بقلم صديق نورت الفارس المصري العربي

ماأقسى من لا يعرف طعم الأبوة ، ومن لا يشكر ربه على أن وهبه نعمة الخلف والولد ، فالاب أحياناً يقسو على أبنائه

لتعليمهم وتربيتهم ، ولكن للأسف الشديد هناك من القسوة مالا ينفع بعده ندم ، ويتمنى القلب القاسى أن يعود الزمان

ولكن عقارب الساعة لا تعود أبداً للوراء ، ماسأرويه هنا للعبرة والعظة ، لتتقوا الله فى أبنائكم .

قد يكون هناك بعض الأبناء اشقياء جداً ، ويتعامل الأب معهم بكل غلظة وقسوة ، ولا يدرك أنهم زهور بريئة مليئة

بالطاقة والحيوية ولابد لهم من تفريغ طاقاتهم فى اللعب والركض واللهو مما يزعج الأباء بشكل كبير .

إنه طفل صغير عمره لم يتعدى السبعة سنوات ، شقى بطبيعته ، يلهو كثيراً ببراءته ، يضحك أكثر بعفويته

كان يلعب غالباً بمنزلهم ، وكان من شقاوته أن يكسر شىء هنا أو شىء هناك ، وكان يحب الكرة لأقصى درجة

وبكل مرة يلعب الكرة بالمنزل يكسر شيئاً ، وشكت والدته لوالده ، وحذره والده من عدم تكرار ذلك ، ولكن ياله

من تحذير ، فالطفل البرىء أخطأ مثل الأطفال ولعب بكرته بالمنزل بعد شهر كامل من الإنصياع لأوامر والده

وتسبب لعبه فى كسر التلفاز بالمنزل ، وحضر والده وإشتاط غضباً مما رأه ، فأسرع وأمسك بولده الوحيد

وحبسه فى غرفة بالمنزل ، ثم أحضر سلكاً سميكاً من البلاستيك وربط به كلتا يديه بعنف وقسوة ، ورفع ولده لسقف

الغرفة وعلقه بها من يديه ، والطفل يصرخ ، يبكى ، يتألم …. وقلب الأب جامد قاسى صلد .. فالعقاب يجب أن يكون

أقوى ، وسيعلمه درساً لن ينساه مدى حياته ، وياله من درس أليم ، عندما يصبح الندم ذكرى من الماضى ، وأمنيات

لا تتحقق ، وحذر الأب أمه من أن تساعده أو تنزله من عذابه وألمه ، وغادر الأب المنزل …………………

ومرت الوقت ثقيل بطىء ، والأم تسمع من باب الغرفة المغلقة ألم إبنها وأنينه ، وتحركت بها عاطفة الامومة وكلما

تحركت لتساعد ولدها توقفت فى رهبة عندما تتذكر جبروت وقسوة الأب ومايمكن أن يفعله بها لو خالفت أوامره

ومر الوقت والأنين متواصل للطفل البريء يطلب منهم أن يساعدوه ، أن يرحموه ، ولكن لا مجيب .

فالام الملتاعة منقسمة بين قلبها ورعبها من العقاب الذى ينتظرها لو ساعدت إبنها ، وظلت تروح وتجىء أمام باب

الغرفة ، فأنين الصغير بدأ يخفت شيئاً فشيئاً حتى توقف عن الأنين .

وعاد الاب وأسرعت إليه الام تقول له أنها لم تعد تسمع له صوتاً ، وجرى الأب بسرعة وفتح باب الغرفة المغلقة

ووجد إبنه المتدلى من سقف الغرفة فاقداً للوعى ، وصرخ الاب واسرع ينزل إبنه ويفك قيوده ، وجرى به للمستشفى .

بغرفة الطوارىء بالمستشفى كان الوضع هادئاً وجلس الأطباء يتسامرون ويتناقشون حول مباراة فريقهم المفضل مع

الفريق الآخر ، وقد إشتد الحوار والضحكات فمنهم من يشجع هذا الفريق ومنهم من يشجع الفريق الآخر ، ومنهم من لا

يشجع اى فريق وإنما شاركهم الضحكات والققفشات .

فجأة دخل الاب الملتاع يحمل ولده بين ذراعيه بلا حراك ، ويصرخ أرجوكم أنقذوا ولدى .

وبسرعة تحرك الجميع ، وتم إستلام الصغير والكشف عليه ، وتبين أنه مغمى عليه ، ولم يكن أحد من أطباء الطوارىء

يتخيل السيناريو المريع الذى حدث ، وبالكشف على الصغير كان هناك إحتقان شديد بكلتا اليدين ، وتحول لونهما للون الأزرق القاتم

وبتشخيص الحالة وبعد التأكد بكل الوسائل ، كانت الصدمة أن كلتا اليدين حدث بهما غرغرينة ولابد من بترهما لإنقاذ حياة الصغير

وسقطت الأم مغشياً عليها ، وصرخ الأب فى لوعة وحزن دفين ، ولكن ليس هناك مفر ويجب التحرك بسرعة لإنقاذ الصغير قبل

أن يتسمم دمه وجسمه بالكامل ويموت .

ووقع الأب على إقرار بموافقته على الإجراء الأليم الصعب ، ودموعه تنساب بغزارة وهو يردد : لقد قتلت إبنى بيدى .

وبعد إنتهاء العملية التى تمت بأعجوبة ، فالصغير نبضه منخفض جداً ، وقلبه لا ينبض بصورة طبيعية ، فقد كان معلقاً

بين الحياة والموت .

وحاول الأطباء مواساة الأب ، وصدموا عندما سمعوا منه ماحدث ، وذهب الجميع لغرفة الصغير الذى بدأ يفيق من غيبوبته

بعد العملية ، وصرخ الصغير فى رعب : أين يداى يا أبى ؟ أرجوك يا أبى إجعلهم يعيدوا لى يدى .. وأعدك يا أبى أنى لن ألعب

بالمنزل بعد اليوم … لن أكسر شيئاً بعد الأن ، وعندما أكبر ساشترى لك تلفازاً جديداً بدلاً من الذى كسرته ، ولكن ارجوك

دعهم يعيدوا الى يدى ……………………………

وبكى كل الأطباء الموجودين بالغرفة ، فعلى الرغم من الحالات الصعبة المهولة التى يقابلونها كل يوم ، ولكن قلوبهم لم تستطع

إحتمال هذا المشهد للصغير …. لقد سقط الاب مغشياً عليه بعد سماع كلمات صغيره .. ولكن للأسف بعد فوات الأوان .

…………………

هذه القصة هى قصة واقعية من واقع أليم مر حزين حدث ببلد عربي ما ، لإهمال جسيم وقسوة مفرطة من أب يتجرع الالم

بكل لحظة عما سببه لإبنه ، وأم تشعر بالذنب ويتآكل قلبها يوماً بعد يوم لشعورها أنها لم تنقذ إبنها …

وأأسف لموضوعها الحزين القاسى ، ولكن الهدف منها أن تكون عبرة لكل أب ولكل أم حتى لا يتكرر ماحدث تحت أى ظرف .

الفارس المصري العربي

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫17 تعليق

  1. الله يسامحك يا اخ فارس…
    وجعتلي قلبي….
    قصة في منتهى القسوة والالم….

  2. بعد العملية ، وصرخ الصغير فى رعب : أين يداى يا أبى ؟ أرجوك يا أبى إجعلهم يعيدوا لى يدى .. وأعدك يا أبى أنى لن ألعب

    بالمنزل بعد اليوم … لن أكسر شيئاً بعد الأن ، وعندما أكبر ساشترى لك تلفازاً جديداً بدلاً من الذى كسرته ، ولكن ارجوك

    دعهم يعيدوا الى يدى
    ———————————–
    و الله ابكتني القصة عسى يتعلم الاباء كيف يحافظون على اولادهم
    مشكور اخي على القصة

  3. قصه مؤلمه و ابكتني و الله
    نتعامل في بعض الاحيان بقسوة مع اولادنا و نحن نعتقد جهلا ان ذلك
    تربيه لهم و تقويم صحيح من اجل مصلحتهم
    اعترف ان ذلك غلط و من يلزمه التقويم و الاصلاح هو من يتخذ القسوه و الشده طريق للاصلاح
    خاصة لو كان الطفل صغيرا”
    المثير هو موقف تلك الام الغبيه الهبله التي لم تتدخل
    شكرا” اخ فارس

  4. لقد آلمتني القصة كثيرا ..
    قصة حزينة جدا يجب ان يُعمل منها فيلم يشاهده كل اب وكل وام حتى يقتدون بالفلم ولا يتجرعون مرارة اخطائهم بأذى اولادهم ..
    شكرا لك الفارس المصري العربي

  5. اه كم اوجعتني تلك الصرخات والكلمات! تمالكت نفسي من ذرف الدموع وقلت لعنة الله علي ساعه كان فيها الشيطان ملكا ساعة الغضب…..
    أتمني من كل قلبي ان لم تكن تلك قصتك فقد قرات لك تعليقات تتكلم فيها عن نعمة الأولاد ولا اتمناها لأي كان هنا او في غير مكان!!!
    لا اعرف من ألوم!! الوالد لعصبيته ان الام لسلبيتها ان كلاهما لوصول الحال بهم للخوف والتهديد والوعيد في علاقتهم الزوجيه !!!!!
    اقسم بالله أني تألمت لالمهم، عسي الله ان يعينهم علي ماهم فيه الان!
    يوسف قرة عين امه وأبوه اراه يقفز من القرد من هنا الي هناك يؤلمني حين يأتي وقت نومه ولا احضي بتلك اللحظه في ضمه ان كنت في الدوام!!!
    هناك شي يجب علي كل الأمهات والابا استيعابه وهو ان عقوبة الطفل لا تزيد عن ٥ دقائق في زاوية الغرفه وتحت نظر الوالدين!!!!
    اللهم اغفر لهما اللهم الطف بذاك الطفل !!
    اه من لحظة ندم لا ينفع فيها البكا !!!!!!!

  6. يابني حرام عليك والله راجع من الشغل وكانت ليله زفـت انهارده وانت كملتها بقصتك دي!!!!

  7. شكراً نورت على سرعة النشر ، كما أشكركم على إدراج صورتى بالموضوع ، فيبدو أنها أصبحت موجودة بأرشيف نورت تضعونها متى تحبون ، ولكن تحياتى لهذه الإستجابة السريعة منكم .

    وتحياتى للإخوة والأخوات الذين علقوا هنا ، وأؤكد ثانية هى أن الهدف من هذه القصة التى كنت شاهداً عليها وصورة هذا الأب والأم والصغير لم تغادر مخيلتى ، وتأثرت بشدة للموقف حينها ، ولكن أردت مشاركتكم لتنبيه كل أبوين لأسلوب العقاب مع ابنائهم ، ففى لحظة غضب عارمة من الأب أو الأم يمكن أن تخلف مأساة بحياة الطفل أو الطفلة .

    شكراً لكم على تواجدكم ، وتعليقاتكم
    عدا تعليق على تريبل ، سأرسله للصيانة حتى يلمعوه كويس . هههههه
    تحياتى

  8. الفارس المصري العربي baktni ya akhi ,lazem lwa7d yfakar bi l3a9l wl3i9ab ykoun 3i9ab 3a9lani memkin y7rmo min lmasrouf memkin ymna3o min al3abo mo y3al9o kanou fi sijn lilmosaddddd .

  9. قصة تدمي القلب محزنة جدا ساعة غضب تحولت إلى جحيم دائم ،الاب لن يفارقه عذاب الضمير مهما حيي واضف انه لو كان حدث هذا في دول الغرب لتمت متابعتهم قضائيا ………….
    شكرا لك الفارس المصري العربي

  10. يارب شو مسكين هذ الطفل.
    ربنا يزرع الرأفة و الرحمة في قلوب الأباء.
    و شكرا اخي على القصة المحزنة

  11. إزايك يا فارس يا مصرى يا أصيل ، عامل إيه ؟ يارب بخير ..
    وإزايكم كلكم :
    حنان ؟
    sarab ؟
    أستاذ فريد ؟
    تريبل إيه ؟
    may ?
    أم يوسف ؟
    فلسطينية وبعشق أم الدنيا مصر ؟
    أم ريان ؟
    غير دايز ؟
    Hafsa ?
    hanan maroc ?
    إنشالله تكونوا بخير …

    القصة جميلة أوى يا فارس وأكتر من جميلة ( مؤثرة ) !
    وإستغربت سلبية الأم أكتر من قسوة الأب !!

    تحياتى أخى الكريم …

  12. اخي فارس
    لا اعرف ماذا اقول القصة بحق مؤلمة وشنيع موقف الام السلبية التي لم تبيع كل شي وتغيث طفلها الصغير من ماهو فيه لوكنت مكانها لانزلته فورا وهربت به بعيدا ورزقي ورزقه على الله وليذهب الاب الى الجحيم
    اشكرك فارس بس بجد وجعت لي قلبي

  13. تحياتى لكل الأصدقاء والصديقات ومرحباً جميعاً بكم
    واود القول للتعليق على موقف الأم ، أن الأم تستطيع إحترام زوجها قدر ماتريد ، ولكن يجب أن يكون لها موقف تجاه كل مايمس أمن أولادها وحياتهم ، فبكل أسف لم يدرك الأب أن ربطه لولده بهذه الصورة سيؤدى لما حدث ، فالأب نفسه إعترف أن والده فعل معه نفس الأمر وهو صغير ولم يحدث له شىء ، ولذا ربط إبنه بكل أسف بنفس الاسلوب وكأن مافعله به والده صغيرا كان التصرف الأمثل لتربيته ، وضغط على الشرايين بقسوة مما أدى لإحتباس الدم مع الوضع السىء بتعليق إبنه بهذا الشكل .
    هى قصة للعبرة حتى لا يتكرر ذلك ، وسبق وكتبت عنها خلال التعليقات بنورت وسألتنى أخت من الموجودين حينها ، لماذا لا تنشرها بشكل موضوع حتى يتعظ الأباء منها ؟ ووجدت كلامها صحيحاً ، فيجب أن نحكى لنعتبر ، فربما تكون القصة رغم قساوتها وألمها جرس إنذار لكثير من الأباء الذين يتعاملون بعقاب أولادهم بقساوة شديدة .

    وأريد أيضاً الإيضاح أن هذا الصغير تم بحمد الله تركيب أطراف صناعية بهبة من أصحاب الخير ، ولكن الألم لم يغادر النفوس مما حدث .

  14. لاحول ولا قوة الا بالله، قلبى وجعنى والله.
    معقووول فيه اباء بالقسوة دى؟
    نفسى افهم طالما البعض مش قد الابوة والامومة بيتجوزا وبيخلفوا ليه؟
    علشان يطلعوا عقدهم فى اولادهم؟
    وياترى الاسلوب اللى اتعامل بيه الوحش ده مع ابنه اسلوب تربوى؟
    ولو بيتعامل كده مع فلذة كبده، طب بيتعامل مع باقى خلق الله ايزاى؟؟؟؟؟؟؟
    والغريب فعلا هو موقف الام، خايفة من ايه؟
    لحسن يضربها يعنى، ولا يطلقها؟؟؟؟؟

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *