قديماً كنت أقول : أنا أتهم , اليوم أقول : أنا أعترف.
أعترف بأننى لم أتخيل يوماً أن يأتي بعد القذافي عصابات إرهاب أسوأ منه.
أعترفت يوماً بأن صدام حسين لا يجوز إطلاقاً أن يحكم بلداً له تاريخ مثل العراق ، ولكنى أخطأت , فعندما رحل لم أتوقع بأن الذين سيخلفونه أسوء من ألاسوء .
ربما ارتكب صدام حسين جرائم ، ولكنة لم يدمر العراق كما دمره حكام طائفيين ولاؤهم للخارج .
أخطأت عندما اعتقدت بأننى أعرف اليمن ورئيسها ، ولم يخطر لي ببال أن يترك على عبدالله صالح الحكم ثم أن يطالب فوراً للعودة إليه .
هو لن يعود وقد منع عودة أبنائه وأبناء أخيه الى مراكز قيادية فى يمن المستقبل .
ثم هناك سورية ، مثل مصر بلدى ولبنان والأردن وفلسطين وكل بلد عربي .
لم أر في كوابيسي أن يقتل مئات ألألاف السوريين في حرب أهلية .
لم أحلم يوماً بأن يأكل سمك البحر والمحيط المهاجرين السوريين أو يلفظ أطفالهم الغرقى إلى الشاطئ .
راهنتُ على أن بشار الأسد سيحل المشكلة خلال أسبوع (رهان جنتلمان لا فلوس) وخسرت الرهان .
لم أتوقّع بوجود مشكلة فى البحرين ، فالبلد مزدهر بدون موارد طبيعية ، ولم أضع فى حسابي أن يخدع ناس كثيرون بخونة كان ولاؤهم خارجى .
المعارضة حق ، وثمة معارضون وطنيون فى البحرين ، إلا أن هناك انتهازيين لن يصلوا إلى الحكم يوماً ، ولن يحققوا غير تدمير حياة الفقراء البسطاء المغرر بهم .
فى الحقيقة أعتذر لعدم معرفتى , لم أتوقع يوماً أن تقوم (الدولة الإسلامية في العراق وسورية) .
ليست إسلامية إطلاقاً بل هى عصابة إرهاب ، ترتكب كل ما نهى الإسلام عنه .
يقتلون المسلمين عندما لا يجدون غيرهم ، ويذبحون قوماً من المستأمنين .
لبنان تعاني . فى بيروت تفجيرات انتحارية في برج البراجنة وبضعة عشر قتيلاً .
وجدت بعد ذلك أن عدد القتلى تجاوز الأربعين والجرحى مئتين ، ما هي القضية التي تبرر قتل الناس في الشارع ؟ ما ذنب رجل يعمل طوال النهار ليشترى حوائج البيت ، فى أن يذهب ضحية انفجار .
كيف يتحمل هذا المسكين المسؤولية عن قضايا لا علاقة له إطلاقاً بها .
داعش منظمة إرهابية بلا دين أو إنسانية . كل عضو فيها هو عدو للإسلام والمسلمين قبل كل عدو آخر .
وأى إنسان يدافع عن داعش إرهابى من نوع الإرهابيين فيها .
هل تدمير طائرة روسية مدنية سيجعل روسيا تنسحب من سورية ؟ أرى الإرهاب سيزيد عزم روسيا على البقاء.
كان العدو فى مطلع القرن العشرين وكنا نعرفه بالمستعمر ، وعندما استقلت بلادنا أصبح العدو إسرائيل في وسط القرن وحتى نهايته ، ودخلنا القرن الحادى والعشرين وارتكبت القاعدة إرهاب 2001 فى نيويورك وواشنطن أعطت أعداء العرب والمسلمين عذراً لتدمير العراق على أساس أدلة زُورت مسبقاَ وعمداً ،
ولم يستطيع أحد محاسبة أميركا فى قتل مليون عراقى ومسلم حتى الآن .
لماذا يقتل الفرنسيون في مسرح ؟ بماذا أجرموا ؟ ولماذا يقتل أي إنسان ؟ ..
أنا اسف عندما أعتقدت أن أخطر ألاعداء هو العدو خارجي مفضوح الأسباب والأهداف , ولكن الحقيقة أننا أخطر عدو من أنفسنا ، أننا عدو يدمر بلادنا بالنيابة عن الأعداء ، وهو يرفع شعارات مستحيلة .
أعترف بأننى لم أعرف أو أتوقع شيئاً من هذا .
كنت أعتقد بأنني متطلع ومتعلم (لا أقول إننى مثقف) ،
وأن خبرتي في العمل بالسياسة ومتابعة لكل حدث في كل بلد عربي جعلتنى أعرف .
أعترف امامكم اليوم بأننى لا أعرف شيئاً .

http://www.voiceofmasr.com/index.php/entertainment/item/2674-2015-11-19-16-43-54

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. الأخ الكاتب إسماعيل السيد

    أخر سطر في موضوع تقول
    [أعترف امامكم اليوم بأننى لا أعرف شيئاً . ]
    .
    ومن قرأتي لموضوعك …. أتفق معك في أعترافك وهذا ( ليس عيباً أو جهلاً )
    وإنما هي الحالة الطبيعية لما نحن عليه من فتنة الأن
    وحالة التشتت والتوهان …ولا نعرف أين الحق وأين الباطل
    وفيمن نثق

    والفضل والسبب في ذلك يرجع الى ( السحرة ) وهم الأعلام …سحرة فرعون التي تزين الباطل وتلبسه ثوب يخفي عيوبه فلايراها الأناس الطيبون ولا الغافلين
    أما المنافقين فيأتي ما يبثه الاعلام الفاسد من أكاذيب وضلال ( يأتي على أهواءهم )
    يقلبون الحقائق الى الضد ..ويزيفون الواقع … وهم بذلك بارعون
    يساندهم أكثر من فريق من الداخل والخارج منافقين وأعداء الحرية والكرامة والعدالة والإسلام .
    .
    والاكيد يا أخي
    إنها المحنة والأبتلاء ( ليميز الله القلوب والعقول والصالح من الطالح )
    .
    فما حدث …. كان شئ هام
    وأسقط الأقنعة من على وجوه وظهر زيف القلوب والنفوس
    .
    .
    وماحدث يا أخي الطيب
    أن مكر أهل الباطل وأعوانه تفوق على الحق وأنصاره الطيبين
    وأنتصر في الجولة الأولى

    .
    وإذا سألتني …. من هم على حق ومن هم على الباطل
    فالكل يدعي إنه على الحق
    .
    .
    أقول لك…(( وبكل بساطة ودون تعقيد ))
    .
    أنظر الى أنصار الفريقين . حتى تتأكد وتطمئن
    فعندما
    يكون أهل العهر والفن والراقصات والمرتشين يؤيدون ويقفون وراء أحد
    فأعلم علم اليقين إنه على باطل
    .
    فهل رأيت رأقصة واحدة تؤيد إخواننا المسلمين
    .
    أخيرا
    ( وهو المفيد …وهو الرد على موضوعك )
    .
    ماكان لإهل الباطل أن يترك الحق ينتصر هكذا بسهوله
    .
    فشعاره دائما ( أنا أو الطوفان …. أي الفوضى والقتل وعدم الأستقرار )
    وهذا ما نراه الأن .

  2. للأسف كلنا لا نعرف ونجهل ما يقع هل هو إستعمار بصيغة أخرى؟؟
    هل إبليس الذي دخل العراق وخربها سيكون سبب تدمير أمة بكاملها ؟؟
    وماذا عن الشياطين من أطلقوا شعارات الموت لإبليس وأعوانه ؟؟ أينهم لماذا حولوا إتجاهات المدافع للشعب السوري والعراقي عوض أعوان إبليس ؟؟!!!
    في ضل ما يحدث كلنا يعترف بأنه لا يعرف أخي !!!!!!!!!!

  3. طريقة سلسلة وكلام قريب ع القلب .. شكراً لصاحب الموضوع
    بس برأيي المتواضع، ليست المشكلة بعدم المعرفة أو حتى الحيرة بين أكثر من احتمال، فعدم المعرفة (الكاملة) هي صفة طبيعية بل لعلها صحية أحياناً. المشكلة هي في تكوّن مجموعات فكرية وكل واحدة من هذه المجموعات (أو التكتلات إنْ صحّ التعبير) تحتكر الحقيقة لنفسها وتتَّهم كل من يخالف فكرها بالضلال سواء الفكري أو الديني. والمشكلة الأكبر هي طريقة الحوار بين هذه المجموعات التي ترتسم للغرب على أنها الصورة النموذجية للعرب.
    نحن من زرع هذه الصورة المشوهة في أذهان الغربيين، ثم نلومهم لماذا يعتبرون دمنا العربي أرخص من دمهم ولا يستحق دقيقة صمت واحدة على الأقل.
    بالحقيقة لا يمكننا قتل بعضنا البعض لاختلاف في الدين أو التوجه السياسي، لنأتي بعد ذلك لنستنكر استهتارهم بأرواحنا.
    الحقيقة ليست حكراً على أحد .. ليس هناك من هو على صواب طوال الوقت (حتى الساعة المعطلة تكون على حق مرتين في الـيوم)
    لن يتغير الوضع مالم نبدأ بأنفسنا ونتفكر بحكمة الرب إذْ منحنا فم واحد وأذنين لنسمع ضعف ما نتكلم (أو نكتب)
    من خلال دراستي للغة العربية تعجبني جداً مقولة للشافعي: “قولنا صواب يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب .. ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه”
    وإن كان لا بُدَّ من الاختلاف، فلنختلف بالفكر وليس بالسلاح ولا حتى بالكلمة الجارحة
    هي فقط همسة عتب أبتّْ إلّا أن تَشُقَّ طريقها 🙂

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *