مع اشتداد وتيرة الحرب التي تعصف بكامل الخارطة السورية تزداد معاناة السوريين ضمن حدود بلدهم الأم، فالظروف القاسية – التي دفعت الكثير من مؤسسات حقوق الإنسان إلى وصفها بالكارثية – لم تنحصر في اللاجئين في المخيمات التي نصبتها بعض الدول المجاورة، بل تعدت ذلك ليعيشها أيضاً مَنْ رفض الخروج وأصرّ على البقاء موفراً على نفسه عناء التشرّد خارج الوطن.

دمشق
أرصفة العاصمة دمشق غصّت بمَنْ افترشوها كملجأ مؤقت لهم، يسألونك عن الساعة لمعرفة كم انتهك الخوف من فرح أرواحهم، ويشكرونك باسمين، ليست الأرصفة وحدها، وكذلك حال الحدائق والجسور، وأي مكان يتسع لافتراش حزنهم وحنينهم إلى دفء بيوتهم.
وليست دمشق وحدها أيضاً، بل كل ما تبقى من المدن التي تتوافر فيها أدنى شروط الأمان، ولتتشاطر العائلات السورية مع أعمدة الإنارة الفضول والترقب لمعرفة ما تبقى من منازلهم.
حملة فيسبوكية
سنتان من الحرب والثورة دفعت السوريين للبحث عن كافة السبل التي تكفل لهم شرط الاستمرار على قيد الحياة، كما جعلتهم يبحثون عن بدائل ليكونوا أكثر قرباً من بعضهم أمام حقد القذائف وهمجيتها.
“زادك بأيدك” حملة أطلقها السوريون على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لتؤكد روح العزيمة المتقدة في داخلهم للتغلب على ظلام الحرب والموت. وتهدف الحملة إلى دعم الأعداد الهائلة من المشردين والنازحين الذين هجرتهم الحرب، وفتكت رحاها بلقمة عيشهم اليومية.
ودعا مطلقو الحملة كل مواطن سوري لاصطحاب ما تيسر له من طعام لدى خروجه من منزله، وليتقاسمه مع أول نازح يلتقي به على قارعة الطريق، ولتكون أولى الخطوات الحقيقية في خلق تواصل مع هذا الشخص، ولتعيد له القليل من دفء بيته، علّه يشكل جرعة تفاؤل زائدة تخفف من وقع صوت القذائف، إنه قليل من الأمل أمام اليأس المهدور على أرصفة دمشق وبقية المدن السورية.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *