قدمت أكبر منظمة للملحدين في الولايات المتحدة دعوى قضائية الثلاثاء الماضي ضد وزارة الخزانة الأميركية ستدرسها محكمة في نيويورك الثلاثاء المقبل، مستهدفين بها الاطاحة بأشهر عبارة عن أشهر عملة بالعالم، وهي الدولار الممهور ورقيا ومعدنيا بكلمات In God We Trust أو “بالله نؤمن” منذ عشرات السنين.
قضيتهم التي أطلعت “العربية.نت” عليها مما ذكرته صحف أميركية، كما من موقع “منظمة التحرر من الأديان” أو The Freedom From Religion Foundation المعروفة باسم FFRF اختصارا بالانجليزية، هي محاولتهم الثانية، ولكن جدية هذه المرة الى درجة أن حيثياتها وموجباتها مدرجة في 116 صفحة، وملخصها أنهم لم يعودوا يتحملون العبارة “الجارحة” برأيهم لمشاعرهم كملحدين.
“نحن لسنا منهم لأننا غير مؤمنين أصلا”
وكانت المنظمة الالحادية التي يرأسها المحامي مايكل نيوداون، وتهدف الى ابعاد الكنيسة وشعاراتها وموحياتها عن مجمل الحياة الأميركية، بدأت منذ فبراير/شباط الماضي بجمع من يمكنهم التكاتف معها في الدعوى، فاستطاعت جذب 19 مركزا وجمعية للملحدين والمؤيدين ممن قدمت الدعوى نيابة عنهم، متوعدة بحشد المزيد أيضا.
يتذرعون بأن العبارة “تؤدي لاشكالات وتروّج لديانة التوحيد، وهي برأي غير المؤمنين انحراف عن الدستور الأميركي”. كما أن الهدف منها ديني بالأساس، وأن كلمة “نحن” بالذات تعني الجميع “ونحن لسنا منهم لأننا غير مؤمنين أصلا” بحسب ما يقولون.

بالله نؤمن
وسبق للمحامي نيوداون أن طالب بدولار خال من العبارة الشهيرة في دعوى بسيطة تقدم بها في بداية 2011 لكن القضاء الأميركي رفضها، فصرح وقتها بأن الملحدين “هم الآن ضحايا التمييز، تماما كما السود في الماضي” ثم وعد بتكرار المحاولة في دعوى “أشمل وأقوى” كما قال.
تغيير العبارة في البرازيل يكلف 6 ملايين دولار
وأحدث محاولة لتجريد العملات مما فيها من عبارات دينية كانت في نوفمبر/تشرين الأول الماضي حين طالبت جمعية برازيلية للملحدين بالغاء Deus Seja Louvado وهي برتغالية تعني “الحمد لله” عن جميع فئات “الريال” البرازيلي، فقبلت “الدائرة الاتحادية لحماية المواطن” حيثياتها وموجباتها وقدمتها لوزارة الشؤون العامة، مقترحة الغاءها في مهلة أقصاها 120 يوما.
من الحيثيات التي قدمها ملحدو البرازيل، المعروفة بأكبر دولة كاثوليكية في العالم، أن البلاد علمانية “ولا يجب أن تبدو علها مظاهر دينية، اضافة أن العبارة تجرح مشاعر أقليات دينية فيها” لكن القضاء رد طلب وزارة الشؤون العامة بعد 3 أسابيع “لعدم وجود دليل يؤكد جرح العبارة لمشاعر أحد، اضافة أن تغيير العملة سيكلف 12 مليون ريال على الأقل” أي 6 ملايين دولار.
كي لا يعبد الانسان رب المال
وكانت الولايات المتحدة قررت اعتماد العبارة كشعار في 1782 لعملتها الخضراء، طبقا لما راجعته “العربية.نت” من أرشيفات معلوماتية عن الدولار، ولم يتم اصدار نقده المعدني الا في 1864 ممهورا بكلماتها، تلاه في 1957 دولار ورقي، وتم التأكد في 2003 من قبول الأميركيين للعبارة باستطلاع كبير كانت نتيجته أن 90 % منهم يتقبلونها بينما رفضها 3 % فقط، ولم يكن للبقية رأي بشأنها.
العبارة نفسها نقرأها أيضا على علمي ولايتي جورجيا وفلوريدا الأميركيتين، واذا عبرنا الحدود الأميركية والبرازيلية نراها ممهورة بكلمات En Dios Confiamos الاسبانية على “الكوردوبا” وهي عملة نيكاراغوا، ولجميعها غاية أساسية كما يقولون، وهي تذكير الانسان بالخالق دائما كي لا يقع في أخطر محظور، وهو عبادة رب المال.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. ههههههه اثاري محاربت الدين عندنا وعندهم
    الله يكفينا شر كل من يشوه الاسلام

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *