يوجد شبه إجماع لدى التونسيين على أن الاستحقاق الانتخابي المقرر في 26 أكتوبر القادم سيحدد مستقبل البلاد خلال السنوات القادمة، لكن مع ذلك تجدهم مترددين ومحتارين بشأن لمن سيصوتون.
وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإن حوالي 50% لم يحسموا أمرهم، أي أنهم لم يختاروا الحزب الذي سوف ينتخبونه، ويمنحونه صوتهم.
إهمال ولامبالاة شعبية
خلال دردشة مع مجموعة من الطلبة، لاحظت وجود حالة لا مبالاة كبيرة، من قبلهم تجاه الحياة السياسية عموماً، والانتخابات خاصة.
وهذا ما أكدته الطالبة عبلة قابسي (ماجستير) وهي تجيب عن سؤالي حول حزبها “المفضل” الذي سوف تمنحه ثقتها، حيث قالت إنها لم تقرر بعد، مضيفة “على الأرجح لن أصوت”.
ذات الموقف عبر عنه زميلها أحمد ودرني، لكن بأكثر حدة عندما تدخل ليعبر عن غضبه من الطبقة السياسية، قائلاً “إن الأحزاب عندنا، ومن دون استثناء تتصارع على السلطة، وليس لها برامج لخدمة البلاد”.
كما أضاف أحمد، في تونس الأحزاب لا تعبر عن مشاكل الناس، فهي أصلا لا تعرفها، ونحن مللنا ضجيجهم وصياحهم في البرامج التلفزيونية، كما أنه يسيطر عليها شيوخ، ولا نكاد نجد فيها حضوراً يذكر للعنصر الشبابي.
ولمعرفة رأي شريحة أخرى من التونسيين من الحدث الانتخابي، تحدثت لأحد التجار وهو علي الفرشيشي، فسألته عن أجواء الانتخابات، فقاطعني بسرعة – قبل أن أنهي كلامي – ليقول: “أنا ألتقي يومياً في متجري مئات الناس، وقد لاحظت- وأنا أولهم – وجود ضبابية وغموض كبيرين، فنحن لا نعرف قبل ثلاثة أسابيع من التصويت، لمن سنصوت برغم أننا نتابع منذ فترة هذا “السيرك” السياسي”.
غضب من الأحزاب
كما اشتكى العديد ممن التقينا بهم من غياب البرامج لدى معظم الأحزاب، وأنها في المقابل تحرص على رفع الشعارات، إضافة إلى أن بعض الدوائر الانتخابية تتجاوز فيها القوائم المتنافسة الخمسين قائمة، وهو ما أدخل التشويش والتشتت لدى أكثرية التونسيين.
وفي تعليقه على حالة التردد التي يعيشها قطاع هام من التونسيين تجاه الانتخابات القادمة، وهو وضع من شأنه أن ينجم عنه حصول نسبة مقاطعة مرتفعة.
قال المحلل السياسي منذر ثابت لـ”العربية.نت” إن الطبقة السياسية في تونس عجزت عن أن تكون قريبة من هموم الشارع، وأكدت أنها في قطيعة معه.
وأشار ثابت إلى أن حالة اللامبالاة الشعبية تجاه هذا الحدث الذي من المفروض أن يكون هاماً في تاريخ تونس، جاء ليعبر عن وجود غموض كبير في برامج وخيارات الأحزاب السياسية المتنافسة، التي عجزت عن القرب من الناس وبالتالي عجزت عن تأطيرهم وإقناعهم ببرامجها وتصوراتها.
كما أوضح ثابت أن الأحزاب التونسية تفتقد للبرامج الواقعية التي من شأنها أن تقنع بها الناخب، مشيراً إلى أنها لا تمتلك برامج حقيقية، لأنها لا تمتلك المؤشرات الحقيقية، ما يجعل من ما ترى أنه برامج لا يعدو أن يكون مجرد وعود وشعارات للاستهلاك السياسي لا غير، وهذا ما اكتشفه المواطن.
تأبيد الأزمة
وأضاف ثابت أن الانتخابات القادمة، لن تكون مناسبة للخروج بالبلاد من الأزمة التي تمر بها، بل على الأرجح أنها ستعمق الأزمة، إن لم تجعلها مفتوحة، وبالتالي فإن حالة اللااستقرار سوف تتواصل خلال السنوات القادمة.
تجدر الإشارة إلى أن الإقبال على التسجيل في القائمات الانتخابية كان دون المأمول، فقد أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنه تمّت إضافة خلال فترتيْ التّسجيل 993.696 مواطناً.
وحسب ما أفادت به الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فقد بلغ العدد الإجمالي للناخبين المُسجّلين لانتخابات 2014 حوالي 5.236.244 ناخباً.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. بدون قرات الموضوع
    العرب يُطالبون بالحريه وهم لا يعرفون ما معناها للاسف !!!
    الله يرحم ايام بن علي والقذافي ومبارك وصدام زعلى عبد الله صالح , على الاقل كانو ماسكين زمام امور البلاد والعباد .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *