يتحقق التمكين لآل البيت على مدى قرون طويلة فما هو المخرج؟

    المخرج هو نفس مخرج إشكالية الأقلية، وذلك بتغيير قواعد التاريخ بقدرات خارقة وتصورات إعجازية، بشخصية المهدي الأسطورية، وطريقة خروجه التي تخالف قوانين الكون ونواميس الحياة. ولذلك تجد في أدبياتهم مبالغات في تمكين المهدي، وسيطرته المطلقة، وشفاء غليلهم في الصحابة بإحيائهم والانتقام منهم(9). هذه الحكايات التي لا تتفق مع سنن التاريخ، وتناقض مسيرة الحركة البشرية، لا يمكن تفسير اللجوء إليها إلا كبواعث نفسية، للتعويض عما يرونه فشلاً متتابعاً على مدى قرون طويلة في تمكين الأئمة، وحلاً إعجازياً في تحويل الفشل إلى نجاح.

    التاريخ الإسلامي فخر السنة ومصائب الشيعة:

    في نظرتهم للتاريخ، يعتقد أهل السنة أن البعثة والهجرة، وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وفتح مكة، ثم ما حصل في حكم الخلفاء الراشدين، المثل الأعلى في التاريخ والنموذج الأمثل للافتخار. وشعور السنة بذلك طبيعي؛ لأن الصحابة رموزهم التي يفتخرون بها، ونماذجهم العظيمة التي لا يتفوق عليها أي نموذج في التاريخ. أما ما جرى بعد ذلك في التاريخ الإسلامي، خاصة في الدولة الأموية والعباسية والمماليك والعثمانيين، فيفتخرون بما فيه من الفتوحات والانتصارات، ولا يقرّون ما حصل من ظلم واستبداد وفساد، لكن لا يعيشون هاجسه، ومن ثم لا يعانون من عقدة في الانتماء.

    في المقابل لا يمثل هذا التاريخ للشيعة أي فخر؛ لأن هذه الأمجاد إنما هي إنجازات الذين ظلموا آل البيت، وأقصوهم، وقتلوا بعضهم، ومن ثم فالافتخار بهذه الإنجازات، هو بالضرورة افتخار بالأعداء(10). ولذلك يجد الشيعة أنفسهم أمام فراغ تاريخي كبير، يمتد لمئات السنين، لا تشكل فيه هذه الأمجاد شيئاً، والأمم بطبعها لا تقبل خلو تاريخها من الأمجاد(11)، خاصة إذا كانت تمتد لمئات السنين؛ فكيف حل الشيعة هذه المشكلة النفسية؟

    النتيجة: تضخيم تاريخ آل البيت ومآثرهم وجرائم لخصومهم:

    الحل هو في محاولة تعويضية لتعبئة هذا الفراغ في الانتماء التاريخي، وذلك بتضخيم وتهويل قصص أهل البيت، وما تعرضوا له من ابتلاء ومظالم، والإسهاب والإطناب في ذكر التفاصيل الدقيقة التي تكاد تشبه الروايات القصصية المعدة للتمثيل والأفلام(12). ولذا فإن المعالم الهامة في التاريخ، عندهم محدودة في قصة غدير خم، وحادثة السقيفة، ومعركة الجمل، وصفين، وذروة التاريخ كله هي فيما حصل للحسين رضي الله عنه. والوصف التفصيلي الدقيق لما حصل لآل البيت، يفوق تفاصيل السيرة النبوية والأحداث المفصلية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث عن مآثر وشجاعة وقدرات الأئمة الاثني عشر، يفوق مآثر أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. وفي المقابل تمتلئ الأدبيات بحكايات الجرائم المنسوبة لخصومهم، التي تضاهي في حجمها ما يتداوله السنة عن مآثر نفس الشخصيات. ولأن هذه الروايات ناتجة عن حالة نفسية للتعويض وليست حقيقية، فبالطبع لن يكون لها إسناد أصلاً، أو يكون إسنادها متهالكاً، لا يُعتمد عليه في الرواية(13).

    أداء حق آل البيت والتقصير في حقهم:

    يتعامل السنة مع آل البيت تبعاً لما ورد لديهم، من وجوب مودتهم، والصلاة عليهم، وأداء حقهم من بيت المال، ولا يعتقدون أن لهم حقاً خاصاً في الولاية ولا الإمامة. ويقر أهل السنة بما حصل لبعض آل البيت من مظالم، لكنهم لا يعيشون هذا الهاجس، ولا يعتقدون أن آل البيت تم استهدافهم قصداً بالإقصاء والقتل أو الاغتيال؛ بل إن أهل السنة يعتقدون أن مظالم آل البيت كانت استثناء في التاريخ الإسلامي، وأنهم في الجملة كانوا مقدرين محترمين، قد أُمنّت حقوقهم من قبل الأمة ومن قبل الحكام.

    أما الشيعة فيعتقدون أن الظلم والإقصاء والقتل والكيد والتآمر هو قدر آل البيت، وأن الشيعة ذاتهم قصروا في حقهم ولم يساهموا في تمكينهم في الإمامة بشكلها الكامل، ولم يحموهم كما ينبغي(14). وحتى علي بن أبي طالب وهو الإمام الوحيد الذي تمكن سياسياً بسلطة، لم يتمكن إلا بعد ثلاثة خلفاء، بل إن وصوله للحكم لم يكن بجهد من الشيعة، بل ببيعة الصحابة رضي الله عنهم(15)، لكن تقصيرهم الأعظم كان مع الحسين بن علي رضي الله عنه، والذي يعتبرون خذلانه أكبر خذلان في التاريخ.

    النتيجة: تعذيب النفس والعيش بعقدة الذنب:

    يعالج الشيعة هذه المشكلة بطقوس تعذيب النفس، بأشكال مختلفة ليس أقلها اللطم، وضرب الجسد بالحديد، وجرح الرؤوس بالسيوف، وتقطيع الجلد بالسكاكين … إلخ. وهم يستمتعون بهذا التعذيب، ويجدون فيه إشباعاً بسبب قوة مشاعر المسؤولية بالتقصير التي تنتابهم تجاه الحسين.

    كما أن أدبياتهم مليئة بعقدة الذنب، وتحميل أنفسهم مسؤولية ما أصاب الحسين، والتي توجد على شكل روايات كثيرة. ويجتهد الشيعة في مجالس العزاء الحسيني بالبكاء والنحيب، ويطيلون البقاء لاستماع التفاصيل الدقيقة عن اللحظات الأخيرة في حياة الحسين، حتى تكون بمثابة إخراج لما في الباطن من لوم للذات، وتقريع للنفس على الخذلان والتقصير في حق الحسين، بطريقة شبيهة في تعامل النصارى مع قصة صلب المسيح(16).

    السنة والشيعة من يحتوي ومن يُقصي؟

    ليس عند السنة مشكلة مع علي والحسن والحسين رضي الله عنهم، بل يعتبرونهم مشهود لهم بالجنة ومن كبار الصحابة، ويتعبدون الله بحبهم، ولذلك فإن موقف السنة من الشيعة لا يخضع لأي إسقاط مرتبط بالموقف من هؤلاء. وقد ثبت في التاريخ أن السنة الذين كان التمكين من نصيبهم في معظم فترات التاريخ الإسلامي، لديهم القدرة على استيعاب الشيعة؛ لأنهم لا يعيشون عقدة بغض للأئمة، ولا هاجس الشيعة، ومن ثم لا يستهدفونهم كطائفة إلا إذا في حالات الاستفزاز.

    أما الشيعة فيعتبرون الصحابة متآمرين في استبعاد علي بن أبي طالب، وبما أن السنة يعظمون الخلفاء الثلاثة، فإن كل السنة ورثة لمسئولية هذه الجريمة. وعلى نفس المنوال لأن السنة يعترفون في الجملة بخلافة بني أمية وبني العباس، فإن كافة السنة في القديم والحديث يرثون مسئولية ما أصاب الأئمة الاثني عشر من أذى في العهدين الأموي والعباسي، خاصة الحسين رضي الله عنه.

    النتيجة: حقد ورغبة بالانتقام، وعجز عن الاحتواء:

    هذا الموقف يصنع نتيجة تلقائية، هي حقد الشيعة على كل من يعتبر نفسه امتداداً للصحابة والتابعين وخلفاء بني أمية وبني العباس، وبهذا لا يستطيع الشيعي من الناحية النفسية تفادي الحقد على السني؛ لأنه يرى فيه هذا الامتداد للمسئولية تجاه ما حصل لآل البيت.

    هذا الحقد يترجم بنزعة طبيعية للانتقام من السنة، تفسر ما يصيب السنة من أذى كلما توفر للشيعة سلطة أو فرصة. ولهذا السبب لا يمكن أن تشتمل النفسية الشيعية على استيعاب السنة، ويصعب تصور سلطة تدار من قبل الشيعة قادرة على استيعاب السنة. ولذلك فإن استهداف السنة بالاعتقال والتعذيب والقتل والاغتصاب في العراق مثلاً، لم يكن تصرفاً متكلفاً أو مرتبطاً بثارات من آثار حكم صدام، بل هو تصرف طبيعي مرتبط بهذه الإسقاطات النفسية عندهم(17).

    الصحابة وكتب الحديث والبديل:

    يثق السنة بعدالة الصحابة ويثقون بمنهجية أهل الحديث في الرواية والتصحيح والتضعيف، ويتعامل السنة بطمأنينة وارتياح للكتب التي اتفق أئمة الحديث على صحتها مثل البخاري ومسلم، كما يتعاملون بثقة بالأسس التي يحكم بها على ما جاء في الكتب الأخرى، ويعتمدون عليها دون وساوس ولا شكوك.

    أما الشيعة فحتى الذين يتحاشون تكفير وتخوين الصحابة، يقرون بعدم الاعتراف بعدالتهم ورفض رواياتهم، وتبعاً لذلك لا يقبلون بكتب الحديث السنية. وبدلاً من ذلك يعتمد الشيعة على (الكتب الثمانية)(18) المروية عن الأئمة، والتي نقلها عنهم أصحاب الأئمة، ولا يشكل فيها المروي عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا نسبة لا تذكر.

    هذه الكتب لم تكن خاضعة لقواعد محددة في التصحيح والتضعيف، ويكفي زعم المؤلف صحة رواياته كشهادة عن صحتها(19). ولم يبدأ النظر في الأسانيد وعلم الرجال، إلا بعد القرن التاسع الهجري، أي بعد آخر الأئمة بـ 650عام(20).

    النتيجة: الخيالات الجامحة بدلاً من المنطق والشمول:

    عدم المبالاة بالأسانيد، وعدم التدقيق في موافقة المتن لصريح القرآن، والمنطق البشري الطبيعي، جعل تلاوة الروايات الصادرة من خيال المتحدث أو الكاتب، أمراً سهلاً ما دامت الروايات الأصلية التي بني عليها المذهب غير خاضعة للتدقيق. وهذا يفسر كثرة القصص الغارقة في الخرافة التي نراها قد ملأت اليوتيوب حالياً؛ لأنه لا توجد مقاييس تحكم على دقة هذا المتحدث فيسترخي في خيالاته. والحقيقة فإن هذه الخيالات الجامحة، حل مفيد لمشكلة خلو الروايات الشيعية من محتوى مقنع منطقاً وشمولاً، فيكون التحليق العاطفي بالجمهور بديلاً(21).

    تعويض الروحانية بالطقوس الشكلية:

    نظراً لأن الدين عند أهل السنة مرتبط بعلاقة العبد بربه دون أي هواجس أو قضايا جانبية؛ فإن القرب من الله والتلذذ بالعبادة والتمتع بالروحانية يتم بالحرص على النوافل التي تقرب إليه، وخاصة قراءة القرآن وقيام الليل. وكل سني يستطيع أداء ذلك كفرد أو جماعة، وليس بحاجة لطقوس معينة، أو وسائل خاصة يتقرب فيها لله.

    أما عند الشيعة فلا تخلو كتبهم من الحث على قيام الليل وقراءة القرآن، لكن الزخم العام للتربية الروحية ليس مرتبطاً بالاهتمام بذلك، بل ملتصق جداً بما له علاقة بآل البيت. والنصوص في الكتب الشيعية تحشر آل البيت في كل شيء، سواء في مخاطبة الله سبحانه، أو في العلاقة مع بقية الكائنات الحية وغير الحية، أو مع الجن والملائكة، أو في تفسير الظواهر الطبيعية والأحاسيس البشرية.

    النتيجة: طقوس الروحانية كلها مرتبطة بآل البيت:

    لهذا السبب فإن البديل عند الشيعة في التلذذ بالعبادة هو حضور جلسات العزاء، سواء للحسين أو للائمة الآخرين، والتطويل في حكاية قتل الحسين وصياغتها بطريقة تفاعلية مع الجمهور، بطريقة تجعل لها متعة روحية هائلة عند الشيعة.

    شكل آخر من أشكال المتعة الروحية، هو زيارة أضرحة الأئمة بطقوس ومراسيم معينة، ولكل ضريح زيارة خاصة وبرنامج وأدعية خاصة.

    شكل ثالث من أشكال المتعة الروحية، هو الإكثار من المناسبات الدينية المرتبطة بآل البيت. ولهذا فميلاد كل إمام ووفاته وأربعينيته لها قدسية توفر أكثر من 30 فرصة سنوياً للشيعة، بالتمتع بشيء من الطقوس الروحية التي يتسابقون في اختراع الأساليب المناسبة للتعبير عنها(22).

    الأخلاق بين المسؤولية والتقية:

    يتعامل السنة مع الأمانة والصدق والوفاء تعاملاً مجرداً خاضعاً للخوف من الله، والمسئولية في الحذر من صفات المنافقين، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. ويؤمن السنة بوجود هامش للتورية، وهامش آخر للتقية، وهامش ثالث للتحايل الشرعي، ورابع للمكر بالأعداء، لكنهم يعتبرون هذه الهوامش استثناء، ويضعونها في سياقها المحدود والخاص.

    الشيعة من طرفهم يتبنون التقية كأساس في التعامل لا كاستثناء، كما تدل على ذلك مروياتهم، التي تشير إلى كثير من مواقف الأئمة المبررة بالتقية، والمتعارضة مع شجاعتهم، ورباطة جأشهم. والتقية عند الشيعة ليست للاضطرار ولا للخوف، بل هي مستحبة على كل حال، حتى لو أمن الشيعي الضرر. الأخطر من ذلك أن كثيراً من المرويات ليس فيها دليل على اقتصار التقية مع الأعداء أو المخالفين، بل هي روايات عامة عن مشروعية التقية هكذا(23).

    النتيجة: القابلية للشك بالآخرين والتوسع في المعاذير:

    من الطبيعي أن يستحضر الفرد الشيعي في معاملاته ممارسة الأئمة المعصومين للتقية باستمرار في تعاملاتهم، ويتذكر حثهم عليها، واعتبارها أصلاً عظيماً في الدين؛ فإذا كان الإمام المعصوم المؤيد من عند الله غارقاً في التقية إلى شحمة أذنيه؛ فما الذي يمنع الشيعي الضعيف غير المعصوم من استخدامها؟

    هذا الاستحضار الذي يخترق اللاشعور، يدفع الشيعي لأن يلجأ للتقية حتى في حياته العادية ومع بني مذهبه، خاصة وأن المرويات لا تقصر استخدام التقية مع المخالفين. هذه الممارسة تفتح الباب بقوة لانتشار الشك وسوء الظن في المجتمعات الشيعية؛ لأن كل فرد يعتقد أن الثاني يفكر ويتعامل بنفس طريقته وفهمه. وفي بعض المجتمعات الشيعية تنتشر هذه الظاهرة لدرجة أنهم يثقون بالسنة أكثر من ثقتهم ببني مذهبهم، خاصة في قضايا الأموال والأعراض

  2. العقوبات الاقتصاديه والحصار على الدول لا يضر الحكومه او المسؤولين بل يظر على الشعوب فقط
    الرئساء والمسؤولين حصار او غير حصار فاحتياجاتهم متوفره والمتظرر الشعب والمسكين خاصه الفقراء

  3. للدكتورطه حامد الدليمي كتاب بعنوان التشيع عقدة نفسية لا عقيدة دينية موجود بصيغة pdf

  4. أيران عاشَت تحت الحِصار أربعين عامًا ولم ترفَع راياتِ الاستسلام

    إعفاء ثَمانِي دُوَل مِن الالتزام بالمقاطعه هو دَّليلُ على فَشَلِ العقوبات على أيران.
    إذا كانت “داعش” استطاعَت أن تَجِد مُشتَرين لنِفطِها المسروق من سوريا والعراق ، فهَل ستَعجَز إيران من بيع نفطها .

    الشَّعب الإيرانيّ يعيش في قارَّةٍ يأَكُلُ ما يَزرَع، ويَلبَسُ ويُقاتِل بِما يَصْنَع ليس مثل حالنا كعرب.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *