عند الحديث عن الصحافة الصفراء يتم وصفها بأنها غير مهنية، تهدف إلى إثارة الرأي العام بأساليب غوغائية حتى تستقطب المزيد من القراء، وبالتالي رفع مستوى المبيعات. وعادة تلجأ مثل هذه الصحافة إلى المبالغة والمواد الفضائحية، دون التأكد من المصدر أو احترام عقل المتلقي.

ولكن ماذا عن صحيفة رياضية تحاول استغلال المشاعر الدينية لرفع عدد القراء في بلد تحول اسمه رسمياً منذ ثورة عام 1979 إلى “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”؟

هذا ما انتهجته صحيفة “نود” أي “التسعين” باللغة الفارسية، وهي صحيفة رياضية معروفة في البلاد، حيث استغلت بمعرفة أو دون معرفة اسم “السيدة فاطمة الزهراء” رضي الله عنها في خبر مثير على صفحتها الأولى ونسبت إلى والدة اللاعب البرتغالي “رونالدو” مزاعم وأقوال لم تقلها..

ونشرت الجريدة الرياضية في عددها الصادر الثلاثاء 21 يونيو على صفحتها الأولى صورة للنجم الكروي البرتغالي رونالدو، نجم فريق ريال مدريد الإسباني، ونسبت إلى والدته قولها “السيدة فاطمة تحمينا”. ولم تقدم الصحيفة في أي سياق وأين رددت السيدة “دولورس آيرو” والدة رونالدو هذا الحديث!

ويشرح موقع “نمناك” الفارسي قصة والدة رونالدو وتوسلها بفاطمة الزهراء، فيقول إن والدة كريسيانو رونالدو كانت في واقع الأمر ذهبت مع حفيدها إلى زيارة مقام يعرف باسم السيدة فاطيمة (Nossa Senhora de Fátima) في مدينة برتغالية بهذا الاسم، لتؤدي نذرا نذرته لنجاح رونالدو في حياته المهنية ولنجاح الفريق الوطني البرتغالي في كأس الأمم الأوروبية في فرنسا.

وقالت والدة رونالدو: “أنا جئت إلى هنا عند سيدتنا فاتيما (Fátima) لأفي بعهدي وأبتهل بالدعاء لنجاح الفريق الوطني البرتغالي”.
من هي فاتيما وأين تقع مدينة فاتيما

تقع مدينة فاتيما “Fátima” في مركز البرتغال، ويقال إن اسمها مأخوذ من أميرة عربية أندلسية خلال فترة الحكم العربي في شبه جزيرة ايبيريا التي تضم البرتغال وإسبانيا.

واشتهرت المدينة لدى البرتغاليين بعيد ادعاء ثلاثة أطفال قرويين في عام 1917 بأن مريم العذراء ظهرت لهم في أحد الوديان خارج مدينة فاتيما “Fátima”. وعندما يشير البرتغاليون المؤمنون بهذه القصة إلى سيدة فاتيما، فهم يقصدون تلك السيدة التي ظهرت بمدينة فاتيما على الأطفال الثلاثة ولا يقصدون السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بل يقصدون السيدة مريم العذراء حيث يحج سنويا الآلاف من البرتغاليين إلى هذه المدينة ويقدمون النذورات ويتوقعون تلبية دعواتهم.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *