عانت فلسطين منذ نكبة شعبها عام 1948م وحتى يومنا الحاضر جراء مجازر وإجرام العصابات الصهيونية المنظمة، وما لحق بالشعب من تهجير وتشريد في مشهدٍ سيرياليٍ يفوق تصور أي إنسان.

برعت العصابات الصهيونية في إرتكاب مجازر مروعة يندى لها جبين الانسانية ..من مجزرة دير الياسين، إلى صبرا وشاتيلا، وقانا ، ومخيم جنين، وكل ركن وزاوية في فلسطين وفي كافة أماكن تواجد الفلسطينيين..

تُرى كم من طفلٍ أُسرته بأكملها احترقت، وكم من الأرواح التي عاشت حُطِمت وكم من الأحلام ضاعت وقُتلت ..؟

تقول أحلام مستغانمي في روايتها (عابر سرير): “خُلقت الأحلام لكي لا تتحقق” ..

عذراً أحلام .. حين تمتزج الأحلام بالإرادة تصبح الأحلام حقيقة .. فها هي عفاف الشريف تقف اليوم لتؤكد صحة هذه النظرية وتحقق حلمها وتحوز بلقب الأفضل في تحدي القراءة العربي، ومن قبلها حنان الحروب أفضل معلمة في العالم، وأديان عقل بطلة العالم العربي في الذكاء.

تقف تلك النماذج الفلسطينية المُلهمة خارج عباءة الواقع المرير لترمم الأحلام النازفة والإرادة الجريحة وتقول للاحتلال الصهيوني الغاصب: لن تسرقوا الحلم .. لن تصهروا الإرادة .. فالعزيمة والكفاح مِهن يتقنها كل فلسطيني وإن موعدنا مع الحرية قادم لا محال.

شدّوا الرحال يا أبناء شعبي نحو أحلامكم وإبداعاتكم واتركوا بصماتكم .. شدّوا الرحال إليها كي لا يطول زمن المحتل.

من رحم القهر والعذابات .. من رحم الأسى والويلات .. خرجت الإرادة و الأحلام وحين امتزجت ولّدت بطولات وإبداعات.

بعيداً عن المناورات السياسية و التكتيكية، ليكن مزج الأحلام بالإرادة السياسة الفلسطينية الرائدة في وجه الاحتلال الأطول والأبشع.

طوبى لتلك النماذج التي تنعش الحلم الفلسطيني الكبير وتُصلِّب عود الإرادة الوطنية .. طوبى لحراس الحلم والإرادة الفلسطينية .. والعار والزوال لقاتلي حلم فلسطين.

فادي قدري أبو بكر
كاتب وباحث فلسطيني
Fadiabubaker@hotmail.com

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. تقول أحلام مستغانمي : الحُبْ ليس أن لا ترى عيناكَ سواي بل أن أكون بينكَ و بين من ترى ” ………..
    .
    .
    .
    كفلسطيني حين تُفكّر في الجُملة أعلاه تعرف مِقدار صدقها ففلسطين فعلاً دائماً تقف بيننا و بين من نرى و ما نرى ، كفلسطيني حين ترى مكاناً جميلاً خارج الوطن تتذكر شارعاً قديماً مشيت فيه داخل فلسطين أو بيتاً عتيقاً ركضت في جنباتِهِ يوماً أو شجرة زيتون تظللت بظلها من حرّ يوم صيفٍ عاديٍ جداً ، حين تأكُل شيء خارج الوطن مهما كانت لذته تتذكر كعك القدس و زعتر عطّاريها و حين تُقابل أي شخص خارج الوطن تجدك دون حولٍ منكَ و لا قوة تتحدث عنها و عن إنتمائكَ لها و أما داخل الوطن فيكفيك رحلة واحدة لتقطف زيتوناً و تأكل و تشرب تحت إحدى تلك الشجرات لتعرف مدى إنتمائك لتلك الأرض فلا عجب إذن بعد كُل هذا أن تكون أحلامك إعلاءاً لإسم بلد إنصهرت فيها لدرجة التلاشي و لهذا يربح الفلسطيني العاشق لأرضه لأن العاشق لا يتوانى عن إعلاء شأن و إسم معشوقه في كُل المحافّل…………… و كُلُّنا عاشقون !
    !!

  2. مساء مغلّف بروعة النّقاء كيف حالك سنفورة ؟!

    نقول للقدس فليحفظك الله بعينه التي لاتنام!!

  3. الحمد والشكر لك يا الله انك خلقتني ومنحتني الشرف بأن خلقتني فلسطينية
    مشاعر كثيرة بداخلي لا يوجد لها وصف بالكلمات

    فلسطينية العينين و الوشم

    فلسطينية الإسم

    فلسطينية الأحلام و الهم

    فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم

    فلسطينية الكلمات و الصمت

    فلسطينية الصوت

    فلسطينية الميلاد و الموت

    من قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ( عاشق من فلسطين ) رحمه الله

  4. تمام نورت طالما حذفتوا الإساءة بحقي شكرًا وأتمنى تراقبوا اي إساءة بالتعليقات حتى ما تصير مشاكل اكبر

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *