رويترز- يبدو أن مجزرة ارتكبت في سجن بعقوبة العراقية، وسط تضارب حول المسؤول عنها ومرتكبها. فقد توجهت أمس الخميس عائلة عراقية إلى المشرحة لرؤية ولدها مقتولاً. الصبي الذي كان مسجوناً في سجن بعقوبة أصيب بطلقتين في الرأس بحسب العائلة.

هذا الصبي كان واحدا من بين 52 سجيناً قتلوا رمياً بالرصاص بطريقة الإعدام، حيث أصيب معظمهم بطلقات اخترقت الرأس والصدر.

يأتي هذا في وقت يؤكد فيه العديد من السكان السنة أن القوات العراقية الموالية للمالكي، والميليشيات الشيعية المتحالفة معها، مسؤولة عن فظائع مماثلة، ويشيرون إلى مقتل عشرات السجناء في سجن في بعقوبة.

في المقابل، تؤكد الحكومة أن السجناء قتلوا جميعاً في تبادل للنيران، عندما تعرض السجن للهجوم من قبل داعش يوم الاثنين الماضي. لكن المسؤولين السنة المحليين، وبينهم المحافظ ورئيس مجلس البلدية يقولون إن السجناء أعدموا على أيدي حراسهم. والسجين الوحيد الذي نجا خطف في وقت لاحق وقتل كي لا يكون هناك شهود.

أما قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل الشمري، فيؤكد على أن مقاتلي الدولة الإسلامية استخدموا قذائف المورتر والقنابل في القتال، وأن السجناء قتلوا من الطلقات الطائشة ومن الانفجارات القريبة من السجن. وأضاف الشمري أنه بعد انتهاء القتال تم العثور على أحد أفراد قوات الأمن مقتولاً، إضافة إلى جثث السجناء. ولفت إلى أن السجن صغير وهو عبارة عن منزل في قلب منطقة سكنية وليس محصناً بقوة، وتحول إلى ما يشبه ميدان معركة، مشيراً إلى أن الاحتمال كان كبيرا لأن يتعرض السجناء لإطلاق النار مثل أي جندي من قوات الأمن.
إعدام بالرصاص

لكن المسؤولين السنة يقولون إن الجثث تشير إلى أن الضحايا أعدموا بالرصاص ولم يسقطوا نتيجة نيران طائشة. وقال رئيس بلدية بعقوبة عبد الله الحيالي إنه زار المشرحة ووجد أن معظم الضحايا مصابون بأعيرة نارية في الرأس. وأحد الضحايا ابن أخيه وهو مصاب برصاصتين في الرأس. وقال الحيالي لرويترز إن الضحية عذب بقسوة وانتزعت أظافره.
أفراد ميليشيا بلباس مدني

وحاول رئيس البلدية والمحافظ زيارة السجن في اليوم التالي للهجوم، لكن حوالي 50 من أفراد ميليشيا يرتدون ملابس مدنية منعوهما من الوصول. وقال رئيس البلدية إن أفراد الميليشيا وجهوا بنادقهم نحوه ونحو المحافظ مما أجبرهما على العودة إلى سيارتيهما. وأضاف أنهما لم
يشاهدا أي علامات على قذائف المورتر تؤيد ما زعمه رئيس الشرطة. وأضاف أن فارغ رصاصة مسدس عيار تسعة مليمترات وجدت قرب جثة ابن أخيه، مما يشير إلى أن إطلاق الرصاص حدث من داخل السجن.
الناجي الوحيد من السجن خطف وقتل

من جهته، قال السامرائي المتحدث باسم محافظ ديالى إن الوحيد الذي نجا من السجن يدعى أحمد زيدان الحربي. وأضاف في مكالمة هاتفية أن السجين نجا، لكنه أصيب بجروح في الرأس والصدر وأنه أبلغ المحافظ بأن السجناء تعرضوا فجأة لإطلاق النار، مشيرا إلى أنه كان يتحدث بصعوبة. وتابع قائلاً إنهم علموا بعد ذلك أن الحربي خطف من المستشفى ومازالوا يتحرون الأمر ولا توجد أدلة تقود إلى من قام بخطفه. وألقيت جثة الحربي صباح الخميس أمام المشرحة.
بعقوبة.. من بين المناطق الأشد عنفاً

وتقع المدينة- وهي عاصمة محافظة ديالى التي يقطنها خليط ديني- شمالي بغداد، وتبعد عنها مسافة ساعة بالسيارة وتعرضت لهجوم
المتشددين منتصف ليل الاثنين. وكانت بعقوبة والمناطق المحيطة من بين المناطق الأشد عنفاً في العراق، حيث يعيش السنة والشيعة في قرى متجاورة ويتبادلون الاتهامات بارتكاب فظائع بشكل منتظم منذ الاحتلال الأميركي.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. وعم يحكوا عن داعش وإرهاب داعش والهالكي وعصاباته ومليشياته ما بتقل تطرف وإرهاب عن داعش بل هم أكثر تطرف وإجرام منهم ….يارب تاخد الهالكي وبشار بيوم واحد وتنصر العراقيين عليه عن قريب

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *