يذهب المخرج الأميركي بينيت ميلر إلى موضوع في غاية الأهمية وهو أثر هيمنة المال على الرياضة. عبر ذلك المحور البالغ الحساسية تأتي إحداثيات فيلم “فوكس كاتشر” Foxcatcher الذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السابعة والستين.
وجال العديد من المهرجانات السينمائية وكان آخرها مهرجان أبوظبى السينمائي حيث يعتمد الفعل الروائي للفيلم على قصة حقيقية كتب لها السيناريو كرستين غور واي ماكس فري ودان فيترمان.
تنطلق الحكاية بعد فوز الأخوين مارك ودافي بالميدالية الذهبية للمصارعة في اولمبياد 1984 تبدأ التحضيرات لأولمبياد سيوول عندها يأتي أحد الأثرياء لتقديم عرض لمارك للانضمام الى فريق “فوكس كاتشر” ويوفق أمام الإغراءات المالية إلا أن شقيقه دافي يرفض.
وسرعان ما يغرق مارك في عوالم ذلك الثري المدعي الذي يفهم في كل شيء وهو دون ذلك بمسافة كبيرة، فهو العالم وهو المفكر وهو الباحث والعبقري وأيضا اللاعب الفذ كل ذلك لأنه يبذل المال دونما حساب.
ولكنه يظل يفكر في الحصول على خدمات الشقيق الآخر بعد أن رفض العرض الأول فهو يريده مدربا للحصول على الميداليات والجوائز، وينال ما يريد مقابل عرض سخي آخر كل ذلك ليصبح هو المدرب الأعلى لفريق المصارعة والذي سيمثل الولايات المتحدة في أولمبياد سيوول. خصوصا بعد أن تبرع بنصف مليون دولار لاتحاد المصارعة الأميركي.
شيء من الغرور ومن تضخم الذات والرغبة في الظهور أمام الكاميرات والأضواء تحرك ذلك الثري الذي يتصور نفسه فوق كل شيء ويعمل على استحواذ كل شيء ولكن النتيجة معروفة سلفا.
فكل شيء بالنسبة له مجرد لعبة يلهو بها حينا ليتركها إلى لعبة اخرى. وهنا تسوء علاقته مع مارك. ثم لاحقا مارك وبعد نهاية الاولمبياد والخروج بدون حصاد يقوم باغتيال دافي لأنه لم يستطع أن يحقق له أي إنجاز.
ينتهي الفيلم إلى كارثة. اغتيال دافي وخسارة مارك ودخول الثري إلى السجن بعد أن فشل في تحقيق أي شيء مقابل إنجازات أسرته التي أورثته المال ولم يحافظ عليه.
لشخصية مارك كان هناك النجم الأسترالي شايننج تاتوم الذي شاهدناه من ذي قبل في عدة أفلام ومنها افاتار.
ولدور دافي مارك روفالو الذي تميز في تجسيد الشخصية بكل تفاصيلها الإنسانية والجسدية ولدور الثري جون دي بون ستيف كارول الذي ذهب بعيدا هو الآخر في تقمص شخصية الثري الذي يبدي غير ما يبطن من أحاسيس ومشاعر والذي يسخر ثروته للبروز والنجومية والشهرة حتى لو أوصله ذلك الى الجنون والجريمة، مشيرين الى أن النجم ستيف كارول عرف بأعماله الكوميدية وهو هنا يعتمد أداء نفسيا عال المستوى فاز عنه بجائزة مهرجان كان السينمائي كأفضل ممثل وهو فوز مستحق.
المال الغبي يدمر كل شيء بالذات الرياضة التي يحاول البعض القفز من خلالها الى النجومية والأضواء والشهرة بعد ان يستحوذ على كل شيء ولكن حينما لا يحصد اي شيء يدمر كل شيء انه جنون العظمة والشهرة والغرور المطلق.
فيلم ثري وإن كان طويلا ومشبعا بمشاهد التمرينات الرياضية والمباريات في العديد من الدورات والبطولات الرياضية.
فيلم يظل يعطي الإشارات منذ اللحظة الاولى الى النهايات التي سيخلص اليها الفيلم وهي أن المال الغبي يورث الدمار والكارثة.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *