قررت الرئاسات الثلاث بتونس (رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس التأسيسي)، تنكيس العلم التونسي لمدة ثلاثة أيام في كافة المؤسسات العمومية اعتباراً من الخميس حزناً على اغتيال المنسّق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين، شكري بلعيد، الأربعاء، أمام منزله برصاصات غادرة.
وفي سياق متصل، قررت فرقة مكافحة الإجرام، الاحتفاظ بالسائق زياد الطاهر في السجن على ذمة التحقيق، وهو الذي كان رفقة المغدور، وذلك بعد أن وجهت له الصحافية التونسية، نادية داوود، التي كانت شاهدة على عملية القتل، أصابع الاتهام.
وقالت الصحافية إنه فور مقتل بلعيد، لم يبد السائق أي رد فعل إنساني تجاه الموقف، واكتفى بالوقوف في مكانه دون أن يحرك ساكناً، معتبرة أن ردة فعله تلك تخالف الطبيعة البشرية.

بلعيد
وأكدت الصحافية أيضاً أنه خلال مواجهتها بالسائق في التحقيقات، قدم الأخير أقولاً متضاربة.
وكشفت بعض التسريبات الصحافية أن السائق تلقى اتصالاً ليلة الواقعة من سياسي تونسي، هو عضو المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس، محسن مرزوق، إلا أن هذا الخبر لم تؤكده مصادر رسمية.
وتعم الاضطرابات والاحتجاجات، الخميس، مختلف المدن التونسية، مثل قفصة وسوسة والكاف وصفاقس والمنستير وقابس وجبنيانة، منددة بإبعاد حزب النهضة من المشهد السياسي، واتهامه بإدخال البلاد في دوامة العنف مجدداً.
ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية في تونس) إلى الدخول في إضراب عام الجمعة، وإقامة جنازة وطنية للمعارض اليساري البارز في “يوم حداد وطني”.
كما قررت فرنسا إغلاق مدارسها في تونس يومي الجمعة والسبت، حسبما أعلنت السفارة الفرنسية بتونس، الخميس، في إجراء يبدو أنه مرتبط بتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
بلعيد يدفن الجمعة
وإلى ذلك، وصل جثمان القتيل إلى منزل والده في منطقة “جبل الجلود” بضواحي العاصمة التونسية في موكب مهيب، ومن المقرر أن يوارى الفقيد الثرى الجمعة بعد صلاة العصر.
وعبر شقيق الفقيد، عبدالمجيد بلعيد، في وقت سابق عن رفضه التام بأن يشارك أي طرف من حزب النهضة في تشييع جنازة الفقيد.
وحرمت جماعات إسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، الترحم على بلعيد، واتهمته بالكفر، وأفتت بعدم جواز دفنه في مقابر المسلمين وسط عبارات تهكم وسخرية من مشاعر الحزن التي بدت عليها البلاد منذ الحادثة.
ونشرت المواقع الإلكترونية صورة لابنة شكري بلعيد، فيروز ابنة الثماني سنوات، وهي ممسكة بجثة والدها.
وميدانياً، استفاق أهالي محافظة جندوبة، الخميس، على خبر حرق مركز أمني في مدينة “بوسالم” التابع للمحافظة في مشهد أعاد للأذهان عمليات حرق مراكز الأمن التي صاحبت الثورة التونسية.
فيما قُتل رجل أمن خلال المواجهات التي جدّت عصر أمس، الأربعاء، وسط العاصمة التونسية خلال محاولته تفريق عصابة كانت تنوي اقتحام وتكسير محلات تجارية بهدف السرقة.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *